تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية وتحديداً العاصمة دمشق، أزمة مواصلات غير مسبوقة، وذلك جرّاء امتناع العديد من سائقي مركبات النقل العامة عن العمل بسبب القرارات الحكومية.

ويتجمع العشرات من الناس في العاصمة عند مواقف النقل المخصصة، منذ ساعات الصباح الأولى، إذ يجد الموظفون وطلاب الجامعات صعوبة بالغة في الوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم بسبب قلة حافلات النقل.

ومع نهاية اليوم تتكرر المشاهد أمام المؤسسات الحكومية، وتزداد الأزمة عند مواقف كليات جامعة دمشق.

وتكتظ مواقف كليات جامعة دمشق يومياً بالطلاب الراغبين بالعودة إلى منازلهم، تزامناً مع غياب معظم وسائل النقل.

مواصلات جامعة دمشق «الوضع بهدلة»

«محظوظ من يجد مقعداً في ميكرو صباحاً» يقول أنس (فضل عدم الكشف عن اسمه الثاني) وهو طالب في جامعة دمشق خلال الحديث عن معاناته اليومية في الوصول إلى جامعته بسبب أزمة المواصلات.

ويؤكد أن المواصلات باتت أزمة بوجه جميع طلاب الجامعة في دمشق، والبديل هو التكسي مرتفع الأجر.

ويضيف في مكالمة هاتفية مع “الحل نت”: «أحياناً أضطر للانتظار ساعة كاملة بعد انتهاء الدوام، للحصول على مقعد في سرفيس نقل، وبعض الخطوط تتأخر عن مواعيدها نصف ساعة أو ساعة كاملة، ما يتسبب بازدحام هائل عند المواقف».

ويشير أنس إلى أن حافلة النقل التي تتسع لـ14 راكباً، تحمل ربما عشرين في هذا الوقت بسبب الأزمة.

يضيف: «مع قدوم أي حافلة نقل وبغض النظر عن وجهتها، يهرع عشرات الطلاب من أمام الجامعة للتدافع أملاً بالنجاح في الصعود إلى الحافلة».

أما نغم من كلية الآداب فتقول إنها تضطر معظم الأيام للعودة سيراً على الأقدام إلى المنزل، وذلك لمدة ساعتين.

وتقول لـ”الحل نت”: «ما بقدر تحمل التدافع عند مواقف الجامعة، أحياناً وفي منتصف الطريق خلال عودتي أستطيع ركوب المواصلات، الوضع عند الجامعة بهدلة».

اقرأ أيضاً: أحمد حسون: الله ذكر خريطة سوريا في القرآن ومن غادرها “رددناه أسفل سافلين”

أسباب ترك السائقين لعملهم

ويعزف العديد من سائقي مركبات النقل عن العمل ضمن خطوطهم، وذلك بسبب ما يقولون إنها قرارات جائرة من قبل الحكومة.

ويؤكد السائقون أنهم يضطرون لإيجاد أعمال إضافية، إلى جانب عملهم في بعض خطوط النقل، وذلك لتحقيق دخل أعلى، بسبب تدني مستوى أجرهم في خطوط النقل.

وأكد  “محمد العلي” (اسم مستعار لسائق باص نقل في دمشق) في تصريحات سابقة لموقعنا أنه يعمل على خط قدسيا 8 ساعات يوميّاً، إلا أنه لا يحصل على أجر يكفي عائلته، فيضطر للعمل مع مؤسسة لنقل موظفيها يوميّاً.

وأشار برسالة إلى أن إجراءات المحافظة دائماً ما تهدف إلى التضييق على السائقين، وعدم تشجيعهم على العمل بشكل نظامي، بسبب القرارات المجحفة، فضلاً عن الارتفاع المستمر لأسعار المحروقات.

وكانت محافظة دمشق أصدرت قبل أيام قراراً بحرمان  150 وسيلة نقل عامة “باصات ميكرو باصات سرافيس من التزود بالوقود لعدم التزامهم بالعمل على خطوطهم ووصولهم نهايتها“.

وتشهد محافظة دمشق وريفها منذ أشهر أزمة مواصلات غير مسبوقة.

ما سبق يأتي بالتزامن مع ارتفاع تعرفة أجور المواصلات الناتجة، عن ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض أعداد وسائل النقل في المدينة.

وازدادت المشاكل بين الركّال وأصحاب “السرافيس”، فأصبح من بين كل 10 سرافيس في بعض الخطوط واحد فقط يعمل على الخط ويأخذ 200 أو 300 ليرة، بارتفاع بلغ 200 بالمئة.

ويأتي ذلك في وقت فشلت فيه الحكومة حتى الآن في إيجاد حل جذري يوفّق بين المواطن وسائق وسيلة النقل العام.

قد يهمك: “حادث مرعب”.. تصادم 15 سيّارة على طريق طرطوس

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.