اعتبر الشيخ أسامة الرفاعي، في أول ظهور له بعد انتخابه من قبل “المجلس الإسلامي السوري” المُعارض، في منصب “المفتي العام لسوريا”، أن المجلس “أعاد الأمور إلى نصابها” من خلال انتخابات المفتي، دون أن يوضح أهمية هذه الخطوة وتأثيرها على السوريين في بلاد اللجوء.

أسامة الرفاعي: لم أكن أرغب بتولي المنصب

وادعى الرفاعي في أول ظهور رسمي بعد استلامه لمنصب المفتي أنه لم يكن يرغب بتولي منصب المفتي العام لسوريا، «لكن ذلك حصل بالإجماع» بحسب قوله.

وأضاف الرفاعي خلال الكلمة التي ألقاها، الخميس في مدينة اعزاز بعد دخوله مناطق الشمال السوري من تركيا اليوم: «المفتي حينما يكون منتخبا من قبل العلماء يبذل كل جهده لحفظ البلد من العبث في الدين والأحكام الشرعية ومن امتطاء هذه الأحكام من قبل الحكام».

كما اعتبر أن المجلس «وجد من الضرورة وجود مفتٍ على الأرض السوري بعد إلغاء المنصب من قبل النظام» على حد تعبيره.

انتقادات تطال المفتي

وتعرض الرفاعي لانتقادات واسعة في ظهوره الأول بعد انتخابه مفتياً لسوريا، كما انتقد سوريون إعادة منصب المفتي معتبرين أنه «لا يقدم شيء يذكر للسوريين».

وقال رضوان النابلسي تعليقاً على تصريحات مفتي سوريا الجديد: «ويا سيد مفتي المعارضة.. وين ساكن هلأ؟ بتركيا ولا فرنسا؟ ولا الافتاء شغال عالبلوتوث؟ طيب شو شغلتك بالضبط؟ وشو مؤهلاتك العلمية؟ مين يلي رشحك لهالمنصب؟ حدى رح يعبرك ازا فتيت شي فتوى؟ طيب جرب افتي انو القتل والتجويع والطائفية وتزويج القاصرات وغيرو وغيرو حرام … ازا زبطت معك وردو عليك خلص منقول انك مفتي وازا لا يلعن المفتي ويلي حطو وشكراً».

في حين علق عباس يحيى بالقول: «لم أكن انتوي الترشح قالها مبارك قبلك ياشيخ».

وأعلن “المجلس الإسلامي السوري“، عبر بيان مصور أصدره السبت الماضي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي بـ “الإجماع“، مفتيًا عامًا لسوريا، وذلك رداً إلغاء الرئيس السوري منصب المفتي العام في مناطق سيطرة حكومته، بموجب مرسوم تشريعي صدر في 15 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

سوريا ليست بحاجة إلى مفتي

ويعتقد الكاتب السوري والباحث في شؤون الفكر الإسلامي، أحمد الرمح أن سوريا لا تحتاج إلى مفتي ولا إلى المؤسسة الدينية.

وقال الرمح في حيث سابق لـ“الحل نت“: « منصب المفتي ما هو إلا “بدعة عثمانية” ليست موجودة في تاريخ الإسلام. ففي أيام العباسيين كان هناك منصب قاضي القضاة بمثابة وزير عدل. بحسب رأي الرمح».

كذلك اعتبر بوجود عدة أخطاء من قبل “المجلس الإسلامي السوري“، حيث ما تزال المعارضة، وفق رأيه، تعمل بردات الفعل وتقوم بـ “فعل عاطفي تجاه أمر سياسي“، تستغل فيه موضوع الدين و«هذا أمر خاطئ»، بحسب تعبيره.

وأضاف «كذلك فإن المجلس الإسلامي السوري له سوابق في إصدار فتاوى لا تبشر بخير منذ تأسيسه، حيث صدرت فتوى في عام 2015 حرمت الهجرة، فضلاً عن قيامهم بالتحريض ضد المنظمات النسوية. نحن أمام عقلية مشيخية لا تختلف عن المشايخ (لدى سلطة دمشق)».

وفتح تعيين الرفاعي مفتياً عاماً لسوريا الباب أمام موجات من التعليقات والجدل في صفوف السوريين.

وذلك بين مؤيد للفكرة ورافض لها، حيث اعتبر الكثير من السوريين أن قرار تعيين مفت من قبل المعارضة، ما هو إلا رد فعل على إلغاء الرئيس السوري لمنصب المفتي، ولن يقدم أي إيجابيات للشعب السوري.

وأسامة الرفاعي، هو الابن الأكبر للشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1971، وبعد ذلك أصبح خطيباً في جامع عبد الكريم الرفاعي نسبةً لوالده.

اقرأ أيضاً: مفكرون سوريون: سوريا لا تحتاج إلى أي مُفتي “موالي أو مُعارض”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.