مع ارتفاع وتيرة التطبيع العربي مع حكومة دمشق من قبل بعض الدول العربية، يبدو أن الخلاف بين العائلة الحاكمة في سوريا ظهر إلى العلن، وذلك عند مفترق الطرق المتمثل بشرط الابتعاد عن إيران لإكمال عودة دمشق إلى الساحة العربية من جديد.

خلاف بين بشار وماهر!

حتى الآن لا يبدو أن بشار الأسد قادر على اتخاذ قرار الابتعاد عن إيران، لتعزيز حضوره بين الدول العربية وضمان عودته إلى جامعة الدول العربية، وذلك بسبب معارضة أخيه ماهر الأسد لتلك الخطوة، فضلا عن مدى التغلغل الإيراني في البلاد والذي يمنعه من اتخاذ ذلك القرار بسهولة.

صحيفة “عكاظ” السعودية أشارت إلى أن زيارة الوزير العماني بدر بن حمد البوسعيدي الأخيرة ولقائه بشار الأسد، “حملت رسالة خليجية لدمشق على أن تبدي حسن النية تجاه المخاوف العربية حول تمدد النفوذ الإيراني مقابل انفتاح على الحكومة السورية ودعمها من الناحية الاقتصادية”.

قد يهمك: هل يؤجل اجتماع القمة العربية في الجزائر من أجل الأسد؟

وبحسب تقرير الصحيفة الذي نشرته الجمعة فإن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد يتحفظ على المطالب العربية بما يتعلق بالنفوذ الإيراني “إذ يرى أن الاستمرار مع إيران هو أفضل الخيارات” حسب الصحيفة، ما يرجح احتمالية تصاعد خلاف بين بشار وماهر بسبب طهران.

ويرى الصحفي فراس علاوي أن عمان هي بمثابة صندوق بريد أو مطبخ للسياسات الخليجية، وسياسات الدول الكبرى في المنطقة، وفيها يتم صياغة الحلول أو المقترحات المتعلقة بسوريا وغيرها من الدول.

ويقول علاوي في حديثه لـ”الحل نت”: “يبدو أن بعض الدول الخليجية قد صاغت نوع من المبادرة أو ربما نوع من الدعوة، خاصة تلك الدول التي ليس لديها مانع بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، فأرسلت وزير الخارجية العماني، ربما لإحداث مقاربة ما، أو الحصول على خطوة معينة مقابل عودة دمشق إلى الجامعة”.

وحول وجود خلاف داخل العائلة الحاكمة السورية بشأن الوجود الإيراني يوضح علاوي: “داخل النظام أكيد هناك محورين، محور يتبع لإيران ويمثله ماهر الأسد، والمحور الآخر يتبع لروسيا ولكن لا نستطيع ان نقول بشار الأسد بالذات هو يتبع لروسيا، بشار يحاول أن يلعب على الجانبين”.

ويضيف: “هناك شخصيات تابعة لروسيا هذا واضح، لا أعتقد أن بشار الأسد هو أحدها، ربما سنشهد خلاف في حال اتخاذ الأسد قرار بالابتعاد عن إيران، لكن لا أعتقد أنه يملك القوة لاتخاذ هذا القرار، بسبب التغول الإيراني بالسلطة في سوريا والمحيط الأمني لبشار الأسد، سيلجأ بشار الأسد للماطلة للوصول إلى حل ما، وعلى المستوى الشخصي لا أعتقد أنه خلال الفترة القادمة سيكون هناك تقارب مع الدول العربية أو عودة لسوريا إلى الجامعة العربية”.

العلاقات السورية – العمانية

وتجدر الإشارة إلى أن سلطنة عمان بقيت محافظة على علاقاتها مع دمشق خلال السنوات العشرة الماضية، إذ يعرف عن عمان  استراتيجية الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط، في ظل فترات العزلة النسبية التي مرت بها. فمنذ صعود السلطان قابوس إلى العرش عام 1970، لم تقطع مسقط علاقاتها الدبلوماسية مع أي دولة وخاصة العلاقات السورية – العمانية. 

ورغم الحرب المستمرة في سوريا، لم تغلق عُمان سفارتها في سوريا ويحافظ كلا البلدين على علاقات دبلوماسية. ما يشكل تناقضا حادا مع علاقة الدول العربية الأخرى في سوريا. لا سيما دول الخليج العربي، الذين قطعوا العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وأغلقوا سفاراتهم بدمشق.

الآن بعد أن ادعى الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنه انتصر بشكل أساسي في الحرب. تسعى عُمان، إلى جانب روسيا والإمارات العربية المتحدة، إلى دور أكبر في مساعدة سوريا على إعادة الاندماج في الحظيرة الدبلوماسية العربية الأوسع. وإعادة بناء بنيتها التحتية المحطمة، وفقا لمصالحهم الاقتصادية الخاصة.

وبحسب دبلوماسيين عمانيين في واشنطن، فإن رؤية السلطنة في حل الأزمة السورية تنبع من ضرورة وقف إراقة الدماء والصراع المسلح. ولا تدخر جهدا في المساهمة في هذا الصدد في كافة المحافل. من أجل تحقيق السلام في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري. ومع استئناف المزيد من الدول العربية العلاقات مع دمشق. ترى عمان هذا الاتجاه نحو قبول شرعية الحكومة السورية على أنه إثبات للحفاظ على العلاقات مع دمشق، وفق الرؤية العمانية.

للقراءة أو الاستماع:  التطبيع مع حكومة دمشق: هل يسعى العرب لإعادة تأهيل الأسد وإبعاده عن إيران؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة