واشنطن ترفع “عقوبات نووية” عن طهران.. هل تستعيد إيران عافيتها في العراق؟

واشنطن ترفع “عقوبات نووية” عن طهران.. هل تستعيد إيران عافيتها في العراق؟

قبيل اسبوع من استئناف محادثات فيينا، بين إيران والقوى العضمى على رأسها أميركا، والتي تسعى طهران من خلالها العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قبل تلغليها أميركا إبان عهد الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2020، أعلنت الولايات المتحدة، مساء أمس الجمعة، إعادك العملبإعفاءات متعلقة بأنشطة البرنامج النووي السلمي الإيراني. 

وقال مسؤول أميركي كبير في الخارجية الأميركية: “قررنا إعادة العمل بإعفاء من العقوبات من أجل السماح بمشاركة خارجية” لضمان “عدم الانتشار”، بسبب “مخاوف متزايدة” ناتجة عن التطوير المستمر للأنشطة النووية الإيرانية.

وأضاف أن “إدارة الرئيس جو بايدن أعادت، إعفاء إيران من عقوبات نووية مع دخول المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 المرحلة النهائية”. 

وهذت القرار يجب أن يتيح أيضا تسهيل المناقشات الفنية التي تعتبر ضرورية في الأسابيع الأخيرة من المحادثات، بحسب مسؤول الخارجية الأميركية. 

وأوضح أن “الإعفاء في حد ذاته سيكون ضروريا لضمان الامتثال السريع لإيران لالتزاماتها النووية” في حال التوصل إلى تسوية في فيينا حيث تجري المفاوضات.

وأكد أنه حتى بدون اتفاق في العاصمة النمسوية، فإن “هذه المناقشات الفنية ستظل تساهم في تحقيق أهدافنا المتعلقة بعدم الانتشار”.

لكن واشنطن تؤكد أن ذلك “ليس تنازلا لإيران” كما أنه ليس “إشارة إلى أننا على وشك التوصل إلى توافق” لإنقاذ اتفاق العام 2015 الذي يفترضأن يمنع إيران من تطوير قنبلة ذرية.

إيران باقية!

وتتعلق الإعفاءات خصوصا بمفاعل طهران المخصص للأبحاث وبمفاعل الماء الثقيل في آراك الذي تم تحويله تحت أنظار المجتمع الدولي بشكل يجعلمن المستحيل إنتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري.

توجهات أميركا تأتي في وقت لعل العالم بأجمعه يمر في توترات حادة، منها بسبب التدخلات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقتها مع الدول، ما أثارت سؤالا جوهريا حول مصير النفوذ الإيراني في العراق، الذي لا شك قد اختلفت مواضعه عن ما كان عليه في السابق، بعد أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2019 التي شهدت حراك احتجاج واسع في العراق، طالب بوقف تدخل طهران، وانهاء نفوذ الجماعات المسلحة المدعومة منها. 

وفي هذا الشأن، يقول السياسي البارز عزت الشابندر، في حديث لموقع “الحل نت” إن “محادثات فيينا بين إيران والأخرين، لها أولوية قصوى تؤثر على السولك الإيراني في العالم، والمنظقة ايضا،  ولكن هل ستفكر طهران بالانسحاب عن مواقع نفوذها، فهذا لا اعتقده، وانما تغير الاسلوب بما يطئمن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها من الأوربين”.

وأضاف أنه “ما يزال هناك نفوذ لدول مجاورة أو اقليمية داخل العراق، فلا اعتقد أن إيران ستفكر بالانسحاب، بقدر ما تفكر في تغير الطريقة، ريثما تصل إلى نتيجة واضحة ومحددة في نهاية مفاوضاتها”. 

إعفاءات مشروطة

وتعد قضايا رفع القوبات مشروطة، ورفع العقوبات يحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى أكثر من سنيتن، كما يقول الكاتب والمفكر السياسي غالب الشابندر في حديث لموقع “الحل نت”. 

ويضيف أن “هذه عملية جس نبض وكلما تم رفع العقوبات، سيتقلص دور إيران في العراق، وذلك بسبب الشروط التي تفرض تحت الطاولة”، مبينا أن “التراجع الإيراني الذي يمكن أن يخلفه رفع العقوبات، يكون ضمن مجموعة شروط تفرضها أميركا مقابل رفع العقوبات، والتي منها خلق توازن في العلاقة الصينية الروسية، وسحب اليد من مناطق الشرق الاوسط، والعراق”. 

وفي أول تعليق إيراني على قرار إدارة بايدن، طالبت إيران، اليوم السبت، الولايات المتحدة برفع ملموس للعقوبات وبضمانات لإحياء الاتفاق النووي. 

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن، بلاده أبلغت الطرف الأميركي عبر وسطاء أن عليه إثبات حسن نيته بشكل عملي ورفع العقوبات، مطالبا واشنطن بتقديم ضمانات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015. 

وأضاف عبد اللهيان أن ما يهم بلاده، بشأن رفع العقوبات في مفاوضات فيينا، هو الضمانات من الطرف المقابل، ووصف ما يحدث حاليا بأنه جيد ولكنه ليس كافيا. 

إيران لن تتنازل

من جهتها، قالت الخارجية الإيرانية اليوم إن، على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات بصورة تشمل كافة أبعاد العقوبات، ومن ضمنها العقوبات النووية. 

في السياق، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني على شمخاني اليوم -في تغريدة على تويتر- تابعها موقع “الحل نت” إنه، لا يمكن لأي اتفاق أن يقيد حق بلاده في تطوير برنامجها النووي السلمي، وأن إيران لن تتنازل عن حقها للحفاظ على إنجازاتها النووية مقابل أي إجراءات مخربة تستهدفها، وفق وصفه. 

وبدأت مفاوضات فيينا في أبريل/نيسان الماضي من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وبعد تعليقها ابتداء من يونيو/حزيران الماضي تم استئنافها أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة