قد يكون من الصعب التنبؤ بمستقبل الصراع السوري حتى مع إعادة بعض الدول العربية تطبيعها مع دمشق، ولكن هناك أمر واحد واضح  هو بوادر لفشل مسار أستانا حول سوريا. إذ أنها أطلقت بـ16 جولة ولم تحقق أيا من أهدافها. فيما كانت الاجتماعات التي قادتها الأمم المتحدة بمباركة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفعالية أكبر بطرح خيارات أخرى متاحة لمستقبل سوريا.

بدأت عملية أستانا في يناير/كانون الثاني 2017، عندما اجتمعت روسيا وإيران وتركيا لمناقشة حل سلمي للحرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات. كان من المأمول أن يتوصلوا إلى حل تفاوضي مع استبعاد الداعمين الغربيين من المفاوضات الأمر الذي أدى إلى بقائه هزيلاً.

مسار أستانا حول سوريا ونظرية فشله

تحدث “الحل نت”، مع أحد القادة في الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، حول ما حققه مسار أستانا حول سوريا، والذي وصفه  فشل بسبب عدم قدرة روسيا وتركيا على الاتفاق على تنفيذ وقف إطلاق النار فعلي. 

فوفقاً لحديث المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ روسيا عملت بنشاط مع القوات الحكومية السورية وبشار الأسد لدخول الخطوط التي اتفق عليها في آذار/مارس 2019، متسببة بالانتهاكات مستمرة لوقف إطلاق النار.

ويشير المصدر، إلى أنه كان مسار أستانا الروسي حول سوريا أول محاولتهم لحل الأزمة في سوريا. في حين رأى الكثيرون أنها وسيلة لروسيا لتقديم نفسها كشريك للسلام بعد تدخلها العسكري لمصلحة الأسد. مضيفا، «لكنها فشلت عندما لم يتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الاتفاق على تنفيذ وقف إطلاق النار. ولم يسفر وقف إطلاق النار عن أي نتيجة حتى الآن بسبب أيضا استبعاد موسكو لجميع اللاعبين الدوليين الرئيسين في سوريا».

ولكن ومن وجهة نظر أخرى، يشير الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، خلال حديثه لـ”الحل نت”، قال إن المجتمع الدولي هو من أحال قضايا وقف إطلاق النار وإزالة الألغام وإخراج المعتقلين إلى أستانا، وتناقش كل ذلك الدول الضامنة لمسار أستانا بمشاركة ومتابعة من الأمم المتحدة ومن مجموعة دول أخرى.

وعلى عكس ما يراه القيادي في الجيش الوطني، فإن علوان، يقر بأن التفاهمات التركية الروسية في مسار أستانا حول سورياأحدثت إلى حد كبير تثبيت لوقف إطلاق النار لأكثر من 22 شهراً.

اقرأ أيضا: مصير غامض بخصوص إدلب.. لقاءات دولية قريبة

كيف فشلت عملية أستانا في تحقيق أي نتائج لسوريا

ويؤكد القيادي في الجيش الوطني، أنه لم تكن عملية أستانا قادرة على تحقيق أي نتائج بالنسبة لسوريا. قائلاً «لقد كانت مجرد وسيلة للتوهم بتحقيق نتائج. إذ كان وعدا فارغا لم يقدم أي خير ملموس للبلاد».

ويبدو بنظر بعض قادة الجيش الوطني، أن عملية أستانا صُممت لتكون عملية وقف إطلاق نار بقيادة روسية ومملوكة لسوريا، لكن سرعان ما أصبح واضحا لديهم أنه لا يمكن الوثوق في روسيا ولا تركيا أو الاعتماد عليهما كضامنين للسلام.

وفي السياق، يعتقد علوان، أنّه بصرف النظر عن جدوى المسار السياسي عموماً والذي جنيف وأستانا جزء منه. وما إذا كان هذا المسار قد حقق شيئاً أو لا. فإن حالة اللاحل في سورية تتصل بتعقيدات المصالح الإقليمية والدولية وحجم التدخلات في الملف السوري. إضافة لعدم وجود طرف يقبل تنازلات.

والجدير ذكره، أن محادثات آستانا، بدأت في يناير/كانون الثاني 2017، وهي محادثات جرت بين ممثلي الدولة السورية وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية برعاية روسيا وتركيا.

ويبدو لا أمل في هذا المسار، نظرا لحصيلة جولاته الـ16. إلا أن الجولة المرتقبة تأتي في توقيت تتشعب فيه التطورات العسكرية والسياسية. بدءا من التصعيد العسكري الذي تشهده شمال وشرق سوريا، بالتزامن مع تحركات روسية في ذات المنطقة.

قد يهمك: تركيا تعزّز وجودها عسكريّاً في إدلب.. هل تنهار نتائج أستانا 16؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.