ارتفعت أسعار بطاقات “اليانصيب” في سوريا وتحديداً بمعرض دمشق الدولي بشكل ملحوظ هذا العام في السوق السوداء، ووصل سعر البطاقة الواحدة 10 آلاف ليرة سورية.

ورغم ارتفاع أسعار بطاقات اليانصيب في سوريا، اشترى مواطنون بطاقات اليانصيب بينما تراوحت الأسعار بين 7 و10 آلاف ليرة، من الباعة المتجولين المنتشرين في أسواق حماة الرئيسية والشعبية، وعلى مواقف سرافيس النقل الداخلي و الكراجات، وأمام الدوائر الرسمية والمشافي العامة والعيادات الشاملة بحي الأندلس.

اقرأ أيضا: التكلفة الحقيقية للعيش.. كم تحتاج الأسرة السورية للهروب من الفقر؟

رغم أسعار اليانصيب في سوريا .. المواطنون مدمنون على شرائها

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن هؤلاء المواطنين، أنهم أصروا على شراء البطاقات رغم ارتفاع سعرها، ولأنهم مدمنين على شراء البطاقات بكل الإصدارات، ويحبون أن يجربوا حظهم كل عام، وربما تغريهم عبارة “امسح واربح” وغيرها من العبارات المرتبطة بأوراق اليانصيب.

وقال أحد المواطنين للصحيفة “إن جائزتها 500 مليون ليرة، وإذا ربحناها سنقبر «الفقر»! ومجرد ذكر الرقم يبعث البهجة بالنفس، كما أن مجرد التفكير بربحها يجعلنا نتفاءل ونفرح”. 

ولا يكتفي البعض بشراء بطاقة واحدة، بل يشترون 4 أو 5 بطاقات، لتكون فرصتهم بالربح أكبر إذا وردت بطاقاتهم ضمن أرقام البطاقات الرابحة في يانصيب معرض دمشق الدولي.

بينما، اعتبر مواطنون أنهم غامروا بمبلغ 5 آلاف ليرة، رغم عدم إيمانهم بأنهم سيربحون حتى لو قيمتها عالأقل. ولكنه اشتروها بحثاً عن الأمل، وفق ما نقلته الصحيفة.

هل تدفع المعيشة الصعبة المواطنين لشراء بطاقات اليانصيب؟

وفي ظل المعيشة المتردية التي يعاني منها السوريين، وسط ارتفاع أسعار الحاجات الأساسية للحياة من محروقات وخبز وماء ومواد غذائية مختلفة، وعدم توفر الكهرباء إلا للطبقة الغنية القادرة على دفع قيمة الاشتراكات الباهظة.

ويحاول معظم المواطنين الذين يشترون بطاقات اليانصيب من أجل تحسين وضعهم رغم غلاء أسعارها. ويبنون العديد من الخطط على قيمة الجائزة في الربح. فمنهم من يحلم بالزواج ومنهم من يحلم بتأمين الكهرباء لمنازلهم. وأحلام أخرى بسيطة كلها تدور حول المعيشة اليومية، وكلما كبرت الجائزة كبر الحلم قليلا. وفق ما قاله مواطنين لصحيفة الوطن.

الأسرة السورية بحاجة مليون ليرة للزحف فوق خط الفقر

وكشف تحليل جديد، أن مليون ليرة هو مقياس خط الفقر الذي يجب على المواطن في سوريا أن ينفق عليه للزحف فوق خط الفقر.

وحلل الخبير الاقتصادي، أيهم أسد، كيف يلعب مقياس خط الفقر دورا رئيسيا في قياس مستويات الحاجة والفقر في سوريا. إذ إن خط الفقر هو الحد الذي لا تستطيع الأسر تحته توفير الغذاء والكساء والمأوى لأفرادها.

وأشار أسد، في تحليله على موقع “هاشتاغ سوريا”، إلى أنه بعد تحديد خط الفقر المعتمد عالمياً هو (1.9) دولار للفرد يومياً، فإن الاعتماد الحد الأدنى للأجور والبالغ حوالي (93) ألف ليرة، ومع اعتبار أن سعر صرف الدولار في السوق هو (3500) ليرة لوجدنا ما يلي:

وفيما يخص تكاليف المعيشة في سوريا للفرد، فإنه يحتاج في اليوم الواحد إنفاقا قدره (6650) ليرة، أي (1.9*3500). وبالتالي يحتاج الفرد ذاته في الشهر إلى إنفاق (199500) ليرة سورية، أي (6650*30 يوم).

اقرأ أيضا: “نتر الفروج” طعام السوريين بعد ارتفاع أسعار الدجاج

وبحسب المعيار السابق، فإن الفرد السوري بحاجة إلى 57 دولار شهريا. في حين أن الحد الأدنى لأجره حوالي 26 دولار فقط. أي أن الحد الأدنى للأجر للفرد الواحد أقل من خط الفقر العالمي بحوالي 53 بالمئة.

وحتى يتعادل الحد الأدنى للأجور للفرد مع خط الفقر، يجب أن يصل الحد الأدنى للأجور في الاقتصاد السوري إلى 200 ألف ليرة للفرد شهريا.

وفقا لبيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي، يعاني حوالي 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60 بالمئة من السكان) من انعدام الأمن الغذائي، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية. وهذا هذا هو أعلى رقم مسجل في تاريخ سوريا، بزيادة قدرها 57 في المئة منذ عام 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.