لا نهاية للاعتداءات التركية المستمرة على السيادة العراقية، وسط صمت من قبل بغداد التي حين تنزعج تكون الإدانة واستدعاء السفير التركي هي أعلى نبرة تتخذها، لكن ما هو جديد آخر الاعتداءات التركية؟

الجديد هو كارثة إنسانية، فقد قتل وأصيب 30 مدنيا عراقيا، جراء اعتداء للمدفعية التركية طال محافظة دهوك في إقليم كردستان، شمالي العراق، نهار الأربعاء.

الاعتداء جرى عبر قصف المدفعية التركية لمنطقة “باتيفا” التابعة إلى قضاء زاخو، وسقطت معظم القذائف التركية على مصيف “برخ” السياحي في زاخو، وأسفرت عن سقوط 10 قتلى و20 جريحا.

مدير أسايش ناحية “دركار” التي يقع فيها مصيف “برخ”، نيجيرفان خليل، أفاد في تصريحات صحفية، أن معظم القتلى سياح عرب من النساء والأطفال، فيما يتم إسعاف الجرحى بعد نقلهم إلى مستشفيات زاخو.

ذرائع أنقرة

وزارة الخارجية العراقية، أدانت في بيان لها منتصف حزيران/ يونيو المنصرم، بأشد العبارات قصفا نركيا استهدف مقارا حكومية ومنازل في ناحية سنوني بقضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمالي البلاد.

وأشار البيان حينها، إلى أن الاعتداءات التركية “تمثل انتهاكا صارخا لسيادة العراق، وتهديدا واضحا للآمنين من المدنيين (…) واستهدافا لأمن العراق واستقرار شعبه، ويتطلب الأمر موفقا موحدا لمواجهة تلك الاعتداءات”.

في 18 نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت تركيا أحدث عملياتها العسكرية باسم “مخلب القفل”، حيث أنزلت مروحيات تركية وقوات خاصة، وأقامت نقاط أمنية بالأراضي العراقية وإقليم كردستان، رغم التنديد والرفض الإقليمي والدولي.

وفق الذرائع التركية، يدفع العراق جزءا من سيادته ثمنا على مر الصراع الطويل مع “حزب العمال الكردستاني”، حيث شهدت الأعوام الماضية عمليات عسكرية متكررة يشنها الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان العراق.

في 2018 طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق في عمليات عسكرية “سرية” نفذتها تركيا ضد “العمال الكردستاني” في شمال العراق وأراضي إقليم كردستان، معتبرة أنها تنتهك قوانين الحرب المرعية دوليا.

صيحات شعبية وسياسية

في عام 2019 تجددت الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، لتبدأ أنقرة الإعلان عن كل عملية في أسلوب جديد للحرب ضد عناصر “حزب العمال”، وذلك في انتهاك متعمد لسيادة العراق، بحسب مراقبين.

وعلى هذا النحو، أطلقت القوات التركية عملية “المخلب” في أيار/ مايو 2019، واستخدمت قذائف المدفعية، وهجمات جوية ضد مسلحي “العمال الكردستاني” في شمال العراق.

وما أن مر عام تقريبا، وتحديدا في حزيران/ يونيو 2020، أطلقت تركيا عملية جوية وبرية أخرى أسمتها “مخلب النسر”، قبل أن تستهل العام 2021 بعدة عمليات ضد “حزب العمال”، إذ نفذت في شهر شباط/ فبراير من ذات العام، عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر-2″، عبر ضربات جوية، ونشر جنود أتراك جرى حملهم بالمروحيات، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.

وتسببت العمليات العسكرية التركية -ولا تزال- بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين من سكان المناطق الحدودية العراقية، فضلا عن إحداث أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

ومع كل اعتداء تركي، تتصاعد دعوات ومطالب في الأوساط الشعبية والسياسية العراقية، بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تركيا، وتعطيل جميع مصالحها في العراق، ووضع حد لهذه العمليات العسكرية، لكن دون جدوى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.