بثت وزارة الداخلية السورية اعترافات جديدة لعائلة زوج الشابة آيات الرفاعي، والمتهمين بقتلها؛ في قضية أثارت ضجة واسعة في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال رئيس فرع الأمن الجنائي العميد عبد العليم عبد الحميد في تسجيل مصور نشرته الوزارة، ليلة الجمعة عبر صفحتها الرسمية في “فيسبوك” إنه: “بالتوسع بالتحقيق مع المقبوض عليهم اعترفوا بإساءة معاملة آيات الرفاعي، وضربها ضربا مبرحا”.

كان يمكن إنقاذ حياة آيات الرفاعي

أكد رئيس فرع الأمن الجنائي أن آيات بقيت لساعات بعد ضربها دون إسعاف أو تدخل طبي. إذ لم يقدم زوجها أو أحد أفراد عائلته على إسعافها بعد ضربها، وذلك حسب اعترافاتهم.

قد يهمك: قتلها لرفضها الزواج منه.. القبض على قاتل الفتاة السورية في الأردن

وبثت الوزارة أجزاء من اعتراف زوج آيات المتهم الأول بالتسبب في قتلها. إضافة إلى اعترافات أبيه الذي ضرب آيات أيضا في يوم الحادث.

وقال والد زوج آيات: “زوجنا ابني من 3 سنين آيات، تصرفات البنت ما عجبتنا فقمنا بضربها ومنعها من الطلعة البيت. نقوم بضربها باستمرار انا وابني وزوجتي.. في ليلة الحادثة ضربتا بعصاية الخشب والخيزرانة، هربت على أوضتها”.

وأضاف: “ثم استيقظ ابني وبدأ بضربها، وبالآخر سمعنا دجة قوية بالحيط. وبعد ما ضربها ابني طلع وأعد معنا، بعد ساعة اجت الكهربا.. رحنا لقينا آيات مسطحة، شلناها وأخدناها على غرفة القعدة، ما كانت تصحى أبدا».

وعلى مدار الأيام الماضية، شارك السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي نعوة آيات الرفاعي (19 عاما). قبل أن يتم الكشف عن تفاصيل الجريمة المرتكبة بمدينة دمشق.

كيف علمنا بقضية آيات الرفاعي؟

ولم يكن لنعلم قصة آيات الرفاعي ويتناقلها السوريين بهذا الشكل وتتدخل الجهات المعنية، لولا صديقتها التي نشرت القصة كاملة على وسائل التواصل الاجتماعي، وينتشر منشورها في معظم الصفحات السورية ويتفاعل معه السوريين.

اقرأ أيضا: ذهب ليسرق فقُتل على يد “عشيق” زوجته.. القصة كاملة في حماة

 ويقول المنشور المتداول نقلا عن جارتها، إن آيات الرفاعي أم لطفلة رضيعة عمرها ما يقارب سنة، “بدي احكيلكون عن قصة قتل صارت بالمجتهد بتاريخ 2021/12/31 الساعة 10 ليلا. في عيلة مستأجرة عنا بالبناية (أبو محمد الحموي) قتلوا كنتون بدم بارد بدون شفقة ولا رحمة الصبية عمرها 19 سنة اسمها (آيات الرفاعي) عندا طفله عمرا سنة و10 أيام الله ينتقم منون يارب“.

وبعد تداول قصة آيات وتحولها لقضية رأي أعلن المحامي العام الأول في محافظة دمشق أديب المهايني، أنه «تم إلقاء القبض على مرتكبي جريمة قتل الشابة آيات الرفاعي 19عاما في منطقة المجتهد بدمشق وأن التحقيقات مازالت جارية».

وكشف المحامي العام في دمشق عن مرتكبي الجريمة، وقال إن الفاعلين،” هم زوجها ووالده وأمه. وان السبب الرئيس للوفاة هو الضرب بواسطة عصا على الرأس ومن ثم ضرب رأسها بالحائط مؤكدا أن العدالة ستأخذ مجراها“.

من الجدير بالذكر، أن جرائم قتل النساء من قبل أحد أفراد العائلة كالأخ أو الأب أو الزوج أو غيرهم هي ممارسات شائعة. وتعاني منها النساء في الشرق الأوسط.

بينما تنوه بعض الإحصائيات إلى أن سوريا مصنفة الخامسة عالميا. أما عربيا فهي الثالثة من بين الدول التي تنتشر فيها جرائم قتل النساء وغالبا ما تكون تحت مسمى «جريمة الشرف».

وكان مجلس الشعب السوري وافق في آذار /مارس العام الماضي، على مشروع القانون المتضمن إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 والتي كانت تمنح العذر المخفف لمرتكبي ما يسمى (جرائم الشرف).

وبموجب التعديلات التشريعية، بات مرتكب ما كان يسمى جرائم الشرف، يعامل قانونيا معاملة أي مجرم يرتكب فعلا جنائيا يؤدي للقتل، ويحاكم وفق قانون العقوبات السوري.

جرائم “بلا شرف” وبلا محاسبة”

قضية مقتل آيات الرفاعي وغيرها من الجرائم المشابهة بات لا يوجد هناك حدود جغرافية أو سياسية تقف في وجه انتشار هذا النوع من الجرائم في سوريا.

وباتت ملاحظة في كل مكان دون محاسبة تمنعها، فأجهزة الشرطة لا تتعامل بجدية مع البلاغات المقدمة إليها حول العنف المنزلي. كما تتكتم أجهزة التحقيق على تفاصيل القضايا المشابهة بحجج مختلفة مثل “احترام الخصوصية“.

ووفق تقرير سابق لـ”الحل نت” فإن “الجرائم بداعي “الشرف” تتصف في السنوات الأخيرة باختيار الجناة القتل وغسل العار” على المكشوف وبوقاحة شديدة على مرأى من كل العالم، والافتخار بهذا الفعل وكأنهم على ثقة مطلقة بأن الحساب والعقاب بعيدان، في مجتمعاتٍ ذكوريّة تبارك للقاتل حفاظه على “شرفه” وتلوم ضحيته على جريمتها”.

قد يهمك: “غالية.. رخيصة” وزن المرأة مَهرها!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.