القصف الإسرائيلي مستمر على سوريا.. هل تحسنت العلاقات مع روسيا؟ وما دور واشنطن؟

القصف الإسرائيلي مستمر على سوريا.. هل تحسنت العلاقات مع روسيا؟ وما دور واشنطن؟

يستمر القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية، دون أن توقفه منظومة الدفاع الجوي السوري وتصريحات مسؤولي وزارة الدفاع الروسية، في مسعى إسرائيلي يبينه رئيس الحكومة الجديد ‘‘نفتالي بينيت’’ على مواصلة ضرب الأهداف الإيرانية.

وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف ليلة الجمعة، عدة مواقع في محافظة ريف دمشق.

ووفق ما ذكرته وكالة ‘‘سانا’’، فإن «الطائرات الإسرائيلية نفذت عدواناً من اتجاه جنوب شرقي العاصمة بيروت، استهدف بعض النقاط في محيط دمشق». مضيفة أن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ وأسقطت معظمها، وأن الأضرار اقتصرت على الماديات.

بدورها أكدت مصادر محلية لـ(الحل نت) ما تناقلته صفحات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص استهداف الطيران الإسرائيلي مركز البحوث العلمية في بلدة جمرايا بريف دمشق، بثلاث غارات جوية متتالية، إضافة إلى استهداف نقطة عسكرية تتجمع بها الميليشيات الإيرانية في محيط بلدة الدريج بريف دمشق.

دور روسيا وتأثير بايدن 

عقب وصول “بينيت” إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية (منتصف حزيران/يونيو) تغيرت اللهجة الروسية حيال الضربات الإسرائيلية على سوريا وأعلنت في أكثر من مرة التصدي لتلك الضربات عبر منظومات الدفاع الجوي التي باعتها لسوريا.

إلا أن المتابع لزيارة “بينيت” إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي ‘‘جو بايدن’’ نهاية شهر آب/أغسطس الفائت، يستطيع الربط بين ما دار من مباحثات في واشنطن وبين استمرار الغارات الإسرائيلية.

تغيّر اللهجة الروسية لا يعني بالضرورة وجود خلافات عميقة مع الجانب الإسرائيلي، كون أن آلية منع التصادم بين الجانبين لاتزال مستمرة، إلا أن تل أبيب يبدو أنها لمست تعاطياً إيجابياً من قبل بايدن خلال محادثاته مع “بينيت”.

مبدياً تفهمه لرؤية وآلية التعاطي الإسرائيلي مع مخاطر الوجود الإيراني بسوريا، ما يسمح لذلك أن يكون بمثابة ‘‘الضوء الأخضر’’ الأميركي لاستمرار ضربات الجو الإسرائيلي على مناطق النفوذ الإيراني أينما وجدت في سوريا.

بايدن تعهد خلال لقائه “بينيت” في واشنطن، بعدم حصول إيران على السلاح النووي، مشدداً على أنه في «حال عدم نجاح الدبلوماسية سيتعين اتخاذ إجراءات أخرى ضدها».

بينما قال “بينيت” إنه «يتفق مع بايدن على وجود خيارات أخرى بالنسبة لإيران إذا لم تنجح الدبلوماسية”. وتابع: «إسرائيل ستقف دائماً مع الولايات المتحدة من دون تردد».

وذكر أنه عرض على بايدن «خطوات عديدة لمواجهة إيران»، وقال: «إيران تواصل تصدير الإرهاب وطورنا استراتيجية لإيقافها ومنعها من أن تصبح دولة نووية».

مضيفاً «لن نطلب منكم إرسال قوات لحمايتنا، هذه مسؤوليتنا وسنتحمل مسؤولية مصيرنا، لكننا نشكركم على الأدوات التي تمنحوننا إياها».

المحلل السياسي ‘‘عصام زيتون’’، قال خلال حديث لـ(الحل نت) إن القصف الإسرائيلي سيستمر كلما دعت الحاجة الأمنية الإسرائيلية ذلك، لافتاً بأن أي موقف روسي متخبط تجاه الضربات الإسرائيلية ضد النفوذ الإيراني ينبع من عوامل عديدة، يتمثل أبرزها في الرغبة بعدم ظهور موسكو بمظهر العاجز عن فعل شيء تجاه هذه الغارات. في حين فإن واشنطن يبدو أنها تجدد دعمها مؤخراً لتل أبيب في غاراتها على المواقع الإيرانية بسوريا.

ورأى بأن «الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تطورت في مراحل متعددة وصولا إلى الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن الخطر لدى إسرائيل المتمثل بالميليشيات الإيرانية «ستبقى بمواجهته قائمة وبالتالي سنرى العديد من الضربات المركزة صوب تلك الأهداف».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.