يشكل ملف المهاجرين غير النظاميين الفارين من ويلات الحروب مادة دسمة للأحزاب اليمنية في أوروبا، والذي وصل إلى حد استغلال المهاجرين في الدعايات الانتخابية التي أنتجت خطاب الكراهية وطبع صورة نمطية عنهم دفع ثمنها الأطفال قبل الكبار.

خلال الأعوام السابقة، وخصوصاً بعد عام 2015 شهدت أوروبا موجة هجرة واسعة كانت السوريون أبرز من سلكوا طريقها نتيجة الحرب والفقر. ولكن المشهد تحول من إنساني إلى وسيلة وآلة ضغط سياسية بيد الدول حتى وصلت ليد بابا الفاتيكان، فما الدور الذي لعبه البابا في نصرة المهاجرين؟

البابا فرنسيس يعلن عن مبادرة للمهاجرين في أوروبا

أعلن بابا الفاتيكان، أمس السبت، خلال زيارته الأولى لأثينا منذ عقدين، عن مبادرة لنقل 14 شخصاً من أصل 50 مهاجراً في من جزيرة قبرص اليونانية إلى إيطاليا.

قائمة المغادرين، تتضمن شخصين من الكاميرون علقا في المنطقة العازلة للجزيرة على مدى 6 أشهر، ولم تسمح لهم السلطات القبرصية اليونانية أو القبرصية التركية، بدخول مناطقها.

وتتضمن مباردة البابا، بنقل 50 طالب لجوء، تبدأ في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد إتمام لوجستيات نقلهم.

وخلال الزيارة، انتقد البابا فرنسيس،  موقف أوروبا المُعادي للمهاجرين، قائلاً «أوروبا تمزقها الأنانية القومية»، مُعرباً عن أسفه لأن المجتمع الأوروبي يواصل المماطلة، بدلاً من أن يكون محركاً للتضامن في مسألة الهجرة.

اقرأ: صورة قبر في بيلاروسيا تحدث ضجة إعلامية.. هل أصبح العالم العربي جحيماً؟

البابا لم ينهِ معاناة الآلاف

تصرف بابا الفاتيكان حول المهاجرين في الدول الأوروبية جاء معاكساً لما ذكره البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، في سبتمبر/أيلول الفائت. عندما ذكر أنّ البابا اقتنع بإعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى سوريا لأنه من غير الممكن حدوث عودة طوعية.

وبيّن الراعي حينها، أن تدخله أسفر عن تغيير رأي بابا الفاتيكان نفسه بشأن اللاجئين السوريين في لبنان. حيث كان يدعو بابا الفاتيكان إلى دمج اللاجئين أينما كانوا، بينما كانت هذه الدعوة في الحالة اللبنانية ضد مصالح لبنان.

وتعليقاً على المبادرة، ذكرت الباحثة في شؤون قضايا اللاجئين، لينا الزعبي،  لـ(الحل نت)، أنّ زيارة البابا التي تكررت لزياره مسبقه كانت في 2016، هي دليل واضح على أن مشكلة اللاجئين ما زالت مستمرة ولم يتم إيجاد حلول فعلية لتخفيفها أو آليات عملية لتنظيمها.

وتابعت لينا، «استقبال البابا عدد محدود من اللاجئين على الرغم من رمزية هذه الرسالة، إلا أنها لم تنهي معاناة الآف العالقين».

وتعتقد لينا، أنّ مسؤولية اللاجئين تقع على عاتق الدول التي تمنع تقدمهم؛ لأنها غير قادره على استقبالهم. وبالمقابل، تركهم في أسوء حالاتهم رغم المخاطر التي تعرضوا لها وعائلاتهم للوصول إلى الأمان. 

زيادة على ذلك نوهت لينا، إلى ضرورة عدم تجاهل معاناة المهاجرين في أوروبا من قبل دول الاتحاد والدول التي تحتضن اللاجئين. وإنكار الضرورة لطرح خطة عاجلة لاحتواء هذه الأزمة، بدلا من إعادتهم إلى بلدانهم.

اقرأ أيضا: رسالة “الراعي” التي غيّرت رأي الفاتيكان باللاجئين السوريين.. بماذا طالب البطريرك الماروني في لبنان؟

أربعة حلول عاجلة لقضية المهاجرين في أوروبا

أثر الهجرة امتد داخل الاتحاد الاوروبي والدول التي تحتضن اللاجئين، ليثير جدالا على الساحة السياسية الداخلية في هذه الدول. فولدت الأحزاب اليمنية نتيجة ضعف في التمثيل والحضور الشعبي خطاباً ضد المهاجرين غير النظاميين.

اللاجئ السوري، إبراهيم محمد، ذكر أنّ تحول النظرة إلى المهاجر لدى الشعب الأوروبي اكتسبها من الخطاب الإعلامي المتكرر حول اللاجئين. مضيفاً أنّ التعاطف الشعبي مع المهاجرين على الحدود البيلاروسية في أضعف حالته.

وترى الباحثة لينا الزعبي، أنّ هنالك أربعة حلول عاجلة يجب توفيرها للمهاجرين في الدول الأوروبية ولا سيما العالقين على الحدود البيلاروسية والبولندية.

واقترحت لينا، توفير الحقوق الإنسانية العاجلة للاجئين العالقين. ومن ثم تأمين نقلهم إلى بلدان تضمن إعادة استقرارهم بالاتفاق بين الدول، واستقبالهم بما يتناسب مع إمكانية الاستيعاب.

وطالبت لينا من ضمن المقترحات، بعدم إعادة أي من اللاجئين العالقين لماي ترتب عليه من مخاطر في بلدانهم الأم. وفضلت الباحثة إيجاد آلية لاستقبال طلبات اللجوء بواسطة الدول التي تستطيع تقديم الحماية لهم.

ويحتشد آلاف المهاجرين يتحدرون بمعظمهم من الشرق الأوسط، منذ أيام وسط درجات حرارة تحت الصفر على حدود بيلاروسيا مع بولندا على أمل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.

وبحسب أرقام المفوضية الأوروبية، وصل نحو 8 آلاف مهاجر إلى الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا هذا العام. 4285 شخصا دخلوا من ليتوانيا، و3255 من بولندا، و426 من لاتفيا.

قد يهمك: بيلاروسيا تعلق من أعمالها في دمشق وترفض عودة آلاف اللاجئين على أراضيها

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة