يشهد لبنان بالإضافة إلى مخاضه السياسي، أزمة مالية اقتصادية عبرت رحاها على اللاجئين السوريين، فيما لا يزال الساسة اللبنانيون يضعون اللاجئين بوصلة تصريحاتهم السياسية.

وتترقب موسكو، غداً الاثنين، جلسة على مستوى وزراء خارجية البلدين، من المقرر إيلاء اهتمام كبير للوضع في سوريا، وقضية عودة اللاجئين السوريين، فهل سيتأثر اللاجئون بمخرجات هذه الزيارة؟

مرفأ بيروت يجر اللاجئين السوريين في لبنان إلى الطاولة

صرحت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأحد، أنّه سيتم مناقشة الوضع في سوريا في لقاء سيجمع وزير الخارجية اللبناني مع نظيره الروسي.

وسيبحث وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، تطورات الأوضاع في لبنان والساحة السورية.

ووصل بو حبيب مساء أمس السبت، إلى موسكو في زيارة ستستمر حتى 23 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويؤكد المحلل السياسي للشؤون العربية والدولية اللبنانية، طوني بولس، أنّ زيارة وزير الخارجية اللبناني إلى موسكو مرتبطة أكثر بملف مرفأ بيروت.

وأوضح بولس، خلال حديثه لـ “الحل نت”، أنّ الوزير بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال اللبناني، سيتسلم من وكالة الفضاء الروسية، صورا للأقمار الصناعية عن انفجار مرفأ بيروت.

اقرأ أيضا: تعاون لبناني تركي من أجل اللاجئين السوريين.. العودة إجبارية أم طوعية؟

اتفاقية اللاجئين حبر على ورق

وبيّن المحلل اللبناني، أنّه على هامش الزيارة سيطرح موضوع اللاجئين السوريين، باعتبار أنه كان يوجد سابقا خطة برعاية روسية، لعقد مؤتمر للاجئين في لبنان.

وباعتقاد بولس، ربما يطلب بو حبيب استكمال استضافة المؤتمر في بيروت، من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وتوقع بولس، أنّ الزيارة لن تؤثر في الوقت الحالي على اللاجئين في لبنان، لا سيما وأنّ ملف اللاجئين معني به الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولن تستطيع روسيا العبث به عبر اتفاقية مع لبنان.

وأردف المحلل اللبناني، أنّ ضرورة تأمين بيئة آمنة للسوريين، بالإضافة إلى ضمان عدم تعرض اللاجئين للتنكيل هو من أهم الشروط للموافقة على عودتهم.

وبيّن بولس، أنّ التيار الوطني الحر الذي ينتمي له رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، دائما يحاول أن يستقطب بالسياسة الملف الإنساني لملف سياسي.

وأشار بولس، إلى أنّ روسيا ترى من مصلحتها أنّ يبقى ملف اللاجئين في لبنان، كونه الملف الوحيد الذي تستطيع من خلاله التدخل في شؤون لبنان.

على صلة: من جديد.. قرارات عنصرية ضد سوريين في لبنان

لا أمان لعودة اللاجئين في لبنان

تشير تقارير منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إلى أنّ اللاجئين السوريين الذين عادوا من لبنان والأردن بشكل طوعي بين 2017 و2021، واجهوا انتهاكات حقوقية جسيمة واضطهادا من الحكومة السورية.

ورغم تزايد مستويات الضعف في لبنان والأردن، لم تشهد أعداد اللاجئين العائدين إلى سوريا بشكل طوعي ارتفاعا كبيرا.

وتبين تقديرات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أنّ حوالي 150 ألف شخص تعرضوا إلى الاعتقال التعسفي والاحتجاز.

وحوالي 15 ألفا لقوا حتفهم بسبب التعذيب بين مارس/آذار 2011 ومارس/آذار 2021، أغلبهم على يد قوات الحكومة السورية.

وفي لبنان، اتبعت السلطات سياسات عودة عدوانية، حيث عمدت إلى إصدار مراسيم وتشريعات جديدة بشكل منتظم لجعل حياة اللاجئين السوريين صعبة، والضغط عليهم ليغادروا، بحسب ما رصدت تقارير صحفية بناء على شهادات حية من لاجئين سوريين في لبنان.

وأوصت “رايتس ووتش”، بالوقف الفوري لجميع عمليات الإعادة القسرية للسوريين والفلسطينيين من جميع البلدان إلى جميع المناطق السورية.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان المسجلين لدى المفوضية 865331 لاجئاً، في وقت يقدّر عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان بنحو 1.5 مليون لاجئ.

قد يهمك: لبنانيون يحرقون مخيّمين للاجئين سوريين شمالي لبنان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.