على مدى السنوات السابقة، وقبيل موعد انعقاد القمة العربية في كل مرة، تتصدر أخبار عودة سوريا على وسائل الإعلام. ولكن هذه المرة وبعد الانفتاح العربي محدود المستوى على دمشق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس الأربعاء، إن مؤتمرا وزاريا عربيا سيعقد الشهر المقبل لبحث إمكانية إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية.

وبحسب وسائل إعلام أردنية، أوضح أبو الغيط إن موعد القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجزائر لم يتحدد بعد. وجاء ذلك خلال لقاء على هامش زيارته للأردن. ما يطرح تساؤلا حول إذا ما كان تأجيل القمة في الجزائر هو من أجل حضور الرئيس السوري، بشار الأسد، في القمة المقبلة؟

لا حضور فعلي لسوريا

توقعت مصادر دبلوماسية، ألا يتم الموافقة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، خلال الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في آذار/مارس المقبل. لكن إلى حين انعقاد القمة لا يوجد ما يمنع العودة السورية إلى الجامعة العربية سوى مواقف بعض الدول.

وكشفت المصادر، لـ”الحل نت”، أن الاجتماع الوزاري المقبل هدف الأساسي لبحث اتفاق بين وزراء الخارجية العرب على تاريخ مقترح للقمة العربية. والتي كان المفترض انعقادها نهاية شهر آذار/مارس كما ينص ميثاق الجامعة.

وأوضحت المصادر، أنه حتى اللحظة لا يوجد توافق عربي على مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية. لكن هنالك دول من ضمنها لبنان والجزائر والعراق وحاليا الأردن والإمارات يلعبون دورا من أجل إعادة سوريا إلى حاضنة الجامعة العربية.

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، قال في وقت سابق، إن الجزائر والعراق والأردن لديها رغبة في عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة.

كما أضاف أبوالغيط، في مقابلة مع قناة “صدى البلد” المصرية، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن بعض الدول العربية باتت تنفتح بشكل هادئ على سوريا. قبل أن يستدرك: “لكن لم أرصد أنا شخصيا كأمين عام أي طلب رسمي أو غير رسمي بشأن بدء إجراءات العودة لشغل المقعد”.

للقراءة أو الاستماع: حضور سوريا بصفة مُراقب.. أبرز كواليس القمة العربية في الجزائر

تأجيل بسبب الموقف السعودي – القطري

يقول المحلل السياسي، درويش خليفة،  أنه حتى اللحظة لا يوجد أي إشارات أو دلالات بأن القمة العربية ستؤجل. إذ كان هناك حديث في السابق بأن القمة ستؤجل إلى شهر رمضان القادم. وبأن القادة العرب يفضلون أن يكون الاجتماع ما بعد شهر رمضان. 

ويرى خليفة، أن الأمين العام للجامعة العربية يحاول بالتواصل مع جميع الدول العربية لفهم موقفهم من إعادة مقعد سوريا إلى الحكومة السورية. ولكن حتى الآن هناك أنباء متضاربة حول الموضوع. لكن الأكثر وضوحا بالنسبة لهذا الأمر بانه هناك موقف سعودي – قطري متشدد إزاء عودة إعادة مقعد دمشق في الجامعة العربية. 

وحول علاقة زيارة المبعوث الروسي إلى الرياض في كانون الثاني/يناير الفائت، لا يعتقد خليفة الروس حاولوا إقناع ولي العهد السعودي بعودة دمشق للجامعة العربية وبالتطبيع ما بين السعودية وسوريا. لأن الأمر واضح بالنسبة للمملكة العربية السعودية وذلك من خلال مندوبها في مجلس الأمن.

واستبعد المحلل السياسي، بأن تحضر دمشق اجتماع القمة العربية المقبل في الجزائر. لأن هناك موقف سعودي وصارم إزاء هذا الأمر. لا سيما وأن المملكة العربية السعودية هي من تقود القرار العربي وهي من تؤثر بالقرارات العربية. وفق وصفه.

والجدير ذكره، أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، إنه بإمكان سوريا استعادة مكانتها في جامعة الدول العربية وتطبيع العلاقات بشكل كامل.ولكن إذا تمكنت من لعب “دورها التقليدي” في دعم الأمن الإقليمي العربي.

واللافت اليوم، أن الحديث عن عودة سوريا إلى مقعدها. يأتي ضمن قمة تحتضنها الجزائر وهي الدولة العربية التي ساندت سوريا على مدى سنوات الحرب سياسيا. خصوصا بعد قرار وزراء الخارجية العرب الذي اتخذ في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، في اجتماع طارئ عقد في القاهرة، بتعليق عضوية سوريا في الجامعة. وكان بسبب عدم التزام دمشق بتنفيذ بنود المبادرة العربية آنذاك.

للقراءة أو الاستماع:  التطبيع مع حكومة دمشق: هل يسعى العرب لإعادة تأهيل الأسد وإبعاده عن إيران؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.