وصف الرئيس الروسي العلاقات بين روسيا إسرائيل بـ«الفريدة»، وذلك عندما استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” في مدينة سوتشي الروسيّة الجمعة.

ولفت “بوتين” خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى وجود صالح مشتركة بين الجانبين، لا سيما فيما يخص الملف السوري.

وقال بوتين في تصريحات نقلتها وسائل إعلام: «هناك نقاط تماس بين روسيا وإسرائيل في الشأن السوري، لاسيما فيما يخص محاربة الإرهاب».

وأضاف: «كما تعلمون، نبذل جهودا من أجل استعادة سلطة الدولة في سوريا، وهناك مسائل خلافية بيننا وعددها ليس قليلا، غير أن هناك أيضا نقاط تماس وفرص للتعاون، لاسيما فيما يخص المسائل المتعلقة بمحاربة الإرهاب، وبشكل عام ثمة العديد من المسائل التي يمكن ويجب علينا مناقشتها».

إسرائيل تعتبر بوتين «صديق قريب»

من جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بوتين” بـ«الصديق القريب والحقيقي لإسرائيل».

ويطرح حديث الجانبان عن محاربة الإرهاب، تساؤلات عن ما قصده بوتين، في حديثه عن التعاون مع إسرائيل في هذا الشأن.

ويرى الكاتب بالشأن الروسي “طه عبد الواحد” ان بوتين طرح مصطلح الإرهاب خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس الوزراء الروسي، كمصطلح عام وفضفاض، دون توضيح من هي الميليشيات التي سيتعاون في مواجهتها مع الإسرائيليين.

تأثير التعاون على الوجود الإيراني

وبرأي “عبد الواحد” فإن «بوتين يمكن أن يستخدم تفسير كلمة الإرهاب كإشارة للميليشيات الإيرانيّة مستقبلاً، وذلك في حال حصول إشكال بين الإيرانيين والروس، مستفيداً من المواجهة العسكريّة بين إسرائيل وإيران في سوريا».

ويقول في حديث لـ«الحل نت»: «ممكن بوتين بلحظة يقول لما حكينا عن محاربة الإرهاب كان قصدنا الميليشيات الإيرانية جنوبي سوريا، وذلك حسب التطورات السياسية المستقبلية».

ولا يعتقد الكاتب بالشأن الروسي، أن يحدث تحول جذري بشأن الوجود الإيراني في سوريا، وذلك «لأن مسألة تحرك الروس بشكل جدي لاقتلاع الإيرانيين من سوريا، لا يمكن أن يكون إلا ضمن صفقة كبرى بالتعاون مع الولايات المتحدة».

إقرأ أيضاً: تطورات في الجولان.. تصعيد إسرائيلي جديد حول سوريا

تبريرات الحكومة السوريّة

وعن كيفية تبرير الحكومة السوريّة للتعاون الروسي الإسرائيلي في الداخل السوري، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي  “عصام زيتون” بأن النظام الحاكم في سوريا «ليس بحاجةٍ للتبرير فهم».

ويضيف خلال رسالة لـ«الحل نت»: «هو ليس بحاجةٍ للتبرير أمام مناصريه، فهم يعرفون بأنّه يكذب ويعرفون لماذا يكذب وهم جزءٌ مشارك في هذه المؤامرة على الشعب السوري ومن هذا الكذبة الكبيرة، هو لا يهتمّ ولا هم يهتمّون لطالما استمرّت امتيازاتهم و مكتسباتهم من هذا الحرب» حسب قوله.

ولا يبدو أن الروس في صدد اتخاذ خطوة تصعيديّة إزاء الميليشيات الإيرانيّة في سوريا، حتى ولو كان هذا التصعيد في سبيل تعزيز العلاقات مع تل أبيب.

بيد أن التقارب الأخير، قد يسمح لإسرائيل بالحصول على مزيد من المعلومات الاستخباراتيّة عن الوجود الإيراني في سوريا بالتعاون مع روسيا.

لا سيما وأن إسرائيل أكدت مراراً أنها ماضية في استهداف التحرّكات الإيرانيّة في سوريا، طالما دعت الحاجة لذلك بالنسبة لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.