تتخوف طهران من عودة العلاقات بين «الحكومة السوريّة»، والأنظمة العربيّة، أو ما بات يعرف بـ«التطبيع العربي مع الأسد»، وذلك لأسباب عدّة أبرزها، تأثر علاقة سوريا بالدول العربيّة، على انتشار ميليشياتها، وعلى تقليل تدفق السلاح عبر سوريا إلى ميليشيا حزب الله اللبناني.

وأكدت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الإسرائيليّة أن إيران تسعى لضرب جهود التطبيع العربي مع الرئيس السوري “بشار الأسد“، وذلك لقلقها من يسهم ذلك التطبيع على هيمنتها ونفوذها ضمن الأراضي السوريّة.

إقرأ أيضاً: تقارب روسي إسرائيلي في الملف السوري.. ما تأثيره على الوجود الإيراني في سوريا؟

هل تصبح إيران خارج الساحة السوريّة؟

وتذهب الصحيفة للقول إنّ الجانب الإيراني يرى أن عودة “بشار الأسد” الدائرة العربيّة، قد تُخرج الأخير من «محور القائمة»، التي تسعى طهران جاهدة لإبقاء الأسد فيه، واستخدام ذلك «شمّاعة» لتبرير انتشارها في سوريا.

وأشارت أن أيران تضغط على النّظام السوري في مفاوضاته التي يجريها مع الأردن كما تعمل على دفعه للتشدق بعنوان “مقاومة إسرائيل” خلال جلسات الحوار بينهما، لضمان استمرارية استخدام الأراضي السوريّة في تجارة المخدّرات وتوسيع حركة الطائرات بدون طيار، فضلاً عن الصواريخ الموجّهة.

وتوقعت الصحيفة أن النظام السوري لن يتخلّى عن المحور الإيراني ولن يضحي بعلاقاته مع طهران من أجل التطبيع مع الدول العربية.

ويرى الكاتب والمحلل السوري “درويش خليفة” أن عودة العلاقات بين سوريا والدول العربيّة، ستعنى مغادرة “بشار الأسد” لـ«الحضن الفارسي».

ويقول “درويش” في حديث لـ«الحل نت»: «إيران تخشى الانفتاح العربي على الأسد، في حال تم إغراء الأخير بإعادة الإعمار وامداده بوسائل الطاقة والمشتقات النفطية التي يعاني النظام من فقدانها في مناطق سيطرته، مما يشكل له إغراءات بالعودة إلى الحضن العربي بعد أن جلس في الحضن الفارسي منذ عام 2005 حتى اللحظة الراهنة».

جهود عربيّة لتقليص دور إيران في المنطقة؟

ويؤكد الكاتب والمحلل السوري أن الدول العربيّة ستسعى بالتأكيد إلى «تقليص الدور الإيراني في سوريا»، من خلال عودة العلاقات مع الحكومة السورية، والتطبيع مع “الأسد”.

وعن ذلك يقول: «التركيز على الملف السوري عربياً، يأتي من بوابة تقليص دور إيران في المنطقة وإعادتها إلى داخل حدودها، بينما عند الدول الغربية وخصوصاً أوروبا، الأمر يتعلق بمسالة اللاجئين وتصاعد الخطاب المعادي لوجودهم في عدد من الدول، مما يؤدي بزعزعة الاستقرار في تلك البلدان، بعد جائحة كورونا التي أثرت بشكل مباشر على اقتصاداتها».

وتتخوف إيران من التطورات التي تحصل في الملف السوري، لا سيما وأن كثير من تلك التحولات قد تؤثر على نفوذها في البلاد، فبالإضافة إلى التطبيع العربي مع “الأسد” و«الحكومة السوريّة»، شكّل التقارب الروسي الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، ضربة موجعة للمستقبل الإيراني في سوريا.

وتتخوف إيران من توتر العلاقات مع روسيا، ما قد يدفع الأخيرة إلى التعاون مع إسرائيل للعمل على إبعاد إيران عن الساحة السوريّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.