رفضا لتصريحات زعيم “حزب الله اللبناني”، حسن نصر الله، تشكيل ما يسمى “المقاومة الشعبية” في شرق الفرات، وتجديدا لمطالبهم بخروج الميليشيات الإيرانية من محافظتهم، خرج أهالي الريف الشمالي الشرقي لمحافظة ديرالزور (شرق سوريا) الأربعاء، بمظاهرات حاشدة، تزامنت مع الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب قائد ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي، الذين قُتلا، بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي، يوم 3 كانون الثاني 2020.

ندد المتظاهرون، الذين تجمعوا في منطقة العزبة ومعيزيلة، بانتشار الميليشيات الإيرانية في عموم سوريا، وازدياد سطوتها في مناطقهم على وجه الخصوص، في ظل صمت حكومي وتهاون عن كافة التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها تلك الميليشيات بحق السكان في المنطقة.

ما أسباب التظاهر؟

أطلق حسن نصر الله، في كلمة نقلتها وسائل إعلام عربية، الثلاثاء، تهديدات بتشكيل مايسمى “المقاومة الشعبية” في منطقة الجزيرة السورية، لأنها الخيار الأمثل الذي سيؤدي لخروج القوات الأمريكية من سورية، وفق تعبيره، وعلى خلفية هذه التهديدات جاءت دعوات أهالي البلدات والقرى، للخروج في تظاهرات ضد القوات الإيرانية في سوريا.

المتظاهرون طالبوا أيضا، بخروج القوات الحكومية من القرى والبلدات في الضفة الشرقية من نهر الفرات، وهي (حطلة والصالحية ومظلوم ومراط وخشام والطابية)، والتي هجروا منها بعد سيطرتها عليها في 2017 بمساندة المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني.

وبثت شبكة “ديرالزور24″المحلية، شريطا مصورا للمظاهرات، مشيرة إلى أن “المتظاهرين رفعوا لافتات منددة ببعض الوجهاء والشيوخ، ممن ذهبوا مؤخرا إلى إيران، بأنهم لايمثلون إلا أنفسهم”. 

كما رفع المتظاهرون لافتات تضامنا مع محافظة إدلب، بسبب القصف المستمر، الذي تتعرض له من قبل الطيران الحربي الروسي، والذي أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين.

احتجاجات ضد الوجود الروسي

وسبق أن خرج أهالي قرى وبلدات الشحيل والحوايج والكسرة ومحيميدة، في أكتوبر 2021 بمظاهرات رافضة، لمرور الدوريات الروسية من مناطقهم باتجاه الرقة، ضمن جمعة أُطلق عليها اسم “رفض التدخل الروسي”، حيث عبر المتظاهرون خلالها بشكل واضح عن رفضهم لعبور الدوريات الروسية من مناطقهم، أو تسيير دوريات عسكرية قادمة من جهة مناطق نفوذ القوات الحكومية غربي النهر.

وسبقها خروج مظاهرات مشابهة، في قرى (الصالحية والعزبة والجديد)، في يونيو/حزيران من العام ذاته، شارك فيها أبناء قرى ومدن دير الزور المهجرين من الجهة المقابلة لنهر الفرات (شامية) الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري والمليشيات الإيرانية، والذين طالبوا بالعودة لمنازلهم بعد خروج المليشيات منها.

ورفع المتظاهرون حينها، لافتات حملت عبارات: “روسيا وإيران أخرجوا من ديارنا”، و”تسقط إيران” في إشارة لرفض الوجود الإيراني في المنطقة، ولافتات أخرى تضمنت مطالبات بإسقاط النظام الحاكم في البلاد.

وشهدت مدن وبلدات في ريف دير الزور الشرقي، مؤخرا مظاهرات شارك فيها العشرات من المدنيين، رفضوا فيها دخول قوات حكومة دمشق وإيران إلى منطقة شرق الفرات، و طالبوا بخروجهم من عموم المحافظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.