تعاطي الشباب العراقي للمخدرات.. إهمال حكومي وتقصير إعلامي؟

تعاطي الشباب العراقي للمخدرات.. إهمال حكومي وتقصير إعلامي؟

واقعيا، ينتشر تعاطي الشباب العراقي للمخدرات بشكل واضح في السنوات الأخيرة. وما يدلل على ذلك، بيانات الداخلية العراقية، التي تعلن فيها بشكل شبه يومي عن القبض على متعاطي المخدرات وتجارها.

لا غرابة في ذلك، لكن اللافت هو تصريح وزير الداخلية، عثمان الغانمي قبيل أيام في مقابلة مع التلفزيون العراقي حول تعاطي الشباب العراقي للمخدرات.

الغانمي قال إن، نصف الشباب العراقي يتعاطون المخدرات، وهو ما أثار ردود فعل متباينة، غالبيتها شككت بتلك النسبة، واعتبرتها “مبالغة” من الغانمي، فهل هي كذلك؟

تشكيك بنسبة الوزير حول تعاطي الشباب العراقي للمخدرات

يتفق رئيس منظمة “التجديد” للتطوير المجتمعي، علي عباس، حول تعاطي الشباب العراقي للمخدرات، لكنه لا يتفق حول النسبة المطروحة من الوزير.

عباس يضيف لـ “الحل نت”، أن النسبة غير صحيحة، وهي “إنشائية” من قبل الوزير، ولا تستند إلى إحصاءات ودراسات دقيقة، معتبرا أن النسبة وفق تصورات منظمات المجتمع المدني، أقل من ذلك.

وتواصل “الحل نت” مع عدة منظمات لمعرفة نسبة دقيقة عن تعاطي الشباب العراقي للمخدرات، لكنها لم تعط أي رقم، مثلما لم يعط عباس أي نسبة أيضا.

للقراءة أو الاستماع: المخدرات الإيرانية تتسرب إلى “المدارس” في العراق

ويعلل عباس سبب عدم توفر نسبة دقيقة عن تعاطي الشباب للمخدرات، إلى أن المنظمات لا تمتلك الإمكانيات المادية للاطلاع على الواقع ومعرفة عدد المتعاطين.

يردف عباس، أن المخدرات تنتشر بين الشباب العراقي من زاخو إلى البصرة، وذلك يصعب المأمورية على المنظمات، قائلا، بإمكان منظمة ما إجراء إحصائية أو دراسة لمحافظة أو اثنتين كأقصى حد، وأكثر من ذلك ليس بالممكن، لقلة الأدوات والإمكانيات.

إيران والإهمال الحكومي

وعن أسباب تعاطي الشباب العراقي للمخدرات، يرجعها علي عباس، إلى عدم ضبط الحدود مع دول الجوار التي تورد المخدرات للداخل العراقي، وخاصة إيران.

للقراءة أو الاستماع: المخدرات في العراق: الإطاحة بأبرز 3 تجار في المثنى

يشار إلى أن غالبية المواد المخدرة، يتم تهريبها للداخل العراقي من خلال إيران. إذ تهرب طهران مخدّراتها بوساطة تجار يتعاملون معها في العراق، عبر المنافذ البرية التي تربطها بمحافظات الجنوب العراقي، خصوصا محافظات البصرة وواسط وميسان..

ومن بين الأسباب أيضا، عدم وجود أي متنفس للشباب العراقي، فضلا عن الوضع الاقتصادي الصعب لديهم الناتج عن البطالة وقلة فرص العمل، بحسب عباس.

عدم اهتمام الحكومة بفئة الشباب، سبب آخر وفق عباس، وعلى رأسها وزارة الشباب والرياضة، التي لم تحتضن الشباب، وتؤسس لهم نوادي اجتماعية وثقافية وفنية تطور من مهاراتهم في مجالاتهم التي يحبونها.

للقراءة أو الاستماع: إقالة قائد شرطة النجف ومدير مكافحة المخدرات في المحافظة

وبخصوص الحلول للتقليل من تعاطي الشباب العراقي للمخدرات، يرى عباس، ضرورة توجه الحكومة نحو تلك الفئة ورعايتها لها وتأهيلها نفسيا.

تقصير إعلامي ووزاري

ويشكل رئيس منظمة “التجديد” للتطوير المجتمعي على “شبكة الإعلام العراقي” الرسمية، عدم تنظيمها لحملات توعية إعلامية للشباب بخطورة المخدرات وعواقبها.

ليس “شبكة الإعلام” لوحدها فحسب، بل الوزارات المعنية مثل الصحة والشباب والتعليم، هي الأخرى مقصرة بهذا الجانب، ويجب عليها العمل معا لتوعية الشباب، كما يقول عباس.

للقراءة أو الاستماع: القبض على 2 من أكبر تجار المخدرات على الحدود العراقية السورية

ويختتم عباس بإشارته إلى تغاضي البرلمانات السابقة عن تشريع قانون “العمل التطوعي”، الذي من شأنه دعم الشباب العراقي، وهو ما يساعد في سحبهم من خانة اليأس التي ترميهم نحو تعاطي المخدرات.

يذكر أن لجنة الأمن والدفاع النيابية، أكدت في آيار/ مايو الماضي، أن ثلث المخدرات التي تدخل إلى العراق تذهب للاستهلاك والتعاطي الداخلي.

وكانت القوات العراقية، اعتقلت خلال الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني/ يناير 2020 وإلى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أكثر من 6 آلاف متهم بتعاطي وتجارة المخدرات في العراق، بحسب دائرة مكافحة المخدرات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة