شهدت الليرة التركية خلال أيام تراجعا قياسياً غير مسبوق، وخسرت نحو 50 بالمئة من قيمتها، وتدخل البنك المركزي للمرة الخامسة خلال شهر واحد بسبب أسعار الصرف.

ووصل سعر تداول الليرة التركية مقابل الدولار يوم الجمعة 17 كانون الأول/ ديسمبر، إلى 17 ليرة للدولار الواحد.

فما هي أسباب استمرارالتدهور رغم تدخلات البنك المركزي التركي والإجراءات المالية الأخيرة، وهل تنهارالعملة أكثر من ذلك وما مستقبل العملة؟

اقرأ أيضاً: ذعر بعد انحدار الليرة التركية: هل حان موعد استبدالها في شمال سوريا؟

خفض قيمة الفائدة له دور في تدهور سعر الليرة

الباحث الاقتصادي، يحيى السيد عمر، قال لـ الحل نت، أنه من المتوقع والطبيعي أن تتأثر أي عملة عند تغير قيمة سعر الفائدة، فعند خفضه تنخفض قيمة العملة والعكس صحيح.

وأشار السيد عمر، إلى أنه في حالة الليرة التركية كان انخفاض قيمة الليرة يفوق الأثر الناتج عن خفض سعر الفائدة.

وأوضح السيد عمر، أن لهذا الأمرسببين، الأول العامل النفسي لدى الأتراك والأجانب المقيمين في تركيا والذين يقومون بزيادة معدل تحويل الليرة إلى دولار أو ذهب، فكلما ازداد هذا المعدل كلما انخفضت قيمة الليرة.

والسبب الثاني كما يرى السيد عمر، هو قيام جهات بتمويل المضاربات على الليرة بهدف الضغط عليها وإظهار قرار الحكومة بأنه خاطئ، وبالتالي الضغط الشعبي عليها للتراجع عن سياسة التخفيض، وذلك كون مصالح هذه الجهات تتعارض مع تخفيض سعر الفائدة.

وفيما يتعلق بمستقبل الليرة التركية، ذكر السيد عمر، أن الآثار السلبية مؤقتة ويفترض أن تتلاشى مع بدء ظهور مفاعيل قرار خفض سعر الفائدة.

ولفت الباحث الاقتصادي، إلى أن المضاربات على الليرة حالياً تبلغ ذروتها، لذلك لا بد للحكومة من الضغط على منصات التداول للحد من هذه المضاربات كحل إسعافي ريثما تبدأ مفاعيل قرار التخفيض بالظهور.

لماذا هذا الانهيار؟

يأتي هذا السقوط الشديد لليرة التركية، في ظل التضخم السريع، حيث تجاوز المستوى 21 بالمئة.

كما توقعت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني أنَّ التضخم في تركيا سيتجاوز 25% في العام المقبل، بالتالي سيؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي للبلد.

لاسيما بعد قرار البنك المركزي التركي بخفض سعر الفائدة الرئيسي من 15 بالمئة إلى 14 بالمئة، وهذا الأمر الذي أدى إلى تراجع غير مسبوق لليرة التركية.

اقرأ أيضاً: الإنقاذ تعتزم تحويل سعر المحروقات بإدلب من الليرة التركية إلى الدولار الأمريكي

ماذا تقول الحكومة؟

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد صرح الخميس 16 كانون الأول/ ديسمبر، أن انخفاض الليرة الكبير نتيجة “مؤامرات” تحاك ضد البلاد وليس بسبب السياسة الاقتصادية، مؤكداً أن تركيا اتخذت مساراً “محفوفاً بالمخاطر ولكنّه صحيحٌ”، من خلال خفض أسعار الفائدة على الرغم من انخفاض الليرة بشكلٍ حادٍّ.

وقال أردوغان ” لن نسمح بابتلاع ليراتنا التركية. هناك بعض المشاكل في الوقت الحالي وسوف نتغلب عليها في أقرب وقت ممكن”.

وأضاف أردوغان، أنه  ” لا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك . نحن مصممون على وضع حد لحالة عدم اليقين، التي نشأت بسبب التقلبات في سعر الصرف وزيادة الأسعار الباهضة، في أسرع وقتممكن”، وفق بي بي سي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.