نشر موقع أميركي تقريراً يشير فيه إلى وجود مساعٍ من قبل موسكو لإجراء محادثات ثلاثية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا، على مستوى متقدم حول الملف السوري.

ونقل موقع ‘‘أكسيوس’’ الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين، أن وزير الخارجية الروسي، ‘‘سيرغي لافروف’’، أثار هذا الموضوع خلال المحادثات التي أجراها في موسكو مطلع أيلول/سبتمبر الجاري مع وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لابيد”، إضافة إلى الاتصالات التي تمت مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، “إيال حولتا”.

ولا يبدو أن الخيار الذي تحدث عنه الموقع الأميركي بصعب التحقيق، لا سيما وأن زيارة لابيد إلى موسكو، وكذلك زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد ‘‘نفتالي بينيت’’ إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي ‘‘جو بايدن’’ أواخر شهر آب/أغسطس الماضي، أوحت بإيجابية الأجواء المشتركة بين الأطراف الثلاثة، فالروس والأمريكان أبدوا تفهماتهم للمخاوف الإسرائيلية من التواجد الإيراني في سوريا، بينما مضى الروس في تعاونهم مع الأردن في التفاهم حول خارطة طريق للحل في سوريا والحوار مع دمشق، وهو أيضاً ما أعطت الضوء الأخضر على جزئية منه الولايات المتحدة.

فيما سبق كل ذلك إشارات على تفاهم أولي في العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي جو بايدن، حول سوريا، وهو ما أظهرته الأحداث التي تلت لقاءهما في أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، لا سيما زيارة الملك الأردني إلى واشنطن منح فيها الملف السوري حيزاً واسعاً، وأعقبتها لاحقاً زيارة مماثلة من العاهل الأردني إلى موسكو.

الباحث السياسي، ‘‘محمود إدريس’’، قال خلال حديث لـ(الحل نت) أن احتمال تشكيل تحالف أو التأسيس لصيغة تفاهم ثلاثية حول سوريا بين الأطراف المذكورة، هو أمر قابل للحدوث لا سيما في ظل التلاقي بينهم ولو بمستويات متباينة في رفض استمرار تأثير التواجد الإيراني في سوريا على التهدئة والتسوية هناك.

وأضاف «هناك اختلافات طفيفة بين الأطراف الثلاثة في شكل رؤيتهم للتعامل مع التواجد الإيراني في المنطقة بالانطلاق من سوريا، إلا أنهم يلتقون في النهاية على التأثير السلبي للنفوذ الإيراني على أوضاع الملف السوري».

واعتبر أن التلاقي الأميركي-الروسي هو الأساس في تشكيل صيغة التفاهم بينهم، «ولعل موسكو ترفع من مستوى إبداء خطواتها الإيجابية نحو واشنطن، لتعزيز التواصل الإيجابي مع الأخيرة، ورغبة من موسكو في الوصول إلى أساسيات مهمة لعملية التسوية في سوريا يتفق عليها مع الجانب الأميركي خلال الفترة القريبة المقبلة».

يذكر أن منسق البيت الأبيض للسياسة في الشرق الأوسط، ‘‘بريت ماكغورك’’، عقد خلال أيلول في جنيف بطلب من الجانب الروسي اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية الروسي، ‘‘سيرغي فيرشينين’’، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ‘‘ألكسندر لافرينتييف’’.

وبيّن التقرير الأميركي؛ المشار إليه آنفاً، أن الجانب الروسي أراد خلال اللقاء المشار إليه أن يبحث مع المسؤول الأميركي الخطوات الخاصة بالتسوية السياسية في سوريا ومعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة مع منح إعفاءات من العقوبات ضد سوريا للسماح بنقل النفط والغاز عبر أراضي سوريا إلى لبنان.

فيما نقلت صحيفة ‘‘الشرق الأوسط’’، تطرق ماكغورك في اللقاء مع الروس، إلى مسألة انسحاب القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها من المناطق المتاخمة لأراضي سيطرة إسرائيل في هضبة الجولان.

في حين كانت صحيفة ‘‘كوميرسانت’’ الروسية، ألقت الضوء على اللقاء الروسي الإسرائيلي الأخير في موسكو، ولفتت إلى أن مزاج وزيري خارجية روسيا وإسرائيل خلال لقائهما، لم يعكره الملف السوري ولا الإيراني، حيث وجد الوزيران نفسيهما على ‘‘موجة مودة’’.

وقال آنذاك، وزير الخارجية الإسرائيلي ‘‘يائير لابيد’’، إن تل أبيب لن تتسامح مع تواجد إيران عسكريا في سوريا، مبديا في الوقت نفسه حرصها على ضمان أمن العسكريين الروس في هذا البلد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.