تواصلت الاحتجاجات الشعبية لليوم الثاني على التوالي في محافظة السويداء ضد الحكومة السورية، اليوم الاثنين، بعد قرارات الحكومة السورية الأخيرة برفع الدعم عن آلاف العائلات السوريين، من مواد أساسية ومحروقات، ما قد يتسبب في تدهور الأحوال المعيشية في عموم البلاد.

شعارات مناهضة وتوسيع رقعة الاحتجاجات

أمس الأحد، شهدت عدة قرى وبلدات ريف السويداء الشمالي والجنوبي، احتجاجات شعبية واسعة، تمركزوا في وسط المدينة في ساحة السير وسط تنديدات وشعارات مناهضة للحكومة السورية.

وبحسب ما أفاد الناشطين من داخل السويداء، فإن من أبرز الشعارات المنددة: “السويداء إلنا وما هي لبيت الأسد” و” كرامة مساواة عدالة”، كذلك ” لا شرقية ولا غربية بدنا سوريا بدون تبعية” في إشارة إلى تبعية الحكومة السورية للأجندات الإيرانية والروسية.

وسط انتشار الحكومة للقوات الأمنية في محيط المحافظة، التي نصب قناصة أمس على أسطح المباني الحكومية، واستنفار في المراكز الأمنية. بدلا من أن تضع حلا أو أن تلبي مطالب الشارع، بعد أن تصاعدت الاحتجاجات منذ أمس وتوافدت أعداد كبيرة من الناس للانضمام إلى الاحتجاجات ضد قرارات الحكومة برفع الدعم عن المواد الأساسية.

وبحسب ريان معروف، رئيس تحرير موقع “السويداء 24″، حافظت الاحتجاجات اليوم على شكلها وسط تزايد أعداد المتظاهرين إلى ساحة المدينة، وشمل الاحتجاجات أماكن متفرقة من القرى والأرياف، حيث قام المحتجون بقطع الطرق الفرعية والرئيسية، منها طريق دمشق-السويداء لعدة ساعات متواصلة.

وأشار معروف إلى التطورات الجديدة اليوم في ساحة التظاهر، حيث “أجبر المحتجون موظفي البلدية التابعة للحكومة على إنهاء دوامهم، وطالبوا جميع الموظفين بعدم الحضور إلى العمل غدا لأن الأبواب ستكون مغلقة أمامهم، أي أنها محاولة لفرض عصيان مدني في الأيام المقبلة، وسط دعوات لتجديد الاحتجاجات”.

وأردف معروف، في حديثه لــ”الحل نت”، أنه “في مركز مدينة السويداء خرجت احتجاجات مشابهة لاحتجاجات يوم أمس من حيث الأعداد وأكثر بقليل، لكن حتى الآن لا استجابة من قبل الحكومة، بل على العكس يوجد تجاهل واضح لمطالب الناس”.

وبيّن معروف، بأن حكومة دمشق تحاول إرسال مبعوثين من الضباط والمسؤولين للتحدث مع المتظاهرين وتهدئتهم بالطرق والأساليب التي تتبعها عادة، من خلال المراوغة والالتفاف حول المتظاهرين وتهدئتهم قدر الإمكان.

وأرسلت القوات الأمنية حتى الآن مجموعة من التعزيزات العسكرية إلى المباني الحكومية التي تواجد أفرادها فوق أسطح تلك المباني، ولم يدخلوا حتى اليوم في أي احتكاك مع الأهالي، بحسب ريان معروف.

للقراءة أو الاستماع: احتجاجات مستمرة في السويداء بسبب رفع الدعم.. هل تنفجر المحافظة؟

رسائل المحتجين لكافة السوريين والمطالبة بتطبيق قرار 2254

وسط تجديد الاحتجاجات لليوم الثاني في مناطق متفرقة من محافظة السويداء، تنديدا بالسياسات المجحفة من قبل الحكومية التي أدت لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

حيث بدأت الاحتجاجات في وقت مبكر، اليوم الاثنين، ولجأ محتجون لقطع طريق دمشق-السويداء عند قريتي حزم، وخلخلة. إضافة إلى إغلاق محتجون طريق نمرة-شهبا، شمال شرقي السويداء. وفي الريف الغربي قطع الأهالي طريق مجادل-شهبا.

وقد وجه المتظاهرون مجموعة رسائل لكافة المواطنين في عموم سوريا، إذ قالوا: “الرسالة لأهالينا في طرطوس الذين همهم همنا، و لأهالينا في حلب الذين دمائهم دمنا، ولأهالينا في درعا شركائنا وجيرانا، اليوم رسالة لكل أوادم البلد، لأولادنا في القطاع الإعلامي والجيش السوري، و نساءنا اللاتي تقعدن اليوم في البرد والصقيع وهن قدمن أزواجهم وفلذات أكبادهم فداء لسوريا.

و واصل المحتجين في توجيه الرسائل للعامة، “اليوم سوريا للجميع، يجب أن نكون صاحب قرار ولم نعد نقبل الذل، صوت الكل سيصل، دمنا سوري وهويتنا سوري، لذا نطلب من كل أبناء المحافظات السورية، الاحتجاج يوم الجمعة القادم، لمطلب الحق لكامل السوريين، اليوم همنا واحد ويجب وضع الأحقاد جانبا، اليوم مصير سوريا بأيدنا فقط”.

ونوه المحتجون في رسائلهم بوجه الحكومة، “نحن مستمرون حتى تتحاسب هذه الحكومة الفاسدة، وأن لا يتم تهريب أموال الشعب إلى الخارج كما العادة، وأن يتوزع على الشعب من أموال خزينة الدولة، و مطلبنا مطلب واحد وهو حق، فأما العيش حياة كريمة في البلد، وإذا لم تكن كذلك فالموت أشرف لنا”.

أما بالنسبة إلى التهديدات القمعية، فقد قال المحتجون، “لم تعد ترعبنا أو تخوفنا فليس هناك أسوء من الجوع”، حيث حمل المحتجون لافتات تدعو لبناء “وطن لكل السوريين” وأخرى تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سوريا.

وبالعودة إلى مدير تحرير موقع “السويداء 24″، الذي أشار إلى التطور الحاصل في المطالب، بعد أن اقتصرت على تحسين الظروف المعيشية، تطورت اليوم للمطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، ودعوة جميع السوريين للاحتجاج.

وعدم الخضوع لسياسات حكومة دمشق التي أذلت المواطنين، وشدد على أن المحتجين سيستمرون في التظاهر غدا أيضا عند الساعة العاشرة صباحا في ساحة السير.

وينص قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، المتخذ بالإجماع في 18 كانون الأول/ديسمبر 2015، على وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في عموم سوريا.

يذكر أن السويداء شهدت 20 نقطة احتجاج في مناطق متفرقة من المحافظة وريفها وهي :”أمام مقر عين الرمان بمدينة السويداء- طريق الشرطة العسكرية وسط السويداء وبلدات وقرى نمرة- أم ضبيب- شقا- مجادل-عريقة- صميد- أم حارتين- خلخلة – طريق دمشق السويداء عند قرية حزم – أم الزيتون- الغارية”، إضافة إلى أكثر من 7 مناطق بالريف.

للقراءة أو الاستماع: السويداء.. بسبب غلاء العلف أكثر من 112 مدجنة تغلق أبوابها

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.