يتواصل تدهور الليرة التركية اليوم 20 كانون الأول/ ديسمبر، بالهبوط بشكل غير مسبوق، إذ سجّل سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي (17.80 ليرة تركية).

https://twitter.com/lira_turkey/status/1472830960886558723

بعد تدهور الليرة التركية .. أردوغان يتعهد بتحسين وضع الليرة

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد 19 كانون الأول/ ديسمبر، قد تعهد بخفض معدل التضخم الذي يضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وذلك بعد قرار خفض أسعار الفائدة، بهدف تحفيز النمو والإنتاج وتعزيز الصادرات، وفق وسائل إعلام تركية.

وقال الرئيس التركي أمس الأحد في قمة تركية إفريقية، إنه لن يسمح بتعرض الشعب التركي للانهيار بسبب أسعار الفائدة ومعدل التضخم، مؤكداً أنه سينخفض في أسرع وقت ممكن.

وأكد أردوغان، على ضرورة خفض معدلات الفائدة، وأشار في خطابه إلى أن تركيا تتعرض لـ”هجمات عبثية”.

وأوضح الرئيس التركي في خطابه الذي بثته وسائل إعلام تركية، الأحد الماضي، أن الإسلام يحرم الربا. وقال: “كمسلم، سأفعل ما يأمرني به ديننا” و”بإذن الله سينخفض التضخم في أسرع وقت ممكن”

شهدت الليرة التركية خلال أيام تراجعا قياسياً غير مسبوق، وخسرت نحو 50 بالمئة من قيمتها. وتدخل البنك المركزي للمرة الخامسة خلال شهر واحد بسبب أسعار الصرف.

اقرأ أيضا: “تدهور مستمر”.. الليرات التركية والسورية واللبنانية تتراجع أمام الدولار خلال يوم واحد

انتقادات للسياسات النقدية للحكومة

وبسبب تدهور الليرة التركية، انتقدت جمعية “توسياد” السياسات النقدية التي قامت بها الحكومة، وتمثل الجمعية نحو 85 بالمئة من رجال الأعمال وأبرز المصدرين، وقالت: ” أن الخيارات السياسية التي تم تنفيذها لم تخلق صعوبات جديدة لعالم الأعمال فحسب بل لمواطنينا كذلك”.

وأوضحت الجمعية في بيان أصدره مكتبها في واشنطن، أنه “وبالنظر إلى ذلك، لا بد من تقييم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والعودة إلى المبادئ الاقتصادية التي تم وضعها في إطار اقتصاد السوق”.

من جانبه، وجه الرئيس التركي، انتقادات حادة إلى جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين في تركيا “توسياد”.

ما دور خفض قيمة الفائدة بتدهور قيمة الليرة

الباحث الاقتصادي، يحيى السيد عمر، قال لـ الحل نت، أنه من المتوقع والطبيعي أن تتأثر أي عملة عند تغير قيمة سعر الفائدة. فعند خفضه تنخفض قيمة العملة والعكس صحيح.

وأشار السيد عمر، إلى أنه في حالة الليرة التركية كان انخفاض قيمة الليرة يفوق الأثر الناتج عن خفض سعر الفائدة.

وأوضح السيد عمر، أن لهذا الأمر سببين، الأول العامل النفسي لدى الأتراك والأجانب المقيمين في تركيا والذين يقومون بزيادة معدل تحويل الليرة إلى دولار أو ذهب، فكلما ازداد هذا المعدل كلما انخفضت قيمة الليرة.

والسبب الثاني كما يرى السيد عمر، هو قيام جهات بتمويل المضاربات على الليرة بهدف الضغط عليها وإظهار قرار الحكومة بأنه خاطئ، وبالتالي الضغط الشعبي عليها للتراجع عن سياسة التخفيض، وذلك كون مصالح هذه الجهات تتعارض مع تخفيض سعر الفائدة.

وفيما يتعلق بمستقبل الليرة التركية، ذكر السيد عمر، أن الآثار السلبية مؤقتة. ويفترض أن تتلاشى مع بدء ظهور مفاعيل قرار خفض سعر الفائدة.

للقراءة أو الاستماع: الليرة التركية مستمرة في التدهور.. لماذا تنهار العملة بهذه السرعة؟

التضخم.. ماذا حدث في 2011؟

وفي 2011 ارتفع معدّل التضخّم في تركيا في العام  إلى 47 .6بالمئة بأسعار المستهلك، بأسعار المنتج، و09 .11 بالمئة بأسعار المنتج.

وقالت وكالة الأناضول في تقرير حينها، إن مؤشر أسعار المستهلك وهو المؤشر الرئيسي لقياس التضخم ارتفع بنسبة 45 .10 بالمئة، فيما ارتفع مؤشر أسعار المنتج بنسبة 33 .13 بالمئة في العام 2011.

سياسات خارجية لإنقاذ الاقتصاد

والصحفي مراد يتكين، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرر أن يلجأ لتقديم تنازلات في السياسة الخارجية، لإنقاذ الاقتصاد.

ونشر الصحفي التركي مقالاً على موقع “sahibindenreport”، تحدث من خلاله عن زيارات الرئيس التركي، التي قام بها مؤخراً. وقام بتقيمها على محور التطورات الاقتصادية الحالية.

وأشار الصحفي التركي في مقاله، إلى أن الحكومة التركية يمكن أن تقدم تنازلات في السياسة الخارجية لجلب الاستثمارات الخارجية والخروج من أزمة تدهور الليرة التركية، ذاكراً بوادر تليين العلاقات مع الإمارات وأرمينيا اللتين كانت تتعامل معهما الحكومة حتى وقت قريب على أنهما أعداء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.