شهدت إحدى قرى الحسكة أرقامًا قياسية في أسعار الطيور البرية الجارحة، إذ تم بيع طير من نوع “الشاهين الفارسي” بـ 51 مليون ليرة سورية (نحو 16 ألف دولار).

ووفقاً لمواقع إعلامية محلية، فإن السعر الذي بيع فيه الطير في قرية “الدوزك” بريف الحسكة، يأتي بعد يومين على بيع طير من نوع “الشاهين البحري” بـ 30 مليون ليرة.

وتباع الطيور في مزادات علنية، وتحقق أرباحا ضخمة، إذ تنقل الطيور بعد شرائها من الصياد إلى دول الخليج حيث يتم تدريبها هناك على صيد الطرائد، بخاصة الطيور.

وفي السياق ذاته، تمكّن صياد صقور من ريف مدينة “عامودا” شمالي سوريا، بعد سوء حظٍ لازمه لنحو عشرين عاماً، من اصطياد إحداها خلال موسم هجرة الطيور الجارحة التي تمر مساراتها بعدد من المناطق في شمال سوريا.

الصياد “فرحان عبد الواحد أحمد” (51) عامًا، من قرية “جناخجيك” التابعة لـ”عامودا”، استطاع مؤخراً من اصطياد صقر، يقول إنه الثاني خلال ممارسته لهذه الهِواية التي تحولت إلى “شغف” لا يفارقه منذ الشباب.

وأضاف أحمد، في اتصال هاتفي لـ(الحل نت)، أنّه يمارس هذه الهُوِيَّة التي لا يمكنها تركها، وشغفه دفعه إلى ممارستها طول عشرين عامًا، قبل أن يتمكن مؤخرًا من اصطياد ثاني صقر في حياته بريف الحسكة.

موضحاً أنه يعمل في قريته بالزراعة، غير أنه يعود إلى ممارسة هوايته خلال أشهر الخريف كتقليد سنوي ‘‘لا يستطيع التخلي عنه’’.

ويقول الصياد إن شعوره لحظة اصطياد الصقر لم يكن يوصف، وأن سعادته حينها كانت «توازي سعادة عاشق يظفر بحبيبته بعد سنوات من العناء».

ويذكر الصياد، أن الطائر الذي تمكن من صيده كان صغيراً، لذا لم يكن ثمنه مرتفعًا، فباعه بنحو مليونين ونصف المليون ليرة سورية.

ويعتبر الصياد، أن المتعة «لا تكمن في بيع الصقر بمقدار ما تجلبه لحظة الصيد من سعادة، وهو الشيء الذي قد يدفع الكثيرين إلى الاستمرار في مزاولة هذه الهواية التي تتحول إلى مهنة لدى البعض».

ومنذ شهر أيلول/ سبتمبر وحتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، ينتشر الصيادون بأعداد كبيرة في أرياف الحسكة حاملين معهم عدتهم، ليقضوا أيام وأسابيع بانتظار أن يظفروا بطائر قد يعينهم ثمنه على تحمل ارتفاع تكاليف المعيشة في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.