رفع أسعار السماد في شمال شرق سوريا يُهدد بارتفاع أسعار المواد الغذائية

رفع أسعار السماد في شمال شرق سوريا يُهدد بارتفاع أسعار المواد الغذائية

تتجه أمور المزارعين في شمال شرق سوريا نحو المجهول، بعد أنّ قررت “الإدارة الذاتية” رفع أسعار السماد وسط غياب الدعم الزراعي.

ويتوقع عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين والمستثمرين أن ارتفاع أسعار الأسمدة لن يؤثر على كبار المستثمرين؛ ولكن تأثيره سيقع علي عاتق المستثمر الصغير والفلاح.

في حين يرى الخبراء، أنّ رفع أسعار السماد بديهي يلحقه ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه.

وفي حديث لـ(الحل نت)، أوضح الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في “الإدارة الذاتية”، “سلمان بارودو”، أنّ قرار رفع أسعار السماد جاء نتيجة ارتفاع أسعاره عالمياً، ما يقارب نحو مئة دولار أميركي للطن الواحد مقارنة بالعام الماضي.

وقال “بارودو”، إنّ القرار اتخذ منذ ثلاثة أيام خلال اجتماع لهيئة الاقتصاد والزراعة.

ونص القرار على رفع طن السماد من نوعي يوريا والآزوتي المستورد بمبلغ 490 دولاراً، بدلاً من 400 دولار، بينما سيباع السماد الفوسفاتي بسعر يصل إلى نحو 500 دولار للطن الواحد.

ويأتي ذلك في وقت يشكو مزارعو شمال شرقي سوريا من تراجع الدورة الزراعية وقلة إنتاج المواسم.

وذلك نتيجة، ارتفاع أسعار المواد الزراعية كالسماد وأيضاً نقص المحروقات في ظل مواسم الجفاف وشح الأمطار.

غياب الدعم اللازم للأعمال الزراعية

وما يثير مخاوف “علي معو” (٤٥ عاماً)، وهو مزارع من قرى ريف الحسكة الشمالي، أنّ “الإدارة الذاتية” لا تقدم الدعم اللازم لتنشيط الزراعة.

ويشير “معو” في تصريح لـ(الحل نت)، إلى أنّ رفع أسعار السماد وكذلك نقص المحروقات وعدم توزيعها إلى الآن على المزارعين ينذر بترك الأعمال الزراعية.

مضيفاً، أن موسمه الصيفي والبالغ نحو عشر هكتارات من محصول البستان قد تضرر إنتاجه ووزنه إلى النصف بسبب فقدان المازوت في مرحلة ما قبل الحصاد.

قد يهمك: سوريا.. الزراعة تحذر من “كارثة” نتيجة العجز عن تأمين المحاصيل

الهجرة أبرز مخرجات أزمة رفع أسعار السماد

ومن جهته، دعا الخبير الزراعي، “فرحان حسو”، “الإدارة الذاتية” إلى توفير الدعم اللازم للأعمال الزراعية حتى تعود المنطقة لسابق عهدها والتي يعتمد اقتصادها بالدرجة الأولى على الزراعة.

وحول  المطلوب، قال الخبير الزراعي لـ(الحل نت)، إنّه: «على الجهات المعنية توفير المواد الزراعية من بذار ومازوت حتى لا يفكر الناس بالهجرة نتيجة البطالة، خصوصاً بعد رفع أسعار السماد».

إلى ذلك، أشار “بارودو”، إلى أن لجان المحروقات تقوم بأعمالها في توزيع مخصصات المزارعين من المحروقات الخدمية بعد رفع أسعارها، الأسبوع الفائت، بمقدار ١٠ ليرات سورية لتصبح ٨٥ ليرة للتر الواحد.

 فيما نوه المسؤول الاقتصادي في الإدارة الذاتية، بأنهم توقفوا عن توزيع البذار على المزارعين في الوقت الحالي بسبب ما يواجهونه من أزمة الخبز.

منوهاً إلى أنهم قاموا بتوزيع نحو أربعة آلاف طن من البذر المعقم والمغربل، وفتحوا المجال أمام التجار لإدخال أنواع جديدة من البذار.

واستلمت “الإدارة الذاتية” نحو 200 ألف طن فقط من الأقماح خلال الموسم الفائت، في حين تحتاج مناطق شمال شرقي سوريا إلى نحو 600 ألف طن من القمح لسد احتياجات المنطقة من البذر والطحين، وَفْقاً لـِ “بارودو”.

اقرأ أيضاً: الزراعة في سوريا.. قطاع رابح دمرته سياسات فاشلة لعقود وعصفت به الحرب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة