كشفت وسائل إعلام تركية عن تفاصيل جديدة بشأن التحقيقات المتعلقة بحادثة مقتل ثلاثة شبان سوريين حرقاً، على يد مواطن تركي في مدينة أزمير التركية.

وأفادت صحيفة “صباح” التركية بـ«اعتراف المواطن التركي بضلوعه في مقتل ثلاثة شبان سوريين في مدينة إزمير غربي تركيا في 16 شهر تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بعد أن قام بحرق المكان الذي يعيشون فيه بحي “كوزال بهشة” بدافع العنصرية».

تفاصيل الجريمة

وبحسب تقرير الصحيفة فإن كوركماز (40 عاماً) في خلال إفادته للشرطة إنه: «أشعل النار التي أودت بحياة اللاجئين السوريين الثلاثة، وأنه وجد ملاحظة قبل 3 أشهر من الحادث داخل علبة سجائر موجودة بسيارته تقول:”إن مهمته مستمرة، ابدأ واجبك وابدأ بالتنظيف، نظّف المكان من السوريين».

قد يهمك: مشروع قانون في البرلمان التركي لمنع السوريين المجنسين من التصويت في الانتخابات

وحول تفاصيل ارتكابه لجريمة القتل أضاف كوركماز في إفادته للشرطة التي نقلتها “صباح” أنه كان في مؤخّرة السيارة عبوة بنزين، كان يستخدمها في محرّك لقطع الأشجار، حيث كان يعمل في مزارع الكروم وأعمال الحدائق، وأردف قائلاً: « أخذت عبوة البنزين ووضعتها في كيس ودخلت المسجد بالقرب من مكان العمل وغيّرت ملابسي في الحمّام لكي لا يتعرف إلي أحد، ثم غادرت المسجد وذهبت إلى المكان الذي يعيش فيه اللاجئون السوريون». 

وتابع: «دخلت الغرفة التي كان ينام فيها ثلاثة أشخاص، كنت أعرف أن الأبواب لم تكن مقفلة، قمت بإفراغ البنزين في الغرفة، ثم أغلقت الباب وأشعلت النار بواسطة قطعة قماش، وعدت إلى المسجد، أخذت السترة من المسجد ، ووضعت كل شيء في الكيس وألقيت الكيس في سلة المهملات. ثم عدت إلى مكان العمل المحترق وكأن شيئًا لم يحدث. قلت لصديق هناك ، «اكتملت العملية». 

وأشار كوركماز إلى أنه كان ينوي إخافة الشبان الثلاثة فقط وليس قتلهم، حسب قوله.

وشغلت حادثة مقتل ثلاثة شبان سوريين حرقاً على يد مواطن تركي، الشارع التركي لا سيما مع تصاعد الحوادث ذات الطابع العنصري ضد السوريين في مرتكبيها، وعدم إظهار السلطات التركية الجديّة في اتخاذ إجراءات من شأنها وقف تلك الجرائم وملاحقة مرتكبيها.

ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور وأسماء الضحايا وهم مأمون النبهان (23 عاماً)، وأحمد العملي (21 عاماً) ومحمد البش (17 عاماً).

هل تحصل عائلات الضحايا على حق ابنائها؟

وأكد الناشط في قضايا حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي، أن منظمات حقوق الإنسان تتابع تطورات الحادثة عن كسب، وذلك لتأمين الدعم القانون لعائلات الضحايا، والمتمثل بـ«متابعة كل إجراءات القضية بكل مراحلها، والمطالبة بفرض أقصى العقوبات على الجاني، كون أن الجريمة متعلقة بالقتل العمد مع الإصرار».

وحول تصاعد الحوادث ذات الطابع العنصري ضد اللاجئين السوريين في تركيا أضاف الغازي ف حديث سابق لـ”الحل” نت: «هذه الحوادث للأسف الشديد تصاعدت مؤخراً، ومن المتوقع كل ما قربت الانتخابات العامة في تركيا، انتخابات 2023، ستزداد حدة بعض السلوكيات الصادرة عن بعض فئات المجتمع التركي تجاه اللاجئين السوريين».

وزاد بالقول: «هذا الأمر بات بشكل خطرا حتى على المجتمع التركي، لأن الانتهاكات العنصرية لم يعد ضررها يقتصر فقط على السوريين، فباتت تهدد المجتمع التركي، اليوم مشاعر الكراهية أو العنصرية، التي باتت تتغلغل في تركيا، هذه المشاعر في مرحلة متقدمة قد تكون بين أفراد المجتمع التركي نفسه، كل الأطراف مدعوة لإعادة النظر في خطابات الكراهية والعنصرية التي تستهدف اللاجئين في تركيا».

عنصرية مستمرة تجاه السوريين

ويتعرض اللاجئين السوريين في تركيا باستمرار لموجات من العنصرية من قبل أحزاب المعارضة.

وساهمت خطابات أحزاب المعارضة وحتى قرارات الحكومة التركية، في تعزيز موجات العنصرية ضد اللاجئين عموماً والسوريين على وجه الخصوص.

ويتهم ناشطون سوريين وأتراك حزب التنمية والعدالة الحاكم للبلاد، في المساهمة في زيادة هذه الحوادث من خلال سياساته إزاء اللاجئين.

وتحدث تقارير منفصلة، عن تصاعد الحوادث التي اتسم بعضها بالعنصرية والتنمر ضد أطفال اللاجئين السوريين في تركيا.

وباتت الحوادث السابقة، تشكل لدى آبائهم وأمهاتهم هاجساً كبيراً وأرقاً يفقدهم راحتهم.

اقرأ أيضاً: فراس إبراهيم: هذا هو سبب حجز كل تذاكر حفلات رأس السنة رغم الوضع الاقتصادي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.