اختطاف وإيقاف عن العمل.. آخر الانتهاكات بحق الصحفيين في مناطق “الإدارة الذاتية”

اختطاف وإيقاف عن العمل.. آخر الانتهاكات بحق الصحفيين في مناطق “الإدارة الذاتية”

شهدت مناطق “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، مؤخرا، تكرار حوادث لانتهاكات بحق الحريات الصحفية، كان أخرها اختطاف ناشط إعلامي معارض لـ”الإدارة الذاتية” لساعات على يد ملثمين، تعرض على إثرها للضرب ولكسر في أصابع يديه، فيما سبقها توقيف مراسل وكالة فرانس برس، دليل سليمان، عن العمل بشكل “يخالف قانون الإعلام” الذي أقره المجلس العام للإدارة قبل أشهر.

وتداول أنصار “المجلس الوطني الكردي”، الثلاثاء الفائت، أنباء عن اختطاف مراسل موقع “يكيتي ميديا”، جيندار بركات والعضو في “حزب يكيتي الكردستاني- سوريا”، من مكان عمله في حي المفتي بمدينة الحسكة.

 واتهم الموقع “حزب الاتحاد الديمقراطي” بالوقوف وراء عملية “اختطاف بركات وتعرضه للتعذيب والتنكيل” قبل إلقاءه على أحد الطرقات بريف الحسكة الجنوبي.

ونشر مناصرون للمجلس ومتضامنون مع بركات، منشورات تدين “منظمة الشبيبة الثورية”، و صورا أظهرت آثار كدمات على رقبته وبطنه، فيما بدت ثلاثة أصابع من يده اليسرى متورمة في نهاياتها، وقال الموقع إن إحداها مكسورة.

وتأتي حادثة الاعتداء على بركات بعد نحو أسبوعين من توقيف “مكتب الإعلام في الإدارة الذاتية” مراسل وكالة “فرانس برس” دليل سليمان، بزعم ارتكابه لتجاوزات أثناء عمله.

“مخالفة قانون الإعلام”

وفي تعليق لمسؤول “مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين”، قال الصحفي علي نمر، لـ «الحل نت» إن «هناك تصاعداً ملحوظاً  في الانتهاكات بحق الحريات الصحفية في مناطق “الإدارة الذاتية”، وهذا ما أظهره تقريرها السنوي لعام 2021، حيث شملت الاعتقال والاختطاف والاحتجاز المؤقت، ومنع القيام بالمهمة الصحفية وحجز الأدوات، وليس انتهاءً بإلغاء رخصة العمل».

وأكد نمر أن «الانتهاكات التي ارتكبت بحق بعض الصحفيين/ات اقترفت بشكل متعمّد، وهذا ما لاحظناه في أول انتهاكين ارتكبا في العام الجديد 2022، بحق الزميلين دليل سليمان، وجيندار بركات، ومن المؤسف القول إنه تم استخدام القوة المفرطة بحق بركات، أما في حالة سليمان، فلم تكن هناك أيّة مراعاة لمبدأي التمييز والضرورة».

وحَملَ مسؤول مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، من وصفهم بـ«الجهات المعنية في الإدارة، مسؤولية الكشف عن المجموعة الملثمة التي اختطفت جيندار بركات، ومحاسبتهم حسب القوانين التي تنادي بها “الإدارة الذاتية”».

كم طالبها بـ «تبيان الأسباب الحقيقية لقرار إلغاء رخصة دليل سليمان، مراسل “وكالة الأنباء الفرنسية”، خاصة وأن “الرئيس المشترك لدائرة الإعلام” أصرّ على مخالفته لقانون الإعلام في العقوبة الصادرة».

وشدد على ضرورة «الكف عن الانتهاكات بحق الحريات الصحفية، واحترام حق الصحفيين/ات في الحصول على المعلومات بكل حرية ودون استثناءات».

رد رسمي

وكان “الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في شمال وشرقي سوريا” جوان ملا ابراهيم قد نفى في تصريحات صحفية أن يكون موضوع التقارير سبباً في إصدار قرار الإيقاف بحق الصحافي دليل سليمان. مشيراً إلى أن التصوير عبر الطائرات المسيرة يستلزم الحصول على موافقة من قوى الأمن الداخلي “الآساييش”.

وقال ملا إبراهيم إن “دائرة الإعلام” وجهت الدعوة مرة أخرى للصحافي سليمان لمراجعة “مكتب الإعلام لإقليم الجزيرة” بمدينة عاموده، للوقوف على هذه التجاوزات، لكنه لم يحضر.

وأضاف أنهم “قاموا بمراسلة “الوكالة الفرنسية” رسمياً وإحاطتهم بهذه التجاوزات باللغتين العربية والإنكليزية، مؤكدين أن الوكالة مرحب بها ولكنهم سيقومون بإيقاف مراسلهم دليل سليمان، لكن دون ورود أي رد منهم”.

وينص القرار على الإيقاف لمدة عامين عن أي نشاط إعلامي لأي وسيلة كانت ضمن مناطق “الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا”.

وعمل سليمان خلال الفترة التي سبقت قرار الإيقاف على مواضيع متعلقة بالوضع المعيشي في المنطقة، حيث أعد تقريرا عن حراقات النفط بريف مدينة القحطانية-(تربسبيه)، تم تصوير أجزاء منه عبر طائرة مسيرة، وتقريرا آخر عن عاملين في نبش القمامة بمكب للنفايات بمدينة الرقة.

وشهدت مناطق شمال وشرقي سوريا خلال العام الماضي “36 انتهاكا بحق الصحفيين تنوعت بين الإيقاف عن العمل، والاعتقال، والاحتجاز لفترات قصيرة”، وفق تقرير لشبكة الصحفيين الكرد السوريين.

وكانت “الإدارة الذاتية” قد صادقت العام الماضي على قانون الإعلام لشمال وشرقي سوريا، بعد عام من العمل على إعداده ومشاركة غالبية الصحفيين في المنطقة في مناقشاته وتعديله، لكن “دائرة الإعلام” كشفت مؤخرا عن توجهها لإجراء تعديلات على بعض بنوده دون توضيح ماهيتها، ما أثار مخاوف لدى صحفيين من إفراغ القانون من محتواه.

وتتذيل سوريا قائمة التصنيف العالمي لحرية الصحافة التي تصدرها منظمة “مراسلون بلا حدود” عن 180 دولة، حيث جاءت في المرتبة 173 في العام 2021.

اقرأ أيضا: حل نهائي لوقف ارتفاع الأسعار في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة