بغداد تبحث تداعيات مقتل لبنانيين.. كيف خدعت إيران الرأي العام العراقي؟

بغداد تبحث تداعيات مقتل لبنانيين.. كيف خدعت إيران الرأي العام العراقي؟

بعد مضي أربعة أيام من إعلان قوات الأمن العراقية، قتل مجموعة تضم 9 عناصر من تنظيم “داعش”، في منطقة حاوي العظيم بمحافظة ديالى، شمال العاصمة بغداد بمسافة 120 كم. بحث جهاز الأمن القومي للبلاد موضوع تنامي الإرهاب في لبنان وأثره على العراق.

وجاء ذلك خلال الاجتماع الدوري للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، برئاسة مستشار جهاز الأمن القومي، قاسم الأعرجي، مساء أمس الاثنين، وعقب ورود تقارير عن وجود لبنانيين، ضمن أعداد قتلى التنظيم، ما أثار لغط كبير وتساؤلات عدة.

اضطراب بالموقف!

تساؤلات حول سرعة تداول منصات داعمة لأنشطة فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران، صور وحسابات التواصل الاجتماعي، لأربعة شبان لبنانيين من محافظة طرابلس، وفي غضون ساعة، بعد شن سلاح الجو العراقي ضربات دقيقة كما وصفها، ضد التنظيم في العظيم، وضمن عملية أمنية أطلقت انتقاما لمقتل 11 جنديا عراقيا بينهم ضابط، كانوا قد قضوا في هجوم شنه التنظيم، فجر الجمعة 21 كانون الثاني/يناير المنصرم، على أنهم من نفذوا الهجوم الإجرامي.

وفي هذا الشأن، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي في تصريح صحفي لوكالة “ناس”، أن “موضوع وجود لبنانيين بين قتلى داعش، قد طرح في مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن كجهات أمنية، وأجهزة استخبارية، نتأكد من ذلك، والعمل جار في التحقق من هويات القتلى، تماشيا مع العمل الاستخباري في تتبع الإرهابيين، والمهم قد تم إنهاء وجودهم بشكل نهائي”.   

وبناء على ذلك، ناقش الاجتماع بحسب بيان جهاز الأمن الصادر، أمس الاثنين، وتابعه موقع “الحل نت”، بأن “موضوع تنامي ظاهرة الإرهاب في لبنان، وأثره على الأمن القومي في العراق”، مؤكدا اتخاذ قرارات مناسبة بصدده”.

قصدوا العراق وسوريا

وخلال الأسابيع الماضية، أفادت أخبار بفقدان هؤلاء الشبان القتلى، الذين يعتقد أنهم من بين عشرات الشباب من مدينة طرابلس الذين تحدثت تقارير إعلامية عن اختفائهم مؤخرا في ظروف غامضة، وسط أنباء عن توجههم نحو العراق للالتحاق بتنظيم داعش، الأمر الذي أكده وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي، منتصف الشهر الماضي، وما يزال التحقيق جار فيه من قبل جهات الأمن اللبنانية.

ووفقا لوسائل إعلام لبنانية، فإن أهالي الشبان الـ4 الذين تم تداول صورهم على أنهم من بين قتلى داعش في العظيم، “قد تلقوا تلك الأنباء، بعد فقدانهم التواصل مع أبنائهم منذ أيام”.

وكانت جريدة “النهار” اللبنانية قد نقلت رسالة من أحد أهالي الشبان اللبنانيين، قائلا: “شبابنا قضوا في العراق، وأنا كأحد أهالي الضحايا أقول أن أخي كان عريساً، وجاءت له رسالة مفادها “فر” وفر ولم نعرف عنه شيئا، وعندما بدأت بالبحث عنه، قالوا أنه في الأمن العام على ذمة التحقيق، وبعد 3 أيام سيخرج، ولكن اليوم تلقيت خبر مفاده أن أخي مقتول”.    

من الذي هربهم؟

ووجّه الشاب الذي عرفته “النهار” بأحد ذوي الضحايا خلال مقابلة مصورة أجرتها معه، نداءا إلى قائد الجيش “لم نكن مع “داعش” ومع الأجهزة المتطرفة، البؤر الفقيرة خلقت هذه المجموعات، لذا انتبهوا لشباب طرابلس”، متسائلا “كيف ذهبوا؟ من أمن لهم الطريق ومن أوصلهم إلى هناك”، داعيا إلى “ضرورة حماية الحدود”.

وفي السياق، يقول الخبير الأمني العميد عدنان الكناني، في حديث لـ “الحل نت”، إن: “ما حدث بمجمله حرب نفسية، وإعلامية، بالتالي هذه الحروب هي حروب فتاكة تقودها جهات مخابراتية محترفة ومتخصصة وتعلم ماذا تفعل، بهدف إشغال المواطنين، وجعلهم ينحرفون عن المسار الحقيقي والمشاكل الرئيسية، وينشغلون بالجهات المتقاتلة وإلى من ينتمون وغيرها من القواسم المشتركة بين العراق وسوريا وما يحدث في اليمن”.

حرب ناعمة

ويضيف “من ثم يمهدون إلى حرب أخرى وهي حرب السخرية، التي تجعل أعدائهم يتخاصمون فيما بينهم، وهم في موضوع المشاهد، وبالتالي هذا لن يكلفهم أي جهد أو خسائر”.

وبحسب الكناني، إن ما يحدث يندرج ضمن ما تسمى بسياسة التأكل، وهندسة العقول، التي ترمي إلى إدخال الشعوب في اقتتال مستمر، وأزمات كبرى”، مبينا أن “أغلب تجارب هندسة العقول قد أجريت في مختبرات الشرق الأوسط والقارة الآسيوية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.