فيلم “بسيط كالماء” تم تصويره على مدار خمس سنوات، يحكي قصة 4 عائلات سورية، يعيشون حالياً في تركيا واليونان والولايات المتحدة وسوريا، وعرض الفيلم في الشهر الماضي على شبكة التلفزيون الأمريكية “HBO” و”HBO Max”.

يرصد الفيلم أبرز العقبات التي تواجه تلك العائلات، كما يرافقهم في رحلتهم للتكيف أو البحث عن الأمن والاستقرار في البلاد التي لجأوا إليها.

والفيلم للمخرجة الأمريكية العالمية ميغان ميلان الحائزة على جائزة “الأوسكار” عام 2008، يتناول أزمة اللاجئين السوريين من خلال الانتقال من عائلة إلى أخرى، الذين تقطعت بهم السبل مؤقتًا في العديد من الأماكن.

ياسمين

في الفيلم، نشاهد ياسمين (أم ونازحة سورية)، تقوم بأعمالها الروتينية إلى جانب صغارها في خيمة من مئات الخيام المصطفة على طول حوض بناء السفن في العاصمة اليونانية أثينا،  حيث تنتظر الموافقة على لمّ شملها مع زوجها صفوان في ألمانيا.

وتعلم ياسيمن من أحد المستشارين في مركز الهجرة، أن أوراق لمّ شملها قد تستغرق 10 أشهر؛  سفترد بسخط “سأعود إلى سوريا فحسب”.

تلخص ياسمين شعور آلاف اللاجئين حيال صرامة البيروقراطية في دول اللجوء الأوروبية، التي تنعكس سلبياً على ظروف العائلات التي تعاني أساساً من معيشة قاسية.

اقرأ أيضاً: فيلم الكاهن قريباً في دور العرض

سمرة

وهي أم لخمسة أطفال وزوجها معتقل في سوريا من قبل قوات الحكومة، وتعيش حالياً في تركيا وتعمل بدوام كامل لتعيل أطفالها.

تحاول الأم العاملة أن تدخل أطفالها إلى دار الأيتام، وكلن ابنها الأكبر يرفض ذلك، ولا يريد أن يشعر أخوته أنهم أيتام وأنهم فقدوا والدهم، وهو يحمل مسؤولية مبكرة فرضتها عليه الحرب في سوريا.

الحميمية بين أفراد العائلة

قالت ميغان ميلان عن فيلمها  بسيط كالماء الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان تريبيكا السينمائي- “أفكر في بسيط كالماء بوصفه قصة حب عائلية تحتفي بالروابط البدائية بين الأهل وأبنائهم”.

وهذا ما بدا ظاهراً في الفيلم، إذ أنه لا تخلو قصة من قصصه من مشاهد حميمية بين الأمهات وأبنائهن أو بين الإخوة وإخوتهم  والآباء وأبنائهم.

ولا تخلوا المشاهد من  الحزن والانتظار التي تتسم بكثير من الحب والرعاية والكفاح.

عمر

مهاجر سوري وسائق توصيل في ولاية بنسلفانيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، يحاول الاندماج في الثقافة الأميركية.

ولكنه يواجه أخباراً سيئة عن وضعه كلاجئ بسبب ارتباطاته السابقة بفصائل المعارضة المسلحة، ويخشى عمر ترحيله مع شقيقه الذي فقد أحد أطرافه بعد إصابته إثر هجوم صاروخي في سوريا.

اقرأ أيضاً: تدهور الحالة الصحية لـ أنطوانيت نجيب.. ابنتها تكشف التطورات الأخيرة

ضياء

والقصة الرابعة للفيلم من سوريا، وهي قصة أم فقدت ابنها محمد قبل 5 أعوام ولا تزال تبحث عنه، تصر الأم على البحث عن ابنها، وتعكس قصة الأمهات السوريات اللواتي فقدن أبنائهن قتلا أو خطفًا أو اختفاءً.

في نهاية الفيلم، تعود المخرجة إلى قصة ياسمين التي نجحت في الوصول إلى زوجها بعد أن اكتملت عملية لم الشمل، وتظهر المشاهد الأخيرة الأم وأطفالها والأب في ألمانيا، ويركز السرد على الأب السعيد بوصول أبنائه عبر لقطات حميمية تسجل لحظات لا يمكن لأي عائلة نسيانها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.