شعر النظام الإيراني مؤخراً أن الحكومة السورية بدأت تتملص من استحقاقاته لإيران، وذلك بعد أن اتجه لإعادة تطبيع علاقاته مع الدول العربية، التي تريد العودة إلى سوريا بالدرجة الأولى لمواجهة النفوذ الإيراني وفق تقديرات متابعين لتحركات نفوذ طهران على الأراضي السورية.

وبطريقة أشبه بالاستدعاء، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى العاصمة الإيرانية طهران، إذ من المفترض أنه وصل مساء الأحد برفقة وفد سوري.

وبحسب المصادر الرسمية فسيرافق المقداد إلى طهران نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري، حيث سيلتقي الوفد كبار المسؤولين الإيرانيين“، في زيارة من المقرر أن تستمر يومين.

على صلة: المركز التجاري الإيراني في دمشق.. خطوة لتعزيز سيطرة طهران على الاقتصاد؟

ما وراء الزيارة

ويؤكد الباحث السياسي صدام الجاسر أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى طهران، جاءت بدعوة من الحكومة الإيرانية، ولذلك لإيصال رسائل عدة إلى دمشق، بعد أن لاحظت طهران أن دمشق تحاول التملص من الاستحقاقات والاتفاقيات الموقعة، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

ويقول الجاسر خلال حديثه لـ“الحل نت“: «إيران تحاول حالياً تذكير النظام بالاستحقاقات المتوجبة عليه، وإيصال رسالة إليه مفادها أنها لا تزال تسيطر على الوضع، الزيارة ستستمر يومين وهي زيارة طويلة بالنسبة لوزير خارجية، وذلك لأن هناك ملفات كثيرة سوف يتم طرحها مع فيصل المقداد».

ويضيف: «الرسالة المتوقعة هي أنه إيران سوف تكون حاضرة في كل قرارات النظام وعلى النظام ألا يتجاوز إيران، الرسالة ستكون شديدة اللهجة من إيران للنظام السورية، أن عليه أن يحسب ألف حساب للنفوذ الإيراني في سوريا، وأن إيران لن تتنازل عن نفوذها في سوريا».

استدعاء بشار الأسد؟

ويتوقع الباحث السياسي أن تقوم إيران خلال الفترة المقبلة باستدعاء الرئيس السوري بشار الأسد لتذكيره بالدور الإيراني في سوري.

لكن الجاسر يعتقد أن الأسد سيحاول التهرب من هذه الزيارة ويضيف: «توقع بعد فترة استدعاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران إن وافق هو، سيحاول التملص من أي زيارة إلى إيران،  ولكن ان حدث ووافق على الزيارة فهذا يعني انتصار إيران وانتهاء جهود الانفتاح العربي على سوريا».

خطوة لتعزيز السيطرة الإيرانية في سوريا

ومنذ تدخل إيران العسكري في سوريا وبسط نفوذها على الأراضي السوري، تحاول بسط السيطرة وتحقيق المكتسبات على مختلفة الأصعدة لا سيما الاقتصادي، عبر افتتاح مشاريع اقتصادية متعلقة بالتجارة والصناعة ومجال الطاقة.

وبدأت مؤخراً بعض الدول العربية بكسر العزلة على الحكومة السورية مؤخراً، ولا سيما من قبل الجزائر والأردن ومصر والإمارات.

ويدفع ملف “مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا” الدول العربية تباعاً، لإعادة العلاقات مع دمشق، لا سيما مع توسع إيران مؤخراً في البلاد، ما يجعل الدول العربية تشعر بالخطر الإيراني، وفق تقديرات متابعين لملف التطبيع العربي مع الأسد

وتتخوف إيران من التطورات التي تحصل في الملف السوري، لا سيما وأن كثير من تلك التحولات قد تؤثر على نفوذها في البلاد، فبالإضافة إلى التطبيع العربي مع “الأسد” و«الحكومة السوريّة»، شكّل التقارب الروسي الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، ضربة موجعة للمستقبل الإيراني في سوريا.

اقرأ أيضاً: التطبيع العربي مع “الأسد“.. مخاوف إيرانيّة أمام الدور العربي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.