على الرغم من الفضل الأكبر التي تمتلكه روسيا في بقاء النظام الحاكم في سوريا، وامتلاكها الأجواء السورية، أدركت موسكو مؤخراً أنها لا تملك الكثير من الأوراق في الميدان السوري، لا سيما مع تمدد النفوذ الإيراني وتثبيت نقاط عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في مختلف المناطق السورية الخاضعة لسيطرة القوات السورية.

وبدأت روسيا مؤخراً بالتحرك عسكرياً في بعض المناطق لتوسيع نفوذها على الأرض، وذلك على غرار ما فعلته في الجنوب السوري عندما شكّلت الفيلق الخامس الذي يتبع بولائه للقوات الروسية.

وأشرف خبراء عسكريون روس خلال الأيام الماضية، على تدريب وحدات من الجيش السوري في محافظة حلب، على الاستخدام القتالي وإطلاق النار من أسلحة مختلفة.

وبحسب ما أظهرت تسجيلات مصوّرة بثتها وسائل إعلام روسية، فقد تم استخدام الرشاشات الثقيلة والمدافع وقاذفات القنابل خلال التدريبات.

مواجهة النفوذ الإيراني؟

وترافقت التدريبات العسكرية التي تشرف عليها القوات الروسية، مع هدوء نسبي تشهده معظم الجبهات العسكرية في سوريا، إذ يحاول الروسي استغلال توقف المعارك لتأهيل قوّات من الجيش السوري وتدريبها، في إطار جهودها لمواجهة التمدد العسكري الإيراني، بحسب حديث محللين عسكريين لـ”الحل نت”.

ويرى المحلل العسكري والعميد مصطفى الفرحات أن هدف التدريبات العسكرية التي تجريها روسيا في الشمال السوري، تهدف بالدرجة الأولى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الجيش السوري إلى الولاء الروسي.

اقرأ أيضاً: مخططات خليجية ضد النفوذ الإيراني.. قطر وافد جديد تجاه الأسد؟

ويقول الفرحات في حديث لـ”الحل نت”: «هنالك جزء كبير من جيش النظام يتبعون لإيران، وهناك من هو موالي لروسيا، الجيش السوري منقسم الولاء.. الروسي جنّد في الجنوب وشكل الفيلق الخامس، لأن الروسي شعر أنه على الأرض لا يملك أدوات قوة كما يملك الجو».

لا وجود لمعركة عسكرية قريبة

ويستبعد المحلل العسكري احتمالية أن تكون التدريبات الأخيرة، تهدف لشن عملية عسكرية قريبة في مناطق الشمال السوري.

وعن ذلك يضيف: «أما عن عمل عسكري في الشمال السوري، فهذا الموضوع خارج الحسبان، لا يمكن من كافة النواحي منها الدولي والإنساني إضافة إلى التوازنات العسكرية في المنطقة».

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تدخّلت عسكريّاً بشكل فعلي أواخر عام 2015 وساهمت بقلب الموازين لصالح «الجيش السوري»، حيث تمكن خلال السنوات الماضية من استرجاع عشرات المناطق التي بقيت لسنوات في قبضة قوّات المعارضة من درعا وصولاً إلى حلب ومروراً بدمشق وريفها ومناطق في حمص وحماة.

الرئيس السوري “بشار الأسد” أشار في عديد المناسبة إلى أهميّة الوجود العسكري الروسي على الأراضي السوريّة، وذلك في الذكرى الخامسة لهذا التدخل، إذ وصف الوضع في سوريا قبل التدخل الروسي عام 2015 بأنه «خطير للغاية»، بسبب سيطرة فصائل المعارضة على مساحات واسعة من البلاد.

اقرأ أيضاً: بسبب سوريا.. سباق إيراني وإسرائيلي لتوطيد العلاقات مع دول عربية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.