بعد دعوة الأسد لتوسيع “محور المقاومة”.. ما تداعيات دخول فنزويلا إلى سوريا؟

بعد دعوة الأسد لتوسيع “محور المقاومة”.. ما تداعيات دخول فنزويلا إلى سوريا؟

مع المجريات التي تتحدث عن اتجاه بعض الدول العربية لتخفيف عزلة الرئيس السوري بشار الأسد دوليا، تشي تصريحات صادرة من دمشق أن الوجود الأجنبي غير العربي سيكون حاضرا وبقوة خلال الفترة المقبلة، ما دام أن الأسد لا يريد إبعاد خطر التواجد الإيراني السلبي في سوريا.

خلال رسالة خاصة كتبها الأسد بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، وقرأتها المستشارة الخاصة للأسد، بثينة شعبان، الخميس الفائت، خلال الحفل التأبيني الذي استضافته مكتبة “الأسد”، يوم الخميس الماضي.

 دعا الرئيس السوري إلى توسيع “محور المقاومة”، من خلال إدراج دول جديدة إلى هذا المحور الذي كنا يضم بالأساس إلى جانب إيران، كل من سوريا والعراق ولبنان، وهي الدول التي تملك فيها بالأساس طهران أذرعة عسكرية واقتصادية وسياسية. ما يشير إلى أن هناك مخططا لاستقطاب دولة جديدة تعزز أكثر من النفوذ الإيراني داخل سوريا.

هل ضغطت طهران لتعزيز تموضعها في سوريا؟

لا يستبعد المحلل السياسي، بسام القوتلي، في حديثه لـ”الحل نت”، أن تضغط طهران لتوسيع محورها في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل السيطرة السعودية على القرار الخليجي. إذ لا يمكن تصور أن التطبيع البحريني قد تم من دون موافقة سعودية، وفق اعتباره.

وأوضح القوتلي، أن الموقف الخليجي منذ بداية الاحتجاجات السورية كان واضحا، قائلا: “دعم النظام سيكون فقط مقابل الابتعاد عن إيران، وتطبيعات اليوم تأتي في سياق الخطوة خطوة، بعد التطبيع الدبلوماسي، والسماح المبدئي بخط الغاز بانتظار خطوات مقابلة من دمشق”.

وبرأي القوتلي، فإن دمشق لن تتمكن من تقديم أي شيء لعدم سيطرتها على القرار. بالتالي ستفقد دعم فرصة التطبيع مع قطر والسعودية وعودتها للجامعة العربية. ما يعني أن الأسد مجبر على تنفيذ الرؤية الإيرانية داخل البلاد.

ويعتقد المحلل السياسي، أحمد سعدو، في حديثه لـ”الحل نت”، أن حديث الأسد عن توسيع رقعة محور المقاومة هو حديث الهروب إلى الأمام. منوها إلى أنه يراد منه الضغط على المفاوض الغربي في فيينا لتحقيق مصالح إيرانية ذات أطماع امبراطورية في المنطقة في ظل غياب المشروع العربي المواجه لها.

ويتابع “هم بالأساس يتوهمون بأن هناك محورا ما للمقاومة، وبالتالي فإن المراقب يسأل مقاومة من يا ترى، هل هي مقاومة الشعوب أم مقاومة إسرائيل، واتضح لكل متابع أن همهم الأساسي هو قمع الشعوب المتطلعة نحو الحرية والكرامة، كما جرى عبر تطبيقات عملية لمحورهم ضد شعوب سوريا واليمن والعراق ولبنان”.

ويضيف بالقول “كان آخر همهم مقاومة التمدد الصهيوني في المنطقة. ليس هناك محورا يقاوم بل يركض وراء مصالحه في المنطقة
وإن كان هناك من مازال مغشوشا بسياسات إيران والنظام السوري، فإن ذلك سينكشف أمامهم عاجلا أو آجلا”.

للقراءة والاستماع: الأسد يُراضي الإيرانيين بمشروع اقتصادي استراتيجي

من هي الدولة التي تحاول إيران جلبها للأراضي السورية؟

مصادر دبلوماسية خاصة كشفت لـ”الحل نت”، إن طهران صعدت علاقاتها في أروقة دمشق الداخلية للضغط من أجل زيادة نفوذها. مشيرين إلى أن فنزويلا هي الدولة التي يمهد الأسد دخولها لحلف ما يسمى “محور المقاومة”.

وتشير المصادر، إلى أن إيران وطبقا لتطورات الجديدة فإن الأخيرة استخدمت استراتيجيتها لاستخراج أقصى قدر من التنازلات للأسد. فيما يبدو أن التمهيد لدخول كاراكاس إلى دمشق، جاء بعد انشغال موسكو في الأحداث الجارية داخل كازاخستان.

واتضحت معالم هذا الضغط، بحسب المصادر الدبلوماسية بعد أن كثف وكلاء طهران أنشطتهم في ساحات القتال في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة. في العراق وسوريا واليمن، في حين انشغلت القوات الموالية للنظام الإيراني بتصعيد هجماتها ضد أهداف أمريكية وسعودية.

ولم تستبعد المصادر تلبية فنزويلا للطلب الإيراني بإرسال دعم من قواتها إلى سوريا، لا سيما بعد أن لبت موسكو سابقا نداء فنزويلا وأوفدت مقاتلين سوريين إلى أراضيها في يناير/كانون الثاني 2021.

و”محور المقاومة” هو تحالف من البلدان في الشرق الأوسط وخارجه التي تعلن مقاومتها للهيمنة القوى الغربية و”الإمبريالية”. على حد زعمها.

وكان الأسد قد دعا على لسان بثينة شعبان، يوم الخميس الماضي، للعمل على تعزيز التواصل والانسجام والتكامل في هذا المحور. وتحقيقا لهذه الغاية، أعلنت أن شبكة السكك الحديدية والكهرباء بين إيران والعراق وسوريا. وقد تكون بداية جيدة لربط دول المنطقة بعلاقات مفتوحة.

للقراءة أو الاستماع: تحالف محفوف بالمخاطر.. الدليل الكامل للتحالف الإيراني التركي القطري في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة