شهدت محافظة إدلب خلال الأعوام الخمسة الماضية، ازدهار في تجارة السيارات وتصنيعها من حيث تجميع القطع المستوردة، عن طريق معابر تصل بين سيطرة القوات الحكومية السورية، وفصائل المعارضة، شمال غرب سوريا.

حيث هنالك ركود في أسواق سيارات “القصة”في مناطق إدلب، المحاذية لحدود تركيا، وارتفاع في أسعار قطع غيار سيارة “القصة” بشكل غير مسبوق.

كذلك، لجأ الكثير من سكان المنطقة، للعمل في مجال “تطبيق القصة”، وباتت مصدرا لرزق آلاف العاملين بهذه التجارة، عدا عن رخص ثمنها الذي جعلها أمام كل منزل تقريبا.

طرق إدخال القطع

يلجئ عدد كبير من التجار في محافظة إدلب، إلى استيراد قطع السيارات الكورية، من الدول الأوربية والأسوية، عن طريق المرافئ الساحلية في سوريا، والتي بدورها تسلك الطرق المسيطرة عليها من قبل القوات الحكومية، وصولاً إلى المعابر الواصلة مع فصائل المعارضة السورية، شمال محافظة حلب.

وقال فجر السعيد أحد العاملين في تجارة سيارات القصة لموقع “الحل نت”، إن سيارات “القصة” الموجودة على أرض الموانئ السورية تُرسل بسيارات شحن كبيرة برفقة ميليشيات موالية للقوات الحكومية، تأخذ هذه الميليشيات ضرائب وأتاوات تصل إلى أكثر من 1000 دولار على كل سيارة حتى تصل إلى المعابر الواصلة مع فصائل المعارضة، حيث تتوزع هذه المبالغ على حواجز الفرقة الرابعة والفرقة 25 وميليشيات الدفاع الوطني وبعض دوريات الجمارك والشرطة، بحسب السعيد.

ووصف السعيد السيارات القصة، بأنها مجموعة من قطع الغيار ومحركات موضحا أنها تأتي إلى محافظة إدلب بخمسة قطع منفصلة عن بعضها البعض، ليتم تطبيقها من قبل أشخاص يعملون في الميكانيك والتصويج وكهربائيين، متوزعين ضمن شركات خاصة على مستوى محافظة إدلب وريفها.

طريقة صناعة السيارة القصة

أبو عبدو الحلبي صاحب مشغل لتطبيق السيارات القصة قال في حديث مع “الحل نت”، تأتي إلينا السيارة على أربعة أقسام ضمن اللغة المتعارف عليها، البوز والخلفية والسقف والشمعات حيث يتم وصلها وبصل حديد وتدعيم الشاسيه بحديد 2.5 ملم لإكسابه قوة ومتانة، ثم تلحيم الجسم الخارجي.

وأضاف الحلبي، “تأتي بعدها مرحلة البخ والزينة حسب رغبة الزبون ومن ثم مرحلة التوصيل الكهربائي وإصلاح التالف منه والمرحلة الأخيرة الفرّاش وهي تنجيد المقاعد وحجرة القيادة بالجلد الصناعي وبألوان مختلفة، وتستغرق إعادة هيكلة السيارة لتصبح جاهزة للاستخدام والسير على الطريق حوالي عشرة أيام بحسب حرفيه العامل وخبرته وبتكلفة تتراوح بين 300 الى 500 دولار للسيارة الواحدة”.

أسعار سيارة “القصة” وأسباب ركود أسواقها

مصادر عدة لموقع “الحل نت”، أكدت أن النظام السوري أغلق منذ أشهر الطرق المؤدية إلى مناطق ريف حلب الشمالي، مما أدى لارتفاع أسعار قطع الغيار الخاصة بالسيارات، حيث وصل نسبة ارتفاع إلى 50 بالمئة.

وأشارت المصادر إلى أن إغلاق المعابر أدى أيضا إلى جمود وركود في عمليات بيع وشراء السيارات القصة ووذاد من أسعارها حيث وصل سعر سيارة “السنتفي” الأكثر تداولا إلى 4500 دولار بعد أن كان 3800 دولار أمريكي .

يذكر أن سيارات القصة ممنوعة من السير أو الصناعة، في مناطق سيطرة القوات الحكومية، كما أنها غير قابلة للتصدير بعد تطبيقها من قبل الحرفيين في إدلب، إلى خارج سيطرة فصائل المعارضة السورية، شمال غرب سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.