يبدو أن التوتر الإسرائيلي الروسي حول استمرار الغارات التي تطال النفوذ الإيراني في سوريا، سيبقى مستمراً حتى الانتهاء من حزمة اللقاءات التي يُنتظر إنهائها بين الجانبين خلال الأيام القليلة المقبلة.

صحيفة ‘‘هآرتس’’ الإسرائيلية، أفادت يوم أمس، بأن وزير الخارجية الإسرائيلي، “يائير لابيد” سيجري الأسبوع المقبل، محادثات في موسكو مع نظيره الروسي، ‘‘سيرغي لافروف’’.

حيث سيكون بحث الملف السوري على رأس قائمة الملفات المبحوثة بين الجانبين، لاسيما مسألة استمرار الغارات الإسرائيلية على أهداف النفوذ الإيراني في سوريا، وبحث إمكانات وقف الرد الروسي عليها خلال الآونة الأخيرة.

الصحيفة الإسرائيلية، قالت أيضاً أن هذه الزيارة تأتي تمهيدا لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘‘نفتالي بينيت’’ المقررة إلى موسكو الشهر المقبل، حيث سيَعقُد اجتماع قمة مع الرئيس الروسي ‘‘فلاديمير بوتين’’.

وإن كان هدف الزيارة الأولى يتمحور حول مناقشة المسائل الاستراتيجية والأمنية والسياسية بين الطرفين، إلا أن الملف السوري سيكون له الحضور الأبرز على طاولة الحوار، في ظل إبداء روسيا معارضتها للغارات الإسرائيلية.

فالنتائج المتوقعة من لقاء ‘‘لابيد-لافروف’’ لن تكون حاسمة بشكل نهائي، بقدر ما ستكون قمة ‘‘بينيت-بوتين’’ لها الأثر الحاسم على مستقبل الغارات الإسرائيلية وإمكانية استمرارها ضمن إطار ‘‘آلية منع التصادم بين الجانبين’’ أو أن إسرائيل قد تقبل بطروحات روسية جديدة تتصل بقواعد جديدة للاشتباك على الأرض السورية بين الإسرائيليين والإيرانيين.

لا يمكن لروسيا أن تذهب إلى خيار التصادم أو أي تصعيد مهما كان شكله مع الجانب الإسرائيلي، وذلك تأثراً على ما يبدو بزيارة ‘‘بينيت’’ الأخيرة إلى واشنطن، والتي رشح منها عن تقارب واضح بين الجانبين إزاء التعامل مع الوجود الإيراني في المنطقة ولاسيما في سوريا.

إلا أن موسكو قد تُمرر عبر اللقاء مع ‘‘لابيد’’ بعضاً من الرسائل المباشرة إلى تل أبيب، والتي تتصل بضرورة ضبط الغارات وتحجيمها بما يتناسب مع منع استمرار الإساءة إلى سمعة السلاح الروسي في سوريا.

بخاصة إذا ما أشرنا إلى أن الصناعات الدفاعية الروسية تحتل المرتبة الثانية في الاقتصاد الروسي بعد قطاع الطاقة، حيث تعتبر موسكو أن الحرب في سوريا هو مكان مناسب للعمل على تسويق الأسلحة الروسية لزيادة مبيعاتها في سوق الأسلحة العالمي.

بالمقابل، فإن لدى إسرائيل عدة ملفات تريد بحثها مع الروس، قد تكون أبرزها؛ ضرورة التعامل مع الوجود الإيراني في سوريا كأحد محطات المواجهة للتمدد الإيراني في المنطقة الذي تتخوف منه تل أبيب وتتفهمه كل من واشنطن وموسكو.

وهو ما يشكل أيضاً خطراً على الروس وفق وجهة النظر الإسرائيلية التي يود ‘‘لابيد’’ إيصالها إلى موسكو خلال زيارته المرتقبة.

وبحسب ما نقلت صحيفة ‘‘الشرق الأوسط’’ يوم أمس، فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أبعد بكثير عن الكرملين من حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن في تفاقم الفتور بين روسيا وإسرائيل، إذ كانت أوساط روسية تحدثت خلال الأسابيع الأخيرة حول أن تشكيل الحكومة في إسرائيل خلق واقعا جديدا في الاتصالات الروسية – الإسرائيلية بشأن سوريا.

وهو أيضاً ما يريد ‘‘لابيد’’ بحثه في زيارته والعمل على تقريب وجهات النظر، وتفعيل التفاهمات المشتركة بين الطرفين من جديد.

وكانت الخارجية الإسرائيلية أعلنت أن ‘‘لابيد’’ سيغادر إلى موسكو مساء الأربعاء المقبل، بزيارة وجيزة ستشمل لقاء عمل مع ‘‘لافروف’’، وسيعود إلى إسرائيل في اليوم اللاحق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.