تحاول الحكومة السورية نشر أخبار متعلقة بأن خط الغاز الثلاثي إلى لبنان سيساهم بشكل كبير في حل أزمة الكهرباء في سوريا، وصرح العديد من المسؤولين في الحكومة أن خط الغاز سيكون حلاً للوصول إلى حالة استقرار الشبكة المحلية.

وقال مسؤول في وزارة الكهرباء، أن خط الغاز العربي يسهم في تراجع معدل الانقطاعات التي تتسبب بها الحماية الترددية حتى 90%، بحسب صحيفة الوطن.

لماذا تربط الحكومة السورية حل أزمة الكهرباء بإنجاز الربط الثلاثي مع الأردن ولبنان؟وهل يمكن أن يقلب هذا المشروع وضع الكهرباء؟ أم هي إدعاءات وذرائع لا طائل منها؟

خط الغاز حجة.. الحكومة تحاول الانفتاح على الدول
الباحث الاقتصادي رضوان الدبس، قال للحل نت، أن خط الغاز الثلاثي هو محاولة من الحكومة السورية من أجل إعادة دمج نفسها مع الدول العربية، والانفتاح عليهم من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية وافتتاح الشركات وفتح باب الاستثمارات وتفعيل اتفاقيات وغيرها.

وفيما يتعلق بحل أزمة الكهرباء، استبعد الدبس حلول مجدية ناتجة عن خط الغاز، وأشار إلى أن الفائدة التي ستجنيها سوريا لا تكاد تذكر.

وأضاف الدبس، إلى أن شبكات سوريا مضروبة ومخربة وتحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة، ومعظم الخطوط تدمرت خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن العديد من الخطوط كانت مهترئة قبل الحرب أساساً.

اجتماعي ثلاثي

أعلن وزير الكهرباء السوري، غسان الزامل في وقت سابق خلال اجتماعه مع وزيري الطاقة اللبناني والأردني في عمان، أن الحكومة السورية تعرب عن جديتها في إعادة تأهيل المنظومة الكهربائية الخاصة بالربط بين الأردن ولبنان مروراً بسوريا.

وقال الزامل، إن الحكومة ترغب بتسهيل الإجراءات لحل المشكلة الكهربائية في لبنان، وتأمين جزء من احتياجاته عن طريق الأردن، مضيفًا، “لن نكون حجر عثرة” بهذا الاتفاق.

إذ توصل الوزراء في نهاية اللقاء إلى صيغة نهائية لتبادل الطاقة الكهربائية التي ستزود لبنان باحتياجاته، بحسب ما نقلت وكالة “عمون” الأردنية.

وقال وزير الطاقة الأردني، صالح الخرابشة، إنه “تم الاتفاق في الاجتماع الوزاري الثالث الذي ضم الأردن وسوريا ولبنان في عمان، مناقشة موضوع تزويد لبنان بجزء من احتياجاته من النظام الكهربائي الأردني وعن طريق سوريا”.

فيما عبر وليد فياض، وزير الطاقة اللبناني، عن تقديره للعلاقة الطيبة التي تجمع بلاده مع الأردن وسوريا، والتزامهم بمساعدة لبنان خلال هذا الظرف الصعب، بما يؤمن أمن الطاقة في لبنان أو المساهمة في أمن الطاقة واستدامة قطاع الطاقة في لبنان”.

اقرأ أيضاً: “شتاء بارد ومظلم”.. وزارة الكهرباء تعترف بالعجز دون تقديم حلول

العجز الكهربائي في سوريا

حذرت وزارة الكهرباء السورية في وقت سابق بأن وضع الشتاء لهذا العام سيكون الأصعب على سوريا من الناحية الكهربائية، مشيرة إلى استمرار ساعات التقنين الكبيرة خلال اليوم الواحد.

ونقلت صحيفة الوطن السورية عن مصدر رسمي في وزارة الكهرباء الاثنين 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن“ وضع الشتاء لهذا العام قد يكون الأصعب من الناحية الكهربائية”، مشيراً إلى أن خط الغاز الثلاثي هو الحل لمشكلة الكهرباء في سوريا.

وقال المصدر، أن ارتفاع ساعات التقنين خلال الأشهر الحالية جاء بسبب انخفاض توريدات حوامل الطاقة خلال الأيام الأخيرة بنحو مليوني متر مكعب من مادة الغاز، أي أكثر من 20% من حجم التوريدات اليومية.

وجاء هذا التصريح من المصدر الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، مشيراً إلى أن زيادة الطلب على الكهرباء خلال الأيام الأخيرة لنحو 30- 20% جرّاء بداية فصل الشتاء، وزيادة تشغيل السخانات والمدافئ الكهربائية.

وقالت الصحيفة نقلاً عن المصدر، أن خط الغاز الذي سيربط بين الأردن وسوريا ولبنان، يعتبر حلًّا للوصول إلى استقرار الشبكة المحلية، وسيسهم في تراجع معدل الانقطاعات التي تتسبب بها الحماية الترددية حتى 90%، وفق قوله.

وأفاد المصدر أن الحكومة السورية ستتقاضى بنسبة ضئيلة من الكهرباء تقدر بـ8 بالمئة من كمية الكهرباء الموردة إلى لبنان، كرسوماً على مشروع استجرار الطاقة من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

وكانت وزارة الكهرباء قد رفعت أسعار الكهرباء في معظم شرائحها، بنسب تراوحت بين 100% و800%.

ويعاني قطاع الكهرباء في سوريا من 10 سنوات من أزمات كثيرة، تتمثل بنقص الوقود اللازم لتشغيلها، أو بسبب التخريب الذي تعرضت له وحاجتها للإصلاح والترميم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.