تسعى الجامعة العربية مؤخراً إلى إعادة تفعيل مقعد سوريا في الجامعة، والمعلق منذ أواخر العام 2011، بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها القوات السورية، ضد المدنيين في البلاد.

مساعي الجامعة تصطدم بتمسك بعض الدول العربية وعلى رأسها قطر والسعودية، برفضهما عودة دمشق إلى الجامعة، وذلك على اعتبار أن أسباب تعليق المقعد السوري لا تزال قائمة حتى الآن.

الجامعة العربية: نبذل جهوداً لعودة دمشق

من جانبه أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد صالح بن عيسى إن الجامعة «تساند بقوة عودة مقعد سوريا مرة  أخرى في القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في الجزائر مارس/ آذار 2022».

وأكد عيسى في تصريحات نقلتها وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية أنّ «الجامعة العربية بذلت جهودا كبيرة لتسهيل عودة سوريا إلى العائلة العربية».

قد يهمك: المقداد في طهران.. هل تقضي إيران على مشاريع التطبيع العربي مع الأسد؟

كما اعتبر أنه «حان الوقت توحيد الصفوف حفاظا على مصالح الشعب السوري، وعودة تفعيل مقعد دمشق في الجامعة العربية» حسب قوله.

ويستبعد المحلل السياسي حسن النيفي، عودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية ومشاركتها في القمة القادمة في آذار/مارس من العام المقبل، وذلك بالنظر للظروف الراهنة.

خلاف بين العرب على عودة سوريا

ويقول النيفي في حديثه لـ“الحل نت“: «ثمة معطيات عديدة تؤكّد على رغبة عدد من الأنظمة العربية بعودة نظام الأسد إلى إشغال مقعدها في الجامعة العربية، ولكن هذه الرغبة لم تحظ بعد بإجماع من بقية الدول العربية، وفي طليعة الدول الرافضة لعودة النظام هي قطر والمملكة العربية السعودية».

ويضيف: «أعتقد أن التقارب الخليجي الراهن ( السعودي القطري) موازاة مع التقارب التركي الخليجي، سوف يعزز صوت الرفض لعودة الأسد، على الأقل في الظروف الراهنة، وفي ضوء ذلك من غير المتوقع حضور نظام دمشق في قمة آذار المقبلة في الجزائر».ويرى النيفي أن الدول العربية تتحرك وتتفاعل في ملف عودة دمشق إلى الجامعة، وفقاً لمصالحها الأمنية بالدرجة الأولى، وذلك على اعتبار أن الأسباب التي أدت إلى تجميد مقعد سوريا في الجامعة ما تزال قائمة والدول العربية تعلم ذلك.

وحول ذلك يضيف المحلل السياسي: «لا أعتقد أن عودة الأسد ستكون محكومة بمعايير قانونية منبثقة من ميثاق الجامعة العربية، بل ستخضع عودته – إن تمت –  لمعايير المصالح، ولا ننسى الإشارة إلى أنه على الرغم من رخاوة الموقف الأمريكي حيال الأسد، إلا أن الموقف الأمريكي الرسمي ما يزال رافضاً لعودة الأسد أو التطبيع معه، وهذا من شأنه أن يكون إحدى الكوابح التي تؤخر أو تعرقل عودة الأسد إلى الجامعة العربية».

ويدفع ملف “مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا” الدول العربية تباعاً، لإعادة العلاقات مع دمشق، لا سيما مع توسع إيران مؤخراً في البلاد، ما يجعل الدول العربية تشعر بالخطر الإيراني، وفق تقديرات متابعين لملف التطبيع العربي مع الأسد.

اقرأ أيضاً: التطبيع العربي مع “الأسد“.. مخاوف إيرانيّة أمام الدور العربي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.