محور عربي في سوريا.. لمواجهة إيران أم التخلص من إرث الأسد؟

محور عربي في سوريا.. لمواجهة إيران أم التخلص من إرث الأسد؟

قبل أشهر من انعقاد القمة العربية في الجزائر، جهود مكثفة تبذل من قبل بعض الدول العربية لإعادة دمج دمشق مع محيطها العربي.

في وقت يراه سوريون إن هذه المبادرة تتجسد في إعادة تعويم الرئيس السوري بشار الأسد، بعد مطالبات عربية حثيثة منذ بداية الحرب السورية بتغيير سياسي لسوريا.

والآن، ملك الأردن عبدالله الثاني يجري مباحثات مع العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.

ذلك بعد الإمارات وعلاقات الأردن المنفتحة مع الولايات المتحدة وروسيا، وحديث عن انفتاح مصري عراقي بتنسيق مع الأردن

حيث عقد الملك الأردني، مساء اليوم الاثنين، مباحثات مع العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.

ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، فإن المباحثات تناولت العلاقات بين البلدين، وآخر المستجدات الإقليمية.

كما سلطت المباحثات الضوء على آخر التطورات المتعلقة بالملف السوري.

ليؤكد الملك عبدالله الثاني دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها، على حد تعبيره.

فما هي التطورات المحتملة على صعيد الحضور العربي في سوريا، لمواجهة إيران بشكل رئيسي، أم لتعزيز حظوظ الحل السياسي في البلاد حتى الوصول للتخلص من الأسد؟

اقرأ أيضا: “اللاورقة” الأردنية.. هل تساهم بعودة الدور العربي في سوريا؟

مبادرة متكاملة

الكاتب والصحفي فراس علاوي، يرى أن ما يقوم به بعض العرب هي مبادرة عربية متكاملة.

لكن يبدو أن الأردن والإمارات هي واجهة هذه المبادرة أو بمثابة قيادة قطار إعادة الحكومة السورية لجامعة الدول العربية.

وبدا من الواضح أن غض الطرف الأميركي عن العقوبات المفروضة على الحكومة السورية والتي تطال المتعاملين معها من الدول، شجع الأردن بالمضي قدما في هذه المبادرة.

للمزيد اقرأ: حضور سوريا بصفة مُراقب.. أبرز كواليس القمة العربية في الجزائر

مقاربة خاطئة

ما يريده أصحاب هذه المبادرة، هو تشكيل تحالف عربي ضد الهيمنة الإيرانية في سوريا، وهم يرون استعادة دمشق من إيران تتم بتقريبها من المحيط العربي.

إلا أن علاوي يعتقد أنه وبحسب التاريخ، هي مقاربة خاطئة، لأنها فشلت كثيرا في مثل هذه المحاولات قبل عقود من الزمن.

ذلك عندما كانت دول عربية تريد من حافظ الأسد الابتعاد عن الحضن الإيراني.

لكن إيران كانت أقرب لسوريا من العرب منذ ثمانينات القرن الماضي.

وبالرغم أنها مقاربة فاشلة- كما يعتقد علاوي- لكن ومع ذلك، تحاول عدة دول عربية تقمص هذا الدور لمواجة إيران.

قد يهمك: التطبيع مع حكومة دمشق: هل يسعى العرب لإعادة تأهيل الأسد وإبعاده عن إيران؟

تنازلات بعيدة عن القرار 2254

من جهة أخرى، يشير علاوي إلى أنه في حال عودة الحكومة السورية للجامعة العربية، لربما ستعود بعد تقديم بعض التنازلات.

لكن هذه التنازلات لن تخدم الحل السياسي للبلاد بشكل ما، وفق ما يراه علاوي.

معتقدا أنها حتى لن تكون وفق مخرجات القرار الدولي 2254، لأن ماهية هذا القرار سينهي نظام الحكم في سوريا، وهذا ما لن تفعله دمشق.

ولا يزال مقعد دمشق فارغا منذ 10 سنوات في القمم العربية، ومع طرح عربي مسمر لعودة سوريا إلى مقعدها، قد يكون هناك تغيير خلال العام المقبل.

حيث من المقرر أن تنعقد القمة في الواحد والثلاثون في مارس/آذار 2022 بالجزائر.  

لكن هذا التغير مرتبط بالحل السياسي، ولا سيما أن تجميد عضوية دمشق في جامعة الدول العربية جاء بناء على الظروف داخل البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة