تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تنفيذ خطط استيطانية ضخمة في الجولان، من خلال تعزيز أعداد المستوطنات وزيادة عدد السكان الإسرائيليين في المنطقة.

واللافت أن الحديث عن تعزيز الوجود الإسرائيلي في الجولان زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فهل باتت مشاريع الاستيطان بعد الاعتراف بأن الجولان تحت السيادة الإسرائيلية من قبل ترامب، والتحركات العربية تجاه الأسد، أمرا أكثر تنفيذا لاحتمالات التطبيع بين دمشق وإسرائيل؟ 

اقرأ أيضا: بعد هدية ترامب.. إسرائيل تخطط لزيادة المستوطنات في الجولان

إسرائيل لن تقبل بالأسد

المحامي والأمين العام للمجلس السوري للتغيير، حسان الأسود، قال لـ “الحل نت”، أنه لا بدّ بداية من التأكيد على أنّ صفة الأراضي المحتلة التي تنطبق على الجولان، نابعة من القوانين والمعاهدات الدولية، وبالتالي فإنّ اعتراف أي رئيس أمريكي أو أية دولة بإسرائيلية الجولان لن يغير من الطبيعة القانونية له، ولن يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً.

وأوضح الأسود، أن التطبيع مع إسرائيل ليس غاية حكومة دمشق، لأنّها ترى في شعارات الممانعة والمقاومة “الخُلبية الكاذبة” أساسا متينا لشرعية عربية تزاود بها على السوريين وعلى العرب.

وأضاف الأسود، قائلا: “رأينا كيف أنّ كثيرا من الشعوب العربية، وحتى كثيرا من الحركات اليسارية الغبية تقف إلى جانب هذا النظام الديكتاتوري بسبب هذه الخرقة البالية التي لا تكاد تستر عورته”. 

وأشار الأسود، إلى أن إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل تكلفة بناء سلام منقوص مع نظام مهترئ ليس له شرعية شعبية، لأنها تبحث عن سلام مستدام لا يجعلها في حالة قلق دائم، وتابع “إسرائيل تُدرك أنّ نظاما متورطا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هو عبء كبير عليها ولن يخدمها على الإطلاق، بل سيضرّ بها الآن وفي المستقبل”.

لذلك لن يكون من صالح إسرائيل التعاقد مع حكومة لا يمكنها محو جرائمها، وأن السلام الذي تبحث عنه إسرائيل، هو ذلك الذي يكون مع حكومة شرعية تمثل السوريين بحق، على حد قوله.

أما التطبيع الإقليمي مع إسرائيل، فتعود أسبابه للعلاقة المتوترة مع الحلفاء الاستراتيجيين السابقين للأنظمة العربية، وبالتالي سببها الخوف من التفرّد الإيراني في المنطقة بعد رؤية المساعي الأمريكية وراء اتفاق نووي معها بأي ثمن.

 لذلك، يستبعد الأسود أن يكون التطبيع مع حكومة دمشق برئاسة الأسد جزءا من صفقة إقليمية بوساطة إسرائيلية.

ويرى الأسود، أن كلا الجانبين، الحكومة السورية وحكومة إسرائيل لا يسعيان لعقد اتفاقيات سلام في هذا الوقت، وكلّ له أسبابه الخاصة، لكن هذا لا يمنع من إجراء مقايضات ومساومات من هنا وهناك في ملفات جزئية أمنية أو عسكرية لا ترقى لمستوى معاهدة السلام أو التطبيع الكامل، على حد قوله.

خطط لتعزيز الاستيطان في الجولان

وبحثت الحكومة الإسرائيلية الأحد 26 كانون الأول/ ديسمبر، إقرار خطط لتعزيز الاستيطان في الجولان السوري، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تلك الخطط بأنها الكبرى منذ احتلال الجولان عام 1967.

وقال بينيت، أن هذه الخطط تلقى وفاقا عاما في حكومته، في الجلسة الأسبوعية في المستوطنة الزراعية التعاونية “كيبوتس مافو حماه” في الجولان، لإقرار خطة استيطانية توسعية، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

ونقلت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعمل على تسريع إنشاء مجلس تخطيط عمراني جديد، ويتمتع بصلاحيات واسعة لتسريع البناء وزيادة المستوطنين في مرتفعات الجولان.

ونشرت الصحيفة تقريراً في 12 كانون الأول/ ديسمبر، تحدثت من خلالها على مخطط رئيس الوزراء الاسرائيلي، بزيادة عدد المستوطنين في الجولان بنسبة 50 بالمئة ومضاعفته بحلول 2025.

اقرأ أيضا: تطورات في الجولان.. تصعيد إسرائيلي جديد حول سوريا

تعزيز الوجود الإسرائيلي في الجولان

ويتوزع المستوطنون الموجودون حاليا في الجولان على 32 مستوطنة صغيرة تحمل اسم “مجلس إقليم الجولان”، ويبلغ عددهم نحو 22 ألف مستوطن.

ويسعى مكتب رئيس الوزراء لإنشاء لجنة خاصة، من أجل التعامل مع المستوطنات الجديدة والمناطق الصناعية والتجارية والسياحية المراد إنشاؤها، لتسريع عملية الموافقة.

وسيمنح مكتب الوزراء اللجنة صلاحيات لجان التخطيط والبناء المحلية والإقليمية، ولكن بشكل غير عادي.

وهذا المخطط الذي يقوم به، بنيت، يندرج تحت إطار خطة شاملة تعمل عليها إسرائيل تحت عنوان “تشجيع نمو ديموغرافي ثابت” في هضبة الجولان المحتلة.

وسيتم طرح هذه الخطة على الحكومة الإسرائيلية من أجل المصادقة عليها قريبا.

ويتضمن المخطط بناء 12 ألف وحدة استيطانية على الأقل في المستوطنتين الجديدتين وهما “اسيف” و”متار”، وآلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة “كتسرين” الحالية.

وكما يشمل المخطط بناء مشاريع زراعية ومناطق لتنفيذ أعمال بناء واسعة وتطوير مشاريع متعلقة بالطاقة الشمسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.