الطيران الروسي يطالب فصائل المعارضة السورية بتسليم أسلحتهم عبر مناشير ورقية.. هل دقت ساعة الصفر؟

الطيران الروسي يطالب فصائل المعارضة السورية بتسليم أسلحتهم عبر مناشير ورقية.. هل دقت ساعة الصفر؟

ألقى طيران الاستطلاع الروسي، السبت، مناشير تحذيرية على مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا في مدينتي إعزاز ومارع (شمالي حلب)، طالبت فيها مقاتلي الفصائل بتسليم أسلحتهم والتعاون مع قوات الحكومة السورية.

ويبدو أن روسيا وجّهت- من خلال تلك المناشير- رسالة بشكلٍ مباشر إلى تركيا والفصائل المدعومة من قبلها إلى أن هناك تصعيد عسكري مُرتقب في المنطقة.

المحلل العسكري العقيد “مصطفى الفرحات”، يُشير إلى أنه في كثير من الأحيان تكون هناك رسائل متبادلة بين موسكو وأنقرة على الأراضي السورية.

موضحاً أن ذلك يأتي كـ«تصفية حسابات على حساب دم الشعب السوري»، وأن العلاقة “التركية –الروسية” دائماً ما «تدخل في ملفات متشابكة حقيقة».

ولفت “الفرحات” إلى أن العمل الميداني «يصعب في تلك المناطق، على اعتبار أن القوات التركية اليوم متواجدة ليست كنقاط مراقبة فحسب، بل هي جاهزة لخوض أعمال قتالية، وبالتالي ليست من مصلحة روسيا أن تخوض حرباً مع الأتراك».

ورغم التباينات المتواجدة بين الطرفين، إلا أنه توجد تفاهمات واتفاقات بقضايا خطوط الاشتباك يجب عدم تجاوزها.

أما في العرف العسكري، فإلقاء المناشير هي أحد المؤشرات التي تسبق أي عمل عسكري.

لكن ضمن الملف السوري، فقد يكون هناك استثناءات للمناشير، على اعتبار أن هناك عوامل أخذ وجذب، وكذلك عملية تحسين مواقع من خلال عملية التفاوض عبر ضغوطات أو رسائل، وفق “الفرحات”.

ولا تزال القوات الحكومية بدعمٍ من الطيران الروسي، تقصف مناطق فصائل المعارضة المُسلحة ، كان آخرها تصعيد عسكري، أمس، طال حتى المخيمات وخيم المهاجرين، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين، فضلاً عن احترق العديد من الخيم.

ويرى الباحث السياسي أن أي عمل عسكري في رقعة جغرافية يسكن فيها نحو أربعة ملايين شخص، قد تسبب بكارثةٍ إنسانيّة.

كما يرى “الفرحات” إلى أن التصعيد الروسي ضد القوات المتحالفة مع تركيا غالباً ما يسبق كل قمة أو كل إجراء سياسي يخص الملف السوري.

ولا يعتقد “الفرحات” أن المجتمع الدولي سيقبل بهكذا عمل، وحتى الطرف الروسي «لن يتحمل وزر خوض عمل بهذا الحجم في شمال غربي سوريا».

وتابع “الفرحات” أن «الشرايين لا تزال مقطعة، ولا يستطيع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” تقديم نفسه للمجتمع الدولي على أنه ربح المعركة عسكرياً، وأنه يريد تثبيت الاستقرار وإعادة الإعمار».

ويُعتبر الطريق الدولي “M4” ذو أهمية كبيرة في المنطقة، في وقتٍ يُعتبر “جبل الزاوية و”جبل الأربعين” منطقة حاكمة لهذا الطريق، بدءاً من “أريحا” وصولاً إلى مابعد “جسر الشغور”.

وبالتالي، من يسيطر على تلك المناطق، يُسيطر فعلياً على محافظة إدلب بالكامل.

وعلى مايبدو أن أنقرة لن توافق على سحب قواتها والفصائل الموالية لها من المنطقة، وسط تخوفاتٍ من تصعيد عسكري في ميادين المنطقة من قبل القوات الحكومية السورية والروسية.

وتسير دوريات مشتركة “روسية – تركية” منذ أكثر من عام ونصف، والتي بدأت بالرفض من قبل تلك الفصائل، إذ تتعرض الدوريات بشكلٍ مُتكرر لتفجيرات عبر عبوات ناسفة.

والجدير بالذكر أن “هيئة تحرير الشام” المُصنفة على “لوائح الإرهاب”، تُسيطر على عدة مناطق في شمال غربي سوريا، في حين تقتصر العمليات الروسية وقوات الحكومة السورية على مناطق الفصائل المعارضة والقوات التركية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.