تتصاعد اللهجة العنصرية في لبنان ضد اللاجئين السوريين، مدعومة بتصريحات المسؤولين في الحكومة. ما يضيق الخناق على أكثر من 1.5 مليون سوري في البلاد.

العنصرية في لبنان ضد السوريين .. باسيل يلاحق العمال السوريين

وأعلن رئيس “التيار الوطني الحر” في لبنان جبران باسيل، أنه بصدد التقدم بمشروع قانون لملاحقة اللاجئين والعمال السوريين، ومنع اللاجئين السوريين من العودة إلى لبنان في حال ذهبوا لزيارة بلادهم.

وقال باسيل عبر صفحته الشخصية بموقع تويتر قبل يومين: «رح نتقدم باقتراح قانون لتغريم أي عامل سوري عنده بطاقة نزوح، لأن لازم يختار بين وضعية العامل ووضعية النازح».

وأكد باسيل أن القانون المقترح سيمنع عودة أي نازح سوري من سوريا إلى لبنان وذلك في حال كان يملك بطاقة نزوح. وذلك لأن القانون الدولي يسحب صفة اللاجئ ممن زار بلده لمرة واحد حسب قوله.

للقراءة أو الاستماع: الرئيس اللبناني يطالب اللاجئين السوريين بالعودة وترك المساعدات

ويعتقد الصحفي السوري عقيل حسين أن تصريحات جبران باسيل مرتبطة بفشل التيار الذي يمثله باسيل في لبنان. وذلك للهرب من مواجهة المشاكل العديدة وملفات الفساد الذي تواجه البلاد.

تحميل السوريين الفشل السياسي والاقتصادي

ويقول حسين في حديثه لـ”الحل نت”: «بالتأكيد فإن أي سياسي أو حزب فاشل وعاجز لن يجد أضعف من اللاجئين السوريين كجهة يمكن تحويلها إلى شماعة تعلق عليها الأخطاء والاخفاقات، خاصة وأن الحاضنة الشعبية للتيار الوطني الحر معادية للسوريين من جهة، لكنها مؤيدة لنظام الأسد من جهة أخرى، وبذلك تلاقت مصلحة التيار مع مصلحة النظام في الضغط لعودة اللاجئين السوريين بغض النظر عن إنجاز الحل السياسي في سوريا».

كذلك يؤكد عقيل أن باسيل يحاول تكريس ذريعة اللاجئ السوري كسبب في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان. ويضيف: «لكن المؤشرات تقول إن هذا الخطاب لم تعد سوقه دارجة بعد أن اكتشف الغالبية حقيقة الأمر وبات يدرك مدى استغلال وتوظيف قضية اللاجئين التي تدر على الحكومة دخلا إضافيا من خلال المساعدات التي تقدم، وليس العكس».

وكان الرئيس اللبناني ​ميشال عون، دعا مؤخرا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في تسهيل عودة النازحين السوريين في لبنان لبلادهم. وأشار أن معظم المناطق السورية أصبحت آمنة.

كما أوضح عون أنه “بإمكان هؤلاء النازحين العودة إلى أراضيهم ومنازلهم، والعيش فيها بدلا من الاتكال على المساعدات التي تصلهم من المنظمات الدولية”.

وتتباين الآراء في لبنان حول نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، والتي أعلنت عنها وزارة الداخلية اللبنانية يوم الاثنين، أواخر ديسمبر/كانون الأول، فالبعض يرى أن الأحزاب اللبنانية ليست جاهزة من الناحية المعنوية والمادية، وأنها سبب رئيسي في جميع النكسات والأزمات، التي يمر بها لبنان اليوم.

الملايين ينتظرون الاقتراع

وجاء في بيان الوزارة تحديد 15 أيار/مايو 2022 موعدا لإجراء الانتخابات النيابية. كما جاء في البيان، أن المغتربين سيدلون بأصواتهم إما في السادس أو الثامن من مايو، حسب البلد الذي يقيمون فيه.

وتظهر بيانات وزارة الداخلية أن أعداد الناخبين المسجلين بالقوائم الأولية ناهز 3.97 ملايين، بينهم أكثر من 225 ألف مغترب. وهو رقم كبير مقارنة بالانتخابات السابقة. ومعظمهم من المغتربين المسيحيين “الموارنة” ومن ثم السنة فالشيعة، ويليهم مسجلون من مذاهب أقلية أخرى.

وكان البرلمان اللبناني قد صوت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي  على إجراء انتخابات مبكرة يوم 27 مارس/آذار، لكن الرئيس ميشال عون قال إنه “لن يقبل هذا التاريخ المبكر”.

ويعاني الآلاف من العنصرية في لبنان ضد السوريين كما يعانون من أوضاع معيشية مأساويّة، فيما يحاول المئات منهم التقدم عبر المفوضية السامية للحصول على تسهيلات تمكنهم من الوصول إلى أوروبا، هرباً من الوضع المعيشي في لبنان، في حين يؤكد المسح  الأخير الصادر عن المفوضية، أن أكثر من 80 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت «خط الفقر المدقع».

اقرأ أيضا: قَتلَ خالته في السويداء.. الإعدام لـ شابٍ عشريني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.