تحاول روسيا مؤخرا الإدعاء بسعيها لتفعيل مسار العملية السياسية في سوريا، إلا أنها تسعى حقيقة إلى فرض رؤيتها في تطبيق القرار 2254، واللعب على الوقت بعد إعلان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون عن سياسة “خطوة بخطوة” الأمر الذي قد يخدم الروس في مسألة تمييع القضية السورية وقبول التطبيع مع دمشق.

شروط تعجيزية

المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف اتهم أمس الثلاثاء، وفد المعارضة السورية في اللجنة الدستورية بأنها تضع «شروطا تعجيزية»، قبل استئناف أعمال اللجنة الدستورية.

وقال لافرنتييف في تصريحات خلال اجتماعات الجولة 17 من مباحثات “أستانا” حول سوريا، التي انطلقت في العاصمة الكازاخية إن: «المعارضة السورية تطرح غالبا مطالب غير مقبولة، مما يعيق تحقيق التوافق في عمل اللجنة الدستورية بجنيف».

قد يهمك: مسار أستانا الروسي حول سوريا: متى يعلن عن فشله؟

واعتبر المبعوث الروسي أن مطالب المعارضة «استفزازية» فيما يتعلق بعمل اللجنة الدستورية، بحيث تجبر الجانب الموالي للحكومة على اتخاذ موقف متشدد إلى حد ما، بحسب قوله.

وأضاف: «لذلك يجب السير على طريق إيجاد الحلول الوسط وعدم استفزاز أي طرف للطرف الآخر وعدم دفعه لاتخاذ خطوات متصلبة. لا يجوز إملاء الشروط، ولا يجوز طرح هذه الصيغ غير المقبولة إطلاقا للجانب الآخر».

ويرى عضو اللجنة الدستورية، الدبلوماسي السابق بشار الحاج علي، بأن تصريحات المبعوث الروسي جاء ضمن اجتماع، لا يشكل أي مسار سياسي مستقل للحل في سوريا، وذلك رغم تأثير الدول الحاضرة في الاجتماع على الحالة السياسية في البلاد، في إشارة إلى اجتماع الجولة السابعة عشر لمسار أستانا.

ويقول الحاج علي في حديثه لـ “الحل نت”: «فيما يتعلق بتصريحات لافرنتييف بخصوص اللجنة الدستورية باعتقادي تتناقض مع ماصدر عنه في جنيف أثناء لقاء ممثلي قوى الثورة والمعارضة في اللجنة الدستورية المصغرة وهو يعلم يقينًا أن من يعطل هو وفد سلطة الأمر الواقع في دمشق».

ويضيف: «وفي هذا السياق يعتبر السيد لافرنتيف أن إصرار قوى الثورة والمعارضة على عقد جولات منتجة وفق منهجية ملزمة و وفق برنامج زمني واضح ومحدد شروطًا تعجيزية».

ويعتقد الحاج علي بأن الروس يتجهون إلى كسب المزيد من الوقت، «ظنا أن ما أشيع عن سياسة الخطوة بخطوة ستؤدي إلى تطبيع ما وقبول لاعادة تأهيل منظومة، ارتكبت أبشع الفظائع والجرائم ضد الإنسانية وهذا لن يتم، فمواقف الدول أصدقاء الشعب السوري وخاصة القوى الكبرى ماتزال واضحة و مصير هذه المنظومة المحاكم الوطنية والدولية» بحسب قوله.

وجاءت تصريحات الجانب الروسي مؤخرا، مخالفة لما صرح به المبعوث الروسي قبل نحو شهرين مع ختام الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية، وذلك عندما أعلنت موسكو صراحة انزعاجها من وفد دمشق، متهمة إياه بالتسبب بإفشال وعرقلة الجولة.

خيبة أمل روسيا

وكانت روسيا تأمل في بداية الجولة السادسة الماضية، بتحقيق تقدم ملحوظ في سبيل وضع حجر الأساس للدستور السوري، والبدء بخطوات جدية للوصول إلى حل سياسي في سوريا، إلا أن فشل مسار اللجنة لا يزال مستمرا. 

وتحدثت مصادر دبلوماسية حول ذلك عن «خيبة أمل واسعة لدى موسكو التي راهنت طويلاً على نجاح هذه الجولة وأوفدت المبعوث الرئاسي الخاص إلى دمشق قبلها مباشرة لحث الرئيس الأسد على إبداء أكبر قدر ممكن من المرونة».

وحملت تصريحات المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إشارات لافتة، عندما تحدث عن الجولة الأخيرة من اجتماعات اللجنة، لا سيما أنه تجنب تحميل المعارضة مسؤولية فشل الجولة، خلافاً لعادات موسكو بعد نهاية الجولات الخمسة السابقة.

يشار إلى أن اللجنة الموسعة في اللجنة الدستورية تتألف من 150 عضوا من الأطراف الثلاثة (الحكومة السورية والمعارضة ووفد المجتمع المدني)، وتتألف اللجنة المصغرة للجنة من 45 عضوا.

اقرأ أيضا: مصير غامض بخصوص إدلب.. لقاءات دولية قريبة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.