بعد الأزمة التي أحدثها اللاعب السوري فراس الخطيب، مطلع الأسبوع الجاري، إثر مشاركته في مباراة استعراضية بقطر مع مدرب إسرائيلي تسببت بطرده من الرياضة السورية من خلال قرار من “الاتحاد الرياضي العام”، قررت الحكومة السورية تصفية أعمال شركات لاعب نادي الأهلي السعودي، عمر السومة، دون توضيح الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار.

القاسم الأكثر إثارة وبروزا بين قضيتي اللاعبين النجمين في كرة القدم السورية خلال الفترة الحالية، يتعلق بابتعادهم عن المنتخب السوري لأسباب سياسية منذ عام 2012، قبل عودتهما في مرحلة الإياب من تصفيات كأس العالم 2018 التي كانت قد أقيمت نهائياتها في روسيا. 

بعد عودة الخطيب والسومة إلى المنتخب منذ حوالي الـ4 أعوام، إثر صفقة تسوية تدخل بها آنذاك رئيس اتحاد كرة القدم السوري الأسبق، ورجل الأعمال فادي دباس (شقيق زوجة رجل الأعمال الأشهر محمد حمشو)، توسع حضور اللاعبين الاثنين (فراس الخطيب كان يحترف سابقا في الكويت، وعمر السومة يلعب منذ سنوات في السعودية) على الصعيد الاقتصادي والرياضي في سوريا، حيث أنشأ كلا اللاعبين أعمالا استثمارية في سوريا منذ عام 2018، قبل أن يخفت بريقهم على الساحة المجتمعية السورية منذ مطلع العام الحالي، لأسباب غير واضحة. 

ويبدو أن أزمة عدم قدرة الاستثمار داخل البلاد كانت السبب الأبرز لعدم نجاح أعمال السومة. إذ تعد الأزمة الاقتصادية من أخطر المشكلات التي تواجه البلاد التي تعاني من ركود عميق منذ سنوات. مع معدل بطالة يصل إلى 27 بالمئة، ويصعب العثور فيها على فرص. وهذا يضع المستثمرين السوريين في موقف صعب.

فشل صفقة السومة مع الحكومة السورية

سابقا كانت عملية التصفية في سوريا صعبة بسبب نقص المعلومات المتاحة عن مالك الشركة ومكان تواجدهم، مما يجعل من الصعب على البنوك تصفية الأصول، وفق مصادر محلية. ومن أجل تصفية الشركات، يجب أن يكون هناك دليل واضح على من يمتلكها ولماذا ليس لديهم خطط طويلة الأجل لمستقبلهم حتى تتمكن البنوك من بيع ممتلكاتهم ويمكن لحاملي الديون تحصيل قروضهم.

التجارة الداخلية “تحل وتصفي” شركتي عمر السومة – https://t.co/TGD6tAKu9t pic.twitter.com/a8kDynxnkj

— "🛸"shamtimes (@shamtimes) December 23, 2021

وفي ملف السومة الاقتصادي كانت القضية أسهل على وزارة التجارة، التي اتخذت قرارين بحل وتصفية “شركة عمر السومة للمقاولات” و”شركة عمر السومة الرياضية”، التابعتين إلى اللاعب الرياضي عمر السومة.

القراران نصا أقرا وفقاً لأحكام قانون الشركات الصادر بالمرسوم رقم 29 لـ2011، والنظام الأساسي للشركة. في حين أقرت الوزارة بعودة على أن تعود أموال الشركتين المنقولة وغير المنقولة للمالك. ولكن بعد الأخذ بعين الاعتبار ما يترتب على الشركة تجاه وزارة المالية.

وصدر القرارين في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، فيما فوض السومة بدر تركي العلي بمتابعة إجراءات حل الشركة وتصفيتها. واستكمال إجراءات شطب السجل التجاري، وتبقى المسؤولية التضامنية على المؤسس والمدراء فيما يتعلق بحقوق الغير تجاه الشركة.

وأسس السومة، شركتيه في 2018، وتعمل الأولى في مجال استيراد وتجارة وتوزيع المعدات والأدوات والألبسة الرياضية ولوازم الملاعب. فيما تعمل الثانية في مجال المقاولات والتعهدات واستيراد وتصدير مواد البناء.

اقرأ المزيد: اللجنة الأولمبية تطرد فراس الخطيب من الرياضة السورية بسبب مباراة استعراضية

أزمة دمشق مع الرياضيين

فشل نجاح الشراكة بين السومة ودمشق لم يكن الأول بالنسبة للرياضيين السوريين. فقبل عدة أيام وتحديدا في يوم الجمعة 17 كانون الأول/ ديسمبر، تسبب فراس الخطيب بأكبر جدل داخل البلاد. عقب مشاركته بمباراة استعراضية أشرف عليها المدرب الإسرائيلي أفرام غرانت.

حيث نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، مباراة “استعراضية” على هامش بطولة “كأس العرب” في قطر بين فريقي “نجوم العرب” و”نجوم العالم”.

وبعد مشاركة الخطيب، قررت اللجنة الأولمبية السورية في 20 كانون الأول/ ديسمبر، فرض عقوبة الطرد بحقه من اللجنة ومنظمة الاتحاد الرياضي العام، “لمخالفته قيم ومثل المنظمة وخروجه عن مبادئها الوطنية”. بحسب تعبيرها.

ويعد فراس الخطيب الهداف التاريخي لمنتخب سوريا برصيد 36 هدفا. كما أنه واحد من سبعة لاعبين في العالم شارك مع منتخب بلاده ست مرات في تصفيات المونديال، من كأس العالم 2002 وحتى 2022. وهو اللاعب الذي انطلق من نادي “الكرامة” بمدينة حمص.

فيما يعتبر السومة، هداف الدوري السعودي، إذ بدأ مسيرته الكروية من “نادي الفتوة” بدير الزور. وانطلقت رحلته الاحترافية في “نادي القادسية” الكويتي في 2011، وانتقل بعدها إلى “نادي الأهلي” السعودي في 2014.

وكان السومة قد أعيد إلى تشكيلة المنتخب السوري خلال مشاركته في تصفيات كأس العالم 2018. بعد غياب 5 سنوات عن اللعب مع المنتخب بسبب مساندته للحراك الشعبي في سوريا، وكذلك الحال كان سابقا بالنسبة لفراس الخطيب.

قد يهمك: بسبب مدرب كرة قدم إسرائيلي.. فراس الخطيب يتعرض لانتقادات شديدة