استغلال مبطن لحاجة الأهالي.. المشافي الإيرانية تسمح بعلاج المدنيين في ديرالزور

استغلال مبطن لحاجة الأهالي.. المشافي الإيرانية تسمح بعلاج المدنيين في ديرالزور

تعمل مليشيات إيران المسيطرة على مساحات شاسعة من محافظة ديرالزور شرق سوريا، خلال الآونة الأخيرة، على  زيادة كسب رضى وولاء الأهالي، مستغلة حاجتهم  وتدني ظروفهم المعيشية، من خلال  توزيع السلل الغذائية والأدوية، وضولاً إلى افتتاح مستشفيات ومراكز صحية تابعة لها،  تسمح بعلاج المدنيين على خلاف ماسبق، إذ كان لا يسمح لهم بدخول المشافي والمراكز الصحية الإيرانية.

ويرى مراقبون إن ماتقوم به إيران من خلال هذه الأنشطة، هو كسب ولاء أكبر عدد ممكن من أهالي المحافظة لصفهم، قبل أن يسبقهم الروس لذلك.

أدوية ومستشفيات بالمجان

أحد سكان مدينة العشارة فضل عدم ذكر اسمه، تحدث لـ “الحل نت” قائلاً، إن “مليشيا الحرس الثوري، سمحت على غير عادتها، بدخول المرضى المدنيين إلى مشفى الهناء التابعة لها في المدينة، حيث افتتحت جناح خاص لهم، بمعزل عن بقية الأقسام الأخرى الخاصة بعناصرها  وذويهم، كما حددت مبالغ بسيطة للمعاينات، وأعفت من لا يستطيع الدفع”.

وأضاف المصدر أن “الملشيا لم تكفتي للسماح للمدنيين بالعلاج في المشفى فحسب، بل افتتحت قبل أيام قليلة مشفى آخر، في بلدة غريبة، يسمح بعلاج المرضى المدنيين أيضاً، وبأجور معاينات لا تتجاوز 2500 ليرة سورية”.

مشيراً إلى أن “الأطباء الذين تم تعينهم في المشفى الأخيرة والتي أطلقت عليها اسم مشفى الهناء، هم من أبناء المنطقة، إضافة لبعض الأطباء العراقيين”.

لم تقتصر تلك الخطوة على مناطق الريف الشرقي، بل تعدتها لتصل إلى ريفها الغربي أيضاً ، وقال الطبيب بلال الناصر (من بلدة حطلة ونازح في مدينة الباب) لـ “الحل نت”  إن “مليشيا الحرس استولت على بناء كبير في البلدة، تعود ملكيته  لمدني نازح خارج المحافظة، وحولته إلى مشفى  تابع لها، يستقبل المرضي المدنيين أيضاً، في قسم خاص لهم”.

 منوهاً أن “هذه الخطوة تأتي ضمن مجموعة خطوات أخرى، تقوم بها مليشيا الحرس الثوري، بقصد تغيير ديموغرافي للمنطقة”.

ترغيب مبطن

ورأى (الناصر) أن “تقديم العناية الطبية برعاية إيرانية ، وبأسعار مخفضة،  ما هو إلا ترغيب مبطن لمدنيي المنطقة، للانضمام لصفوف المليشيات الإيرانية، وخاصة بعد أن أيقنت بزدياد المد الروسي  في المحافظة مؤخراً، وهذا ماتعتبره إيران خطرر يهدد وجودها”.

ناشطون من المحافظة أكدوا لـ “الحل نت” أن “مليشيا الحرس منعت خلال السنوات الماضية، المرضى المدنيين وحتى عناصر المليشيات الأخرى التي تتبع لروسيا وقوات الحكومة السورية، من الدخول لمشافيها، حتى وإن كانت الحالة طارئة، وتقتصر خدماتها على عناصرهم وذويهم فقط”.

وتنتشر الميليشيات الإيرانيّة في معظم مناطق سيطرة السلطة السورية في دير الزور وتفرض سيطرة كاملة على مفاصل مدينة البوكمال الحدودية عبر نشرها ميليشيات بداخلها متمثلة ب “حزب الله” بشقيه العراقي واللبناني و النجباء”، وفاطميون، وزينبيون” التي يقودها جميعا “الحرس الثوري الإيراني”، كما وتسيطر على أجزاء كبيرة من مدينة الميادين.

وتسعى تلك المليشيات لفرض سيطرتها على كامل المنطقة من خلال أساليب عدة أبرزها الاستيلاء على ممتلكات المدنيين بحجج كثيرة منها انتماء أصحابها لفصائل المعارضة السورية المسلحة أو معارضة النظام الحاكم.

اقرأ أيضاً: مليون ليرة سعر شجرة الميلاد في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.