عامان على مقتل قاسم سليماني: كيف تراجع النفوذ الإيراني في سوريا؟

عامان على مقتل قاسم سليماني: كيف تراجع النفوذ الإيراني في سوريا؟

لم يكن مقتل قاسم سليماني حدثا عاديا يمر كأي خبر عادي، بل كان تأثيره واضحا على الوجود الإيراني وقوة نفوذ إيران في دول المنطقة؛ منها سوريا على وجه التحديد.

لقد عكست العديد من الأحداث التي جرت بعد مقتل سليماني، تأثيره على نفوذ طهران في سوريا، لا سيما  أن بعض التقارير الصحفية اعتبرت أنه وزير الخارجية الحقيقي لإيران، وذلك لتأثيره على العلاقات الخارجية لطهران عسكريا ودبلوماسيا.

قاسم سليماني الذي قُتل في 3 كانون الثاني/يناير 2020، بعملية اغتيال بوساطة صاروخ من طائرة أميركية مسيرة في مطار بغداد. يلاقي خليفته الآن اسماعيل قاآني تحركات ضاغطة على وجود طهران في سوريا، قد يكون رعاتها كل من روسيا وإسرائيل وحتى بشار الأسد ذاته خلال قادم الأيام.

للمزيد اقرأ أيضا: غارات إسرائيلية لمصلحة موسكو في سوريا.. هل يزداد التصعيد ضد إيران؟

مقتل سليماني أضعف النفوذ الإيراني في سوريا

الباحث بالشأن الإيراني، ضياء قدور، قال لـ “الحل نت”، “إن مقتل قاسم سليمان المجرم كان ضربة قاسية وموجعة لإيران، على اعتباره الرجل الثاني فيها، وكونه كان يدير السياسية الخارجية وتحكم بالميدان والدبلوماسية”.  

وأشار قدور، إلى أن مقتل سليماني أضعف نفوذ إيران في سوريا والمنطقة وأحدث خللا في التوازن. وأضعف معنويات شبكة الميليشيات التي كان يديرها بشكل مباشر في سوريا والعراق وإيران”.

ويقول مراقبون للسياسة الإيرانية في سوريا، إن مقتل سليماني دفع إيران إلى تغيير سياستها وتعزيز دور ميليشياتها في جوانب أخرى غير عسكرية، مثل توزيع المساعدات وإقامة رحلات ومسابقات، أي بدأت بالتركيز على الجانب الإنساني لتغطي الفراغ الذي حصل بعد مقتل قائد فيلق القدس.

إيران لم تتجاوز مقتل سليماني بسهولة

استطاعت إيران تجاوز مرحلة مقتل سليماني رغم التخبط الذي حدث في هيكلية الميليشيات الإيرانية، إذ يرى قدور، “أن استمرار المشروع الإيراني على قدم وساق في المنطقة والزخم في تصدير الميلشيات الإرهابية إلى خارج  إيران على ما هو عليه”.

وانتخاب ابراهيم رئيسي المتشدد وأعضاء حكومته، الذين غالبيتهم من ضباط الحرس الثوري الإيراني، جاء متوافقا مع سياسة فيلق القدس الذي يقوده حاليا اسماعيل قاآني، نائب قاسم سليماني سابقا.

ويعتبر هذا مؤشرا على إصرار إيران بالاستمرار في مشروعها في المنطقة.

وقال قدور، ” إن مقتل قاسم سليماني لم يكن حدثا عابرا وأثر بشكل كبير على المشروع الإيراني في المنطقة. وأخل توازنه ولكن لم يوقف هذا المشروع، ولابالدرجة التي كنا نأمل أن يؤدي إلى انفراط عقد الميليشيات الإيرانية.

قاسم سليماني وصف مهندس حرب بشار

اعتبر سليماني أقوى شخصية في إيران بعد المرشد الأعلى، وقائد “فيلق القدس”. هو أيضاً العقل المدبر لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ومهندس حرب بشار الأسد، ضد الحراك الشعبي في سوريا. 

وأعلن البنتاغون  في 3 كانون الثاني/ يناير، أنه نفذ عملية ناجحة لاغتياله، بتوجيه من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وجاء اغتياله بعد تصعيد حاد بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران والفصائل المدعومة من قِبلها في العراق من جهة أخرى. في أعقاب مقتل مقاول عسكري أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة أمريكية في العراق، حمَّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عنه.

تراجع نفوذ إيران في سوريا

يبدو أن إيران شعرت بالخطر مؤخرا، على مكتسباتها من الحرب السورية. لاسيما بعد الضربات الإسرائيلية المتتالية على مواقعها وقوافلها العسكرية في الساحل السوري. وما تبعها من الموقف الروسي شبه المشجع لتلك الغارات التي أثرت على القدرات العسكرية الإيرانية بسوريا. إضافة إلى التطبيع العربي المستمر مع دمشق، ما يشكل خطرا حتميا على نفوذ طهران في سوريا.

وسرّعت إيران مؤخرا من وتيرة توسعها العسكري والاقتصادي، في إطار هيمنتها على الكثير من القطاعات الاقتصادية. أبرزها الطاقة والاتصالات إضافة إلى محاولة التوسع العسكري في مناطق الجنوب والشمال الشرقي للبلاد.

ويؤكد الباحث في “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية” محمد خيري، خلال حديث سابق لـ”الحل نت”، أن الملعب السوري بالنسبة لإيران حاليا، يمثل مسألة حياة أو موت، لذا تعمل طهران بكل الطرق على تزايد وتنامي نفوذها في سوريا حتى لو خسرت بعض ذلك النفوذ بفعل الضربات العسكرية الإسرائيلية.

للقراءة أو الاستماع: معارك إسرائيلية ضد النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان.. هل اقتربت ساعة الصفر؟

علاقات سيئة مع قادة في فيلق القدس

وتداولت  وسائل إعلام عربية وعالمية في وقت سابق، أنباء حول وجود خلافات بين ضباط ومسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية، وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد، مع قائد فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني، مصطفى جواد غفاري، الذي تم إنهاء خدمته داخل سوريا في 2021.

حيث أثارت تصرفات غفاري الذي كان يسير على خطى قاسم سليماني غضب دمشق. حتى وصلت لإحداث خرقا كبيرا في السيادة السورية، بحسب ما نقله موقع “العربية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.