في رد على استمرار التجاوزات التركية على الأراضي العراقية، أكد العراق اليوم الجمعة، أنه سيتخذ الإجراءات التي ستقرر كافة تجاه تركيا، بعد إنتهاء التحقيق بقصف سلاح الجو التركي الذي طال بلدة شمال البلاد أول أمس الأربعاء.

وأدانت وزارة الخارجية العراقية في بيان تلقاه موقع “الحل نت”، بأشد العبارات القصف التركي الذي استهدف مقارا حكومية ومنازل في ناحية سنوني بقضاء سنجار بمحافظة نينوى. 

اقرأ/ي أيضا: قرى دهوك تحت القصف التركي.. بغداد بلا موقف 

تهديدا للآمنين

وأشار البيان إلى أن “هذه المواقف تمثل انتهاكا صارخا لسيادة العراق، وتهديدا واضحا للآمنين من المدنيين، الذين استشهد عدد منهم وجرح آخرون جراء هذا الفعل”. 

ويعد هذا الاعتداء وفقا للخارجية، استهدافا لأمن العراق واستقرار شعبه، كما ويتطلب موفقا موحدا لمواجهته، عبر الوقوفِ بحزم ضد أي فعل يهدف إلى إشاعة الفوضى”. 

ولفت إلى أن “الوزارة ستتخذ الإجراءات المقررة بعد اكتمال التحقيقات اللازمة بشأن هذا الاعتداء”.

يأتي هذا بينما قصفت تركيا الأربعاء الماضي، في العراق “مركزا لحزب العمال الكردستاني كان يجتمع فيه قادة كبار” من الحزب، حسب ما أفادت، الخميس، وسائل إعلام تركية رسمية.

ذخيرة تركية والضحايا عراقيون

قناة “تي آر تي خبر” التركية، ذكرت، استخدم أنقرة لـ”طائرات مسيرة مسلحة” لاستهداف مبنى “يستخدم مجمعا لحزب العمال الكردستاني” في سنجار، وذلك خلال عملية نفذها الجيش والاستخبارات التركيان بشكل مشترك.

وذكرت مصادر عراقية أن القصف أدى لسقوط قتلى وجرحى كلهم مدنين، ومن بينهم طفل عمره إثنا عشر عاما، في حين إن الهجوم أستهدف “مقرا لوحدات إيزيدخان”، وهي قوات محلية تشكلت عام 2015 لحماية الإيزيديين. 

يشار إلى أن قضاء سنجار سبق أن تعرضت إلى عمليات قصف جوي تركي متكرر، حيث تقول أنقرة إن عناصر حزب “العمال الكوردستاني” يتخذون من المدينة معقلا. 

ووفق الذرائع التركية، يدفع العراق جزءا من سيادتها ثمنا على مر الصراع الطويل مع حزب “العمال الكردستاني”، حيث شهدت الأعوام الماضية عمليات عسكرية متكررة يشنها الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان العراق.

وفي 2018 طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق في عمليات عسكرية “سرية” نفذتها تركيا ضد حزب “العمال الكردستاني” في شمال العراق وأراضي إقليم كردستان، معتبرة أنها تنتهك قوانين الحرب المرعية دوليا.

https://twitter.com/haider23232/status/1537788778080763909?s=21&t=YLQVzO1Tn0NOgU4TPaybIA

اقرأ/ي أيضا: الدور التركي بالسياسة العراقية: هل أصبحت القوى السياسية السُنيّة “ولائية” لأنقرة؟

تجاوزات مستمرة

ومع عام 2019 تجددت الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، لتبدأ أنقرة الإعلان عن كل عملية في أسلوب جديد للحرب ضد عناصر الحزب، وذلك في انتهاك متعمد لسيادة العراق، بحسب مراقبين.

وعلى هذا النحو، أطلقت القوات التركية في منتصف نيسان/أبريل الماضي، عملية “قفل المخلب” بعد أن نفذت في أيار/مايو 2019 عملية عسكرية استخدمت خلالها قذائف المدفعية، وهجمات جوية ضد مسلحي الحزب في شمال العراق.

و”قفل المخلب”، تأتي بعد أن نفذت القوات التركية عملية عسكرية جوية وبرية في حزيران/يونيو 2020 أسمتها “مخلب النسر”، قبل أن تستهل العام 2021 بعدة عمليات ضد عناصر حزب “العمال”. 

إذ نفذت في شهر شباط العام الماضي، عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر-2″، من خلال ضربات جوية، ونشر جنود أتراك جرى حملهم بالمروحيات، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.

وما قبل “قفل المخلب”، مؤخرا؛ أطلقت تركيا أحدث عملياتها العسكرية، باسم “مخلب البرق”، حيث أنزلت مروحيات تركية قوات خاصة إلى المنطقة، وأقامت نقاط أمنية، في توغل بالأراضي العراقية وإقليم كردستان، رغم التنديد والرفض الإقليمي والدولي.

وبحسب مراصد حقوقية وتقارير مختصة، تسببت العمليات العسكرية التركية بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين من سكان المناطق الحدودية العراقية، فضلا عن إحداث أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، لتتصاعد بعدها دعوات ومطالب في الأوساط السياسية بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تركيا وتعطيل جميع مصالحها في العراق، ووضع حد لهذه العمليات العسكرية.

اقرأ/ي أيضا: التوغل التركي في العراق: هل باتت أنقرة تخطط للسيطرة على نينوى وكركوك؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.