كثرت الأخبار التي ترد حول سوريا والحل السياسي، والمتضمنة موضوع التطبيع مع الحكومة السورية بين الرفض والقبول، في وقت يشير فيه محللون سياسيون إلى عدم بروز التصريحات المتعلقة بتغيير الحكومة  أو رحيلها، كما هو الحال في السنوات الأولى التي تلت الحراك الشعبي في سوريا.

وفي آخر التصريحات الدولية حول الحل السياسي في سوريا واحتمالات التطبيع مع الأسد، ما قاله وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن، اليوم الاثنين، بعدم إمكانية التطبيع مع الأسد دون تغيير سلوك حكومته والوصول لحل سياسي مع وجوب إعادة النازحين واللاجئين إلى أماكنهم التي خرجوا منها.

هذا التصريح يثير التساؤلات حول معاني ذلك وما إذا سيؤدي إلى ظهور سياسة جديدة لقطر تجاه الأسد، وفيما إذا ما اعتبر ذلك بأنه ينصب ضمن خانة التغيرات العربية تجاه بشار الأسد؟ 

اقرأ أيضاً: واشنطن وباريس ولندن يتفقون على ربط إعادة إعمار سوريا بالحل السياسي

موقف قطر من الحكومة السورية

رغم محاولات العديد من الدول العربية لإعادة العلاقات مع حكومة دمشق، إلا أن دولة قطر تواصل حتى الآن استبعاد فرضية إعادة تطبيع علاقتها مع الرئيس السوري بشار الأسد، وتؤكد موقفها المستمر منذ عام 2011.

وقال وزير الخارجية القطري في 4 حزيران/ يونيو 2021، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال كلمته في “منتدى سان بطرسبورغ” في روسيا: إن “بلاده لا تسعى إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا طالما لم يحدث تغيير على الأرض”.

من وجهة نظر المحلل السياسي بسام القوتلي كما قال لـ”الحل نت”، إن قطر لم تغير دورها منذ 2011 حتى الآن، وهي ثابتة على موقفها.

وأشار القوتلي، إلى أن قطر تبحث مثل بقية الدول عن دور في الحل السياسي السوري والمرحلة اللاحقة.

ونتيجة لصغر دور دولة قطر مقارنة بتأثير السعودية والإمارات، تأخذ قطر الدور المخالف الذي من الممكن أن يعطيها تأثير الأكبر، وقد تطلب مكاسب  أكثر للمقربين منها في حال حدق محاصصة في السلطة، بحسب رأي القوتلي.

رفض تركي قطري للتطبيع مع دمشق

أكدت كل من تركيا وقطر على موقفها تجاه حكومة دمشق، واتفقتا على عدم إمكانية التطبيع مع دمشق.

وذلك في مؤتمر صحفي مشترك، جمع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة.

وفيما يتعلق بدعوة الحكومة السورية للعودة إلى جامعة الدول العربية، أوضح  بن عبدالرحمن، أن الأسباب التي دفعت لتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية ما تزال موجودة، مضيفاً،أنه لا يمكن التطبيع مع نظام الأسد دون حل سياسي وإعادة النازحين واللاجئين”.

وشدد بن عبد الرحمن على بلاده، ليست في موقع يسمح للحكومة السورية بأن تحضر القمة العربية، وقال: “نأمل أن تدرك الدول العربية ذلك أيضاً”.

ومن جانبه، أوضح وزير الخارجية التركية، أن دعوة الحكومة السورية إلى الجامعة العربية، سو تدفعها للاستمرار في البطش وعرقلة الحلول، ومؤكداً أن “الحل الوحيد في سوريا هو حل سياسي”.

اقرأ أيضاً: الحل السياسي في سوريا على طاولة المباحثات السعودية الفرنسية

هل ستحضر دمشق القمة العربية المقبلة؟ 

يذكر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كان قد ألمح عن احتمالية مشاركة دمشق في القمة العربية المقرر عقدها في آذار/ مارس 2022.

وأجاب الرئيس الجزائري، خلال وقت سابق، على سؤال فيما إذا كانت القمة العربية المقبلة في الجزائر ستشهد عودة سوريا إلى الجماعة العربية فرد قائلا: “من المفروض أن تكون سوريا حاضرة”، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الجزائري الرسمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.