لا يبدو أن روسيا عازمة على تقديم أي تنازلات في الملف السوري، ذلك ما بدى واضحا من تصريحات أليكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، وزاد تأكيده رسالة بوتين نفسه إلى الرئيس السوري بشار الأسد بمناسبة أعياد الميلاد وقدوم العام الجديد

تهاني متبادلة بين بوتين والأسد

وأعرب بوتين في رسالته لبشار الأسد بمناسبة العام الجديد عن أمله في أن يشهد العام المقبل 2022، تعزيز السلام والاستقرار على الأراضي السورية.

وبحسب ما نشر “الكرملين” (الرئاسة الروسية)، فإن بوتين أكد في رسالته على أن: «روسيا ستواصل تقديم الدعم الشامل لسوريا الصديقة في الحرب ضد الإرهاب الدولي، وكذلك في ضمان تسوية سياسية شاملة وإعادة الإعمار بعد الصراع».

أما بشار الأسد فرحب بهذه الرسالة ورد بمثلها، إذ نقلت وسائل إعلام سورية محلية مضمون الرسالة، واحتوت معظمها على عبارات تهنئة، وأكد الأسد خلالها أنه يأمل في أن تحقق العلاق بين الجانبين نجاحات تنعكس على الشعبين السوري والروسي.

قد يهمك: الأسد وأردوغان في قائمة دولية واحدة مع نهاية 2021

سياسة روسيا القادمة في سوريا

ويستبعد الصحفي والمحلل المختص بالشأن الروسي، رائد جبر، أن تكون الرسائل المتبادلة بين بوتين والأسد، جاءت لتحديد السياسة الروسية في سوريا، لكنه يؤكد أن سياسة بوتين وبلاده واضحة في سوريا ولن تشهد تغيرا كبيرا في العام المقبل.

ويقول جبر في حديثه لـ”الحل نت”: «نحن أمام مشهد أنه روسيا تؤكد أنها أقرب لموقف النظام في اللجنة الدستورية، بدى واضحا في اجتماعات أستانا عندما حمل المبعوث الروسي المعارضة مسؤولية التعثر، وقال إنها تقدم طلبات متشددة واستفزازية، أيضا في تصريحات لافرنتيف قبل أيام، عندما قال إنه لا يمكن بقبول اشتراطات رحيل الأسد من أجل التقدم في عمل اللجنة الدستورية».

وحول تطورات سياسة موسكو في سوريا يعتقد رائد أن روسيا ستركز خلال العام المقبل على الوجود الأميركي في سوريا، ويضيف: «روسيا كل همها الآن أن تقول للعالم أنه يجب إقناع الولايات المتحدة بمغادرة سوريا، هذا التركيز بالنسبة لموسكو مهم جدا، من أجل إكمال تثبيت خطوط وقف إطلاق النار، مع مد سيطرة النظام إلى المناطق التي تشغلها الآن سيطرة قوات حليفة لأميركا».

كما يؤكد المختص بالشأن الروسي أن روسيا تضغط على جانبين فيما يتعلق بالملف السوري حاليا، فإلى جانب مغادرة الولايات المتحدة، تسعى أيضا إلى دفع المكون الكردي من أجل فتح “حوار نشط” مع دمشق.

ويزيد على ذلك بالقول: «روسيا ستحاول أيضا حشد مزيد من التأييد الدولي، من أجل عملية التطبيع مع النظام السوري، وهذه العملية ليت لأن روسيا تدافع عن بشار الأسد أو لا تدافع، الأهم من ذلك أن موسكو باتت في مأزق، لا يمكنها تحمل تكاليف عمليات إعادة الإعمار ولا يمكنها تثبيت فكرة عودة اللاجئين التي طرحتها أكتر من مرة، بدون مساعدة جدية من المجتمع الدولي».

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تدخّلت عسكريا بشكل فعلي أواخر عام 2015 وساهمت بقلب الموازين لصالح «الجيش السوري»، حيث تمكن خلال السنوات الماضية من استرجاع عشرات المناطق التي بقيت لسنوات في قبضة قوات المعارضة من درعا وصولا إلى حلب ومرورا بدمشق وريفها ومناطق في حمص وحماة.

الرئيس السوري بشار الأسد اعترف في تصريحات سابقة بأهمية الوجود العسكري الروسي على الأراضي السورية، إذ وصف الوضع في سوريا قبل التدخل الروسي عام 2015 بأنه «خطير للغاية»، بسبب سيطرة فصائل المعارضة على مساحات واسعة من البلاد.

اقرأ أيضاً: هل منعت روسيا الدفاعات الجوية من التصدي لهجوم إسرائيل على ميناء اللاذقية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.