من المعروف أنّ المنطقة الجنوبية في سوريا، تعوم على بحر من المياه الجوفية وهذه المنطقة تضم كل من محافظة القنيطرة و درعا و السويداء، إلا أنّ خبر منطقة كاملة بلا ماء آثار جدلاً واسعاً.

توقف آخر الآبار في منطقة صلخد جنوبي السويداء، الاثنين الفائت، عن ضخ المياه، ما تسبب بأزمة مياه خانقة في المنطقة الواقعة على طريق قرية المشقوق.

وسبق هذا البئر، توقفاً لجميع الآبار في مدينة صلخد، بينما اكتفت مؤسسة المياه في المنطقة، بتحميل الكهرباء سبب توقف عمل هذه الآبار.

هجرة داخلية بعد توقف المياه في السويداء

بعد توقف الآبار يبقى المتضرر الوحيد هو المواطن، حيث أبدى العديد منهم تخوفهم من الأعباء التي ستزداد عليهم، لا سيما وأنّهم مضطرون إلى تأمين صهاريج لنقل المياه إلى منازلهم.

وتصل تكلفة الصهريج 25 ألف ليرة سورية، بعد أن كان خمسة آلاف قبل ثلاث سنوات.

ولكن الأمور تتعقد أكثر في مشفى صلخد، حيث يعتمد المشفى في تأمين المياه على الصهاريج من مؤسسة المياه.

ووفقاً للناشط المحلي في المدينة، أويس سلوم، فإنّ العاملين يضطرون لإحضار عبوات المياه من منازلهم أو الاستعارة من المنازل المجاورة للمشفى، جراء شح المياه.

اقرا أيضا: احتجاجات جديدة في السويداء بسبب “أسماء الأسد”

السبب واضح والحل لدى الحكومة

العشرات من أهالي حي الجولان قد اقتحموا مؤسسة المياه في مدينة السويداء اليوم السبت، واحتجزوا سيارتين من داخل المؤسسة وأغلقوا بعض المكاتب فيها، احتجاجاً على انقطاع المياه عن الحي منذ 4 أسابيع، وعدم استجابة المؤسسة لشكاوى المواطنين.

— السويداء 24 (@suwayda24) August 14, 2021

ويشير السلوم، إلى أنّ سبب واحد يقف وراء توقف المياه في المنطقة، بالرغم من تقديم العديد من الشكوى للمؤسسات المعنية منذ العام الفائت.

ويرى السلوم، أن أزمة المياه ترجع إلى انتشار الفساد داخل مؤسسة مياه محافظة السويداء، وبمجرد فتح هذا الملف داخل الحكومة سيكون هناك حل جوهري.

وبالرغم من أنّ المياه الجوفية في جنوب سوريا هي بحرية وتتراوح أعماقها ما بين 80 إلى 800 متر والخزان الرئيس للمياه الجوفية هذه هو جبل الشيخ وذلك بعد ذوبان الثلوج حيث تنتهي المياه إلى السدود في جنوب سوريا.

إلا أن محافظة السويداء جنوب سوريا تعاني عدم وصول المياه إلى المنازل سوى لساعات قليلة خلال الاسبوع، إذ يضطر الأهالي لشراء صهاريج المياه في ظل تدني الأجور والرواتب، ولا يكفي الأسرة الصهريج الواحد سوى أسبوع.

وشهدت المحافظة خلال أغسطس/آب الفائت، احتجاجات شعبية أدت إلى اقتحام مقار مؤسسات المياه في عدة مناطق.

وامتدت الاحتجاجات لتشمل المدينة، حيث احتجز أهالي حي الجولان بالسويداء سيارة مدير مؤسسة المياه مع سيارة أخرى تابعة للمؤسسة.

قد يهمك: توتّر أمني في السويداء.. مقاتلون محليّون يحاصرون فرع المخابرات العسكريّة