لايزال التوتر يسود بلدة “ذيبان” بريف دير الزور الشرقي، بعد أحداثٍ دامية شهدتها البلدة أمس الاثنين بين عشيرتين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، فضلاً عن الأضرار المادية.

وقال مراسل (الحل نت) إن: «ستة أشخاص قُتلوا بينهم امرأة، وجُرح أكثر من 10 آخرين، باشتباكٍ مُسلح بينهم داخل البلدة نتيجة خلاف قديم».

حيث «تدخلت دوريات من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لفض النزاع وإيقاف الاقتتال الحاصل، فيما نُقل الجرحى إلى أحد المستشفيات القريبة من المنطقة، لتلقي العلاج». وفق المراسل.

مُضيفاً، أن «عناصر كلا الطرفين استخدموا الأسلحة الرشاشة في الاشتباكات التي استمرت لما يقارب الساعة، ما أدت إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والمحال التجارية المحيطة بالمكان».

وقالت “أم خالد”(اسم مُستعار) من سكان البلدة، إن «من بين الجرحى ابن شقيقها وشاب آخر، لا علاقة لهما في الاشتباكات الدائرة بين الطرفيين».

وأضافت لـ(الحل نت)، أن «الاشتباكات جاءت عقب خلافات وشجارات بين عائلتين من عشيرتي “البوعز الدين”  و”الخرشان”(الخضر الدندل)، بدأت منذ أسابيع».

ولايزال التوتر يسود البلدة على الرغم من انتشار “قسد” بالمنطقة، ونصب عدة حواجز لها تحسباً لأي ردات فعل محتملة، وفقاً لحديث المصدر ذاته .

وفي الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشب شجار مُسلح بين عائلة من بلدة “جديد بكارة” وأخرى من بلدة “الدحلة”، بسبب عمليات تهريب النفط من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة الحكومة السوريّة غرب النهر.

وأسفر الاشتباك عن مقتل شخصين من كل عائلة، حيث تدخلت “قسد” ووجهاء من المنطقة لفض النزاع.

وسبق أن قُتل خمسة أشخاص أيضاً في بلدة “غرانيج”، في آب/ أغسطس الفائت جراء اقتتال بين عائتلي “الغدير” و”الخابو”، على خلفية مشاكل عائلية قديمة بينهم.

وتكررت الاقتتالات العائلية والعشائرية في أرياف دير الزور خلال الأشهر القليلة الماضية، تسببت بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

وفقاً لناشطين من المنطقة، تجاوز تعداد ضحايا الاقتتالات 50 شخصاً، ويرجع ذلك إلى انتشار فوضى السلاح غير المرخص بشكلٍ كبير في ريف دير الزور، وذلك منذ اندلاع الحرب السوريّة في آذار/ مارس 2011، ماتسبب بارتفاع معدل الجريمة في تلك المناطق.

فوضى انتشار السلاح

ولا تقتصر أضرار انتشار السلاح على الاقتتالات العشائرية فحسب، فأضراره تمتد إلى جوانب كثيرة.

حيث خسر عدد كبير من المدنيين أحباء لهم بإطلاق أعيرة نارية خلال مناسبات الأفراح أو العزاء، أو بفي مناسبات أخرى.

“تيسير الحسين” من سكان مدينة “البصيرة” قال لـ(الحل نت): «فقدت ابني البالغ من العمر 13 عاماً نتتيجة إصابته برصاصة في الرأس خلال حفل زفاف أحد الجيران».

ويعتبر “الحسين” أن إطلاق الرصاص في المناسبات زاد من «جهل الكثيرين لعواقبه»، على حدِ تعبيره.

أسباب تمنع الحد من انتشار السلاح

وقال قيادي في “مجلس هجين العسكري” التابع لـ”قسد” لـ(الحل نت) «لا يمكننا في الوقت الراهن العمل على منع السلاح لوجود خلايا نشطة لتنظيم “داعش” لاتزال تقوض أمن المنطقة، على الرغم من المواجهة التي نبديها بشكلٍ مستمر لملاحقتهم».

وأضاف القيادي، فضل عدم ذكر اسمه، أنه «توجد خلايا تابعة لميليشيات إيران وأجهزة الأمن السوري بالمنطقة أيضاً، هدفها نشر الفوضى وزعزعة الأمن من خلال الاغتتيالات والسرقات التي تنفذها»

مؤكداً أن «قواتنا متضررة أيضاً من هذه الفوضى، لكن نعمل جاهدين على تدارك هذه المشكلة بأقل الخسائر الممكنة في الوقت الراهن».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.