كان الذهب في سوريا والعالم خلال العام الفائت أكبر الخاسرين، حيث حقق أرباحا بنسبة 5 بالمئة فقط، وهو رقم يعد منخفضا جدا لمتداولي المعادن الثمينة، ويرجع المحللون ذلك إلى ضعف الدولار وتصاعد التوترات حول أوكرانيا. بينما لا يزال متحور “أوميكرون” وتأثيراته عاملا أساسيا يتحكم في تراجع السوق، في حين تحول بعض المستثمرين إلى استخدام العملات المشفرة مثل “البيتكوين”، للهروب من التضخم. 

أزمة أوكرانيا تصدم الأسواق

بدأ المستثمرون العالميون، منذ الاثنين الفائت، في إيلاء بعض الاهتمام لخطر الحرب التي قد تقع في أوروبا مع تصاعد التوترات حول أوكرانيا، حيث يتوقع المحللون أن تكون الأصول التقليدية الملاذ الآمن إذا نفذت روسيا تهديدها بالهجوم على جارتها أوكرانيا.

في بداية الأسبوع الفائت، حدثت تطورات متسارعة، حيث أمرت وزارة الخارجية الأميركية عائلات جميع الموظفين في السفارة الأميركية في أوكرانيا بالمغادرة وسط مخاوف من غزو محتمل، واتهمت وزارة الخارجية البريطانية، السبت الفائت، موسكو بالسعي للإطاحة بحكومة أوكرانيا، واستبدالها بإدارة موالية لروسيا. ردا على ذلك، اتهم “الكرملين” (الرئاسة الروسية) المملكة المتحدة بنشر معلومات مضللة.

إلى ذلك، أشار رئيس استراتيجية مجموعة العشر في بنك “ستاندرد”، ستيف بارو، في مذكرة الأسبوع الماضي، إلى أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 تسبب في نوبات من التقلبات داخل الأسواق العالمية.

ومع ذلك، لا يمكن للمستثمرين الاعتماد على التوقعات غير مؤكدة في حالة حدوث غزو واسع النطاق، على حد قوله، كما أوضح بارو، أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد يتسبب على الأرجح في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، ومن المفترض أن ترتفع أسعار الطاقة الأخرى، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى ارتفاع في أسعار الأصول التقليدية والأسهم جنبا إلى جنب.

للقراءة أو الاستماع: سوريون يتحولون من شراء الذهب إلى الألماس

شراء أم احتفاظ أم بيع؟

يقول تاجر الذهب محمد زريقات، لـ”الحل نت”، أن الاعتماد على ارتفاع أسعار الذهب في سوريا وعالميا يختلف بناء على الكيفية التي يتوقعون بها استجابة السوق للتضخم وسياسة البنك المركزي، بعيدا عن الحرب. 

وأشار زريقات، إلى أن التحليل الفني لمؤشر الذهب في صعود، فمتوسط الحركة لمدة 200 يوم عند 1.796.25 دولار ثم مرة أخرى عند 1800 دولار للأونصة. إلا أن أسواق المعادن الثمينة تفتقر إلى قصة أساسية وهي الصعود المفاجئ. وعلاوة على ذلك، فإن تحقيق المكاسب الأخيرة كان من خلال حجم تداول “منخفض للغاية”. 

ويتوقع زريقات، أن يجد الذهب الدعم في النصف الأول من العام الجاري. لكنه سيتعرض لـ “ضغط هبوطي” في وقت لاحق من العام، عندما يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة. ومن المرجح أن يتضاءل دعم قطاع المعادن الثمينة في عام 2022. 

ويضيف زريقات، “نعتقد أنه رغم انخفاض التضخم في الولايات المتحدة، فإن أسعار الفائدة يمكن أن تبقي سعر الذهب بالقرب من 1800 دولار أميركي للأونصة في النصف الأول من عام 2022. ومن المرجح أن يتزايد انخفاضه بعد أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في منتصف عام 2022. ويبدو أن أسعار الذهب حتى نهاية العام ستصل عند 1600 دولار أميركي للأونصة”.

وباختصار، تتوقع الأسواق حاليا ارتفاع الأسعار مرتين خلال 2022، وستكون المحركات الأساسية للذهب هي أسعار الفائدة الحقيقية السلبية، وتوقعات التضخم.

الجدير ذكره، أنه أعلى مستوى وصله الذهب على الإطلاق في تاريخه، كان في آب/أغسطس 2020. حينما أغلقت أسعار الذهب عند مستوى قياسي بلغ 2063 دولارا، وفقا لمزودة البيانات “إيكون”.

للقراءة أو الاستماع: مهور الزواج في سوريا بالليرة الذهبية بعد تدهور الليرة السورية

أسعار الذهب في سوريا

وبحسب موقع “الليرة اليوم”، فقد استقر سعر صرف الدولار في العاصمة دمشق، أمس الأربعاء، عند سعر شراء يبلغ 3600، وسعر مبيع يبلغ 3635 ليرة للدولار الواحد. وأما في مدينة حلب فقد استقر صرف الدولار عند سعر شراء يبلغ 3595، وسعر مبيع يبلغ 3630 ليرة للدولار الواحد. وبالنسبة إلى إدلب، فبلغ سعر الشراء 3645، وسعر مبيع 3685 ليرة للدولار الواحد.

في حين بلغ سعر غرام الذهب في سوريا من عيار 21 في دمشق 187,226 ليرة للمبيع و 185,423 ليرة للشراء. بينما وسجل في حلب سعر 186,968 ليرة للمبيع و 185,166 ليرة للشراء. ووصل في إدلب إلى 189,801 ليرة للمبيع و 187,741 للشراء.

أما السعر العالمي للذهب مُقابل الدولار، فقد سجل عيار الذهب 21؛ 51.91 دولار، وعيار 18؛ 44.50 دولار.

للقراءة أو الاستماع: أرباح غير متوقعة لتجار القهوة في سوريا.. والذهب أكبر الخاسرين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.