منذ بداية الأزمة في سوريا، تواصل إيران جهودها لبسط النفوذ في سوريا على جميع الأصعدة، عسكريا وثقافيا واجتماعيا، لكن يبدو أن النصيب الأكبر من النفوذ يكمن في بسط سيطرتها على القطاع الاقتصادي.

ووصل أمس الأحد، وزير الصناعة والتجارة الإيراني رضا فاطمي أمين إلى دمشق، بحسب صحيفة (الوطن) المحلية.

وذلك للمشاركة في افتتاح المعرض الإيراني التخصصي الذي سينطلق اليوم الاثنين في مدينة المعارض، بعد اللقاء والتنسيق مع مسؤولين في الحكومة السورية.

ورافق أمين، وفد ضم عددا من نواب مجلس الشورى الإسلامي، ومسؤولين اقتصاديين وتجارا وصناعيين ومستثمرين إيرانيين.

في حين، يشارك في المعرض التخصصي نحو 164 شركة إيرانية من مختلف الاختصاصات، تشمل السلع والمواد والتجهيزات والتقنيات، ولاسيما تلك التي تخدم عملية إعادة الإعمار.

قد يهمك: رسالة روسية جديدة لإسرائيل في سوريا.. “النفوذ الإيراني في خبر كان“؟

معرض إيراني في سوريا.. ما تأثير معرض الصناعات الإيرانية؟

الباحث الاقتصادي رضوان الدبس، يرى أن معرض الصناعات الإيرانية هي رسالة واضحة للخارج بوقوف إيران إلى جانب حلفاءها.

كذلك رسالة اطمئنان للداخل السوري ضمن المناطق الحكومية للوثوق بإيران بشكل أكبر.

وأضاف الدبس في حديث مع (الحل نت)، أن المعرض يمثل أيضا دعما لموقف الجناح العسكري التابع لها داخل الحكومة، وتحريك له.

ذلك للاستمرار في فرض سيطرته على مفاصل الدولة وخاصة الاقتصادية.

ويصور المعرض دعم إعلامي للحكومة السورية أمام المجتمع الدولي، على أن الأمور في سوريا بخير.

وخاصة أن هناك من يريد الاستثمار في الصناعات السورية، في مسعى لتعزيز إعادة الإعمار.

كما يعتبر المعرض رسالة للمجتمع الإيراني، وبخاصة التجار وأصحاب رؤوس الأموال، بأن طهران بدأت بقطف ثمار التدخل في سوريا.

وستصبح سوريا- كما العراق- سوق مفتوح للمنتجات الإيرانية، وسوق واعدة للاستثمارات طويلة الأمد للتجار والصناعيين الإيرانيين.

اقرأ أيضا: مماطلة إيرانية في المفاوضات النووية.. طهران تتلاعب بالدول المُفاوِضة

سيطرة على القطاع الصناعي السوري

يشير الدبس إلى أن إيران لا تهتم بنشاط المعرض من حيث الشكل، لكن ما تسعى له هو بسط النفوذ واستغلال حاجة التجار.

وخاصة ما يتعلق بالقطاع الصناعي وحاجته للمواد الأولية.

فإيران جبرة على استيراد المواد الأولية من أي جهة، حتى وإن كانت بجودة رديئة مثل صناعاتها المحلية، وفق الدبس.

يأتي ذلك، إلى جانب الحاجة للدعم المالي بسبب تضرر المنشأت والمعامل والمصانع بشكل كبير، وعدم توفر سيولة لإعادة تشغيلها.

إيران تدخل من هذا الباب، للسيطرة على القطاع الصناعي، ولو بشكل متدرج، عبر استثمارات طويلة الأمد مع أصحاب هذه المنشأت.

ولحاجتهم لهذا الدعم المالي، تسيطر إيران على إدارة هذه المنشأت، ليصبح صاحب المنشأة محدود الصلاحية غير قادر على اتخاذ أي قرار بشكل فردي.

للمزيد اقرأ أيضا: اجتماع سري لقادة الثوري الإيراني والحشد العراقي في دير الزور.. ما السبب؟

وبالتالي، تصبح المنشأة سورية الهوية، أما فاعليتها وعملها يكون إيراني التوجه، على حد وصف الدبس.

ولا يعتقد الدبس أن طهران تستطيع بسط نفوذها بشكل فعلي، لأن الأمر متعلق بعدة أطراف دولية وإقليمية لها مصالح في سوريا، وبعض هذه المصالح تتضارب مع مصالح طهران.

وبالتالي الموضوع ليس بالسهولة المتوقعة للإيرانيين، لكن أحيانا وبسبب بعض التفاهمات بين هذه القوى، يسمح للإيرانيين بالعمل الاقتصادي مع الحكومة لأسباب وأهداف متفق عليها فيما بينهم.

في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أعلنت شركات إيرانية استعدادها للمشاركة في معرض “صنع في إيران” بالعاصمة السورية دمشق.

ووفقا حسن زماني، الرئيس التنفيذي لشركة المعارض الدولية الإيرانية، فإن «المعرض المخطط إطلاقه على مساحة 4590 مترا مربعا، سيشهد عرض العديد من المجموعات السلعية التي تشمل المعدات الطبية ومواد الإنشاء والبناء والتصاميم المعمارية والأدوات الزراعية».

إلى جانب «معدات النفط والغاز والبتروكيمياويات، إضافة إلى الأغذية والمنسوجات والسيارات وغيرها».

اقرأ أيضا: خاص: إسرائيل تكشف اسم ضابط سوري يخدم المصالح الإيرانية

ونتيجة لما سبق، يبدو أن إيران باتت تعزز نفوذها داخل المنشآت الاقتصادية وتتغلغل بشكل أعمق داخل المؤسسات السورية.

وبالتالي، أصبحت إيران تستملك تدريجيا موارد الصناعة والاقتصاد السوري مما يخدم مصالحها في المنطقة.

فيما يتمثل ذلك أحيانا بشكل علني واتفاقات رسمية مع الحكومة السورية، وأخرى بشكل سري تفضحها تحقيقات وتقارير صحفية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة