يعد التحول الرقمي مفهوما شائعا وواعدا يستخدم غالبا لوصف التغييرات التي نراها في العالم اليوم. ومع ذلك، فإن تصريحات المسؤولين السوريين هذا المفهوم قد لا يكون مفيدا وقابلا للتطبيق كما يبدو. على سبيل المثال، قد تكون “الحكومة الرقمية السورية” مبالغة في تقدير سوريا اليوم.

الأحوال المدنية: أجهزة المسح الرقمي في العام المقبل

في تصريح جديد حول حملة التحول الرقمي للحكومة السورية، قال مدير الأحوال المدنية في منطقة دوما بريف دمشق، محمود محمود، إن آلية جديدة في معاملات الأحوال المدنية تعتمد على أجهزة المسح الرقمي كبديل عن المعاملات الورقية ستنطلق مطلع العام المقبل.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1463504116697731076?s=20

وأشار محمود، إلى أنّ عملية استصدار البطاقة الشخصية لن تحتاج إلى صور مطبوعة. وسيتم تصوير مقدم الطلب عبر كاميرا الكمبيوتر في مكتب الموظف. كما ستُنسخ معاملته الورقية عبر جهاز المسح الرقمي، وتأخذ رقمًا محددًا، لترسل بعدها إلى مركز إصدار الوثائق.

وفي حديثه لصحف محلية، بيّن محمود، أنّ عملية الاحتفاظ بالوثائق ستكون إلكترونيا لا ورقيا، وستنطبق على بقية المعاملات كتسجيل الولادة أو واقعة الزواج أو الطلاق.

للقراءة أو الاستماع: أدوات فساد ومحسوبيات جديدة في دمشق.. عن طريق هذه الأساليب

الحكومة الرقمية السورية … الدليل على أن “الرقمنة” أداة دعائية

وحول ذلك، قالت مصادر خاصة في الأحوال المدنية بمدينة درعا، لـ”الحل نت”، إنّ التحول الرقمي لن يحدث في سوريا. والسبب الرئيس هو أنه لا يزال هناك العديد من المناطق التي لا تستطيع الوصول إلى الإنترنت. فضلاً عن أنّ الدولة لم تحل أزمة الكهرباء بشكل تام. ولذا فإن تصريحات المسؤولين السوريين يتم استخدامها كأداة دعاية حكومية.

وأوضحت المصادر، أن استخدام “الحكومة الرقمية السورية” أو “الرقمنة” بشكل عام كأداة دعاية، سيكون ضررها أكثر من نفعها. إذ أنّ بنية المؤسسات الحكومية في البلاد لا تدعم التحول الرقمي في المعاملات. وأكبر معضلة هي تقنين الكهرباء التي تصل في مناطق إلى 12 ساعة يومياً.

وحددت المصادر ثلاثة آثار رئيسية للصراع السوري. أولاً، أنه كان له تأثير سلبي على مستوى الرقمنة، ويرجع ذلك أساسًا إلى الانخفاض الكبير في النشاط الاقتصادي وزيادة مخاطر انقطاع اتصالات الإنترنت. ثانيًا، أشاروا إلى أنه كان له تأثير ضار على أولويات الإنفاق الحكومي ومخصصات مشاريع التحول الرقمي. ثالثًا، كان هناك عدد من التغييرات في التشريعات التي كان لها تأثير على أنشطة الأعمال والاستثمارات.

للقراءة أو الاستماع: معلومات تكشف عن سرقة البنوك السورية لأموال المودعين

الوعد الكاذب بالتحول الرقمي في سوريا وكيف يشوه الواقع

تركز الحكومة السورية على إعادة بناء البلاد بعد الحرب، لكن العديد من السوريين ما زالوا لاجئين خارج سوريا أو نازحين داخلها. لا يُسمح للعديد من الأشخاص بالعودة إلى منازلهم.

لا يزال الناس في البلاد يعيشون وسط أضرار الحرب المستمرة، ويفتقرون إلى الوصول إلى الخدمات العامة ويخشون على حياتهم. كما يواجهون تهديدات جديدة مثل الذخائر العنقودية غير المنفجرة والألغام الأرضية التي ألقيت على البلاد أثناء النزاع.

ويرى الناشط السوري، عمر الحوراني، أنه لا ينبغي أن نفكر في دخول الذكاء الاصطناعي لمؤسسات الدولة. والأجدر هو عمل الحكومة على كيفية إخراج البلاد من أزماتها الاقتصادية والسياسية. والتفكير في كيفية مواجهة من فقدوا ذويهم في الحرب.

والجدير ذكره، أنّ المدير العام للأحوال المدنية، أحمد رحال، أعلن في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، عن تفعيل مشروع “أمانة سوريا الواحدة” بقاعدة بيانات إلكترونية في كل مراكز السجل المدني في سوريا. والذي يمكِّن المواطنين عبر “الحكومة الرقمية السورية” من الحصول على وثائقهم الخاصة من جميع مراكز الأحوال المدنية، بغض النظر عن محافظته.

للقراءة أو الاستماع: مع تراجع الليرة السورية.. وزير الكهرباء: تكريم العمّال بألف ليرة “شغلة كبيرة”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.