يعود ملف اختطاف الصحفي الأميركي أوستن تايس المحتجز لدى القوات السورية الحكومية، منذ عام 2012، للواجهة مجدداً في الأوساط الأميركية، وذلك بعد لقاء والدته مستشار الأمن القومي، وإعلان الإدارة الأميركية بذل جهود إضافية لعودته من الاختطاف.

واعتبرت ديبرا تايس وهي والدة الصحفي الأميركي، أن «خروج الحكومة السورية من عزلتها، بعد حرب استمرت لعقد من الزمن، يقدم الفرصة الفضلى لضمان إطلاق سراح ابنها».

وأشادت تايس في تصريحات نقلها موقع “أكسيوس” الأميركي  بالمسؤولين في وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي” والكونغرس، الذين دعموها على مر السنين، لكنها وصفت مستشاري الأمن القومي في إدارات أوباما وترامب، والرئيس جو بايدن، بأنهم «عقبات أمام إعادة ابنها إلى الوطن».

وخلال تصريحات الجمعة ألمح المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إلى إمكانية تفاوض بلاده مع «بعض الأنظمة»، من دون إجراء أي تحول دبلوماسي في علاقتها معها، وذلك في معرض رده على سؤال يتعلق بالصحفي الأمريكي المحتجز لدى النظام السوري أوستن تايس.

قد يهمك: بعد الكشف عن ثروته.. إجراءات قانونية ضد بشار الأسد في الولايات المتحدة؟

الإمارات وسيط واشنطن لدمشق؟

ويرى الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية منير الفقير أن الإمارات العربية المتحدة قد تعود للعب دور هام كوسيط في المفاوضات المحتملة، بين واشنطن ودمشق بشأن الصحفي الأميركي المحتجز.

ويقول في حديثه لـ”الحل نت”: «ملف أوستن التواصل مع دمشق فيه بشكل غير مباشر لم يتوقف وإن كان تخلله انقطاعات طويلة، لكن دائماً كان هناك تواصل غير مباشر مع دمشق عبر عدة وسطاء سواء دول أو حتى أشخاص».

ويضيف: «الإمارات بوقت سابق كان لها دور بالموضوع، كانت وسيط مناسب، وكانت تقوم بهذا الدور من قبل، والآن يبدو عاد تفعيل هذا الدور لمتابعة قضية أوستن».ويستبعد الفقير أن تساهم المفاوضات المحتملة إن حدثت في فتح علاقات جديدة مع دمشق، أو كسر عزلة واشنطن لدمشق عبر بوابة ملف الصحفي الأميركي المحتجز.

وفي معرض إجابته عن الآلية التي ستتبعها واشنطن بالتواصل مع دمشق لإنهاء ملف أوستن يقول: «ما بتوقع يترتب على هذا الموضوع، علاقات سياسية جديدة مع دمشق، الموضوع عم يصير بمستوى ما دون سياسي، بمستوى أمني، والمستويات الأمنية تبقى مستمرة بين الدول بغض النظر عن علاقات سياسية»

وحول المقابل الذي قد تدفعه واشنطن لدمشق يضيف الفقير: «قد يكون هناك صفقة ما مرتبطة بقانون قيصر، بتخفيف بعض القيود، أما على مستوى تطبيع العلاقات مع دمشق لا أتوقع، بمقابل الإفراج عن أوستون أو الكشف عن مصيره، لكن متوقع يكون فيه حلحلة لبعض القيود المتضمنة في قانون قيصر».

من هو أوستن تايس؟

وأوستن تايس هو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، يبلغ من العمر 37 عامًا، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها محطة “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وشركة “ماكلاتشي”.

اعتُقل عند حاجز خارج دمشق، في 13 من آب /أغسطس 2012، ورغم أن دمشق لم تعترف باعتقال أوستن، إلا أن السلطات الأمريكية قدمت دلائل عديدة على وجوده في المعتقلات السورية.

وخصصت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إنقاذه، مع تكرار والديه مناشداتهما للحكومة الأمريكية لتأمين إطلاق سراحه، خاصة بعد أن أعلنت أمريكا، في تشرين الثاني /نوفمبر 2018، أنها تعتقد أنه ما زال حيًا.

اقرأ أيضاً: انفتاح إماراتي على طهران ودمشق.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.